لا بد من خطوات إيجابية

الدكتور عثمان قدري مكانسي

لا يعني إعلان بعض القوى الثورية في الداخل عدم اعترافها بالائتلاف نقطة ضعف فيه بل هي نقطة قوة وورقة ضاغطة بيد الائتلاف أمام الدول التي وعدت بدعمه، فالحقيقة أن أية معارضة مهما كانت متناغمة فلا بد من وجود جوانب اختلاف مع الآخرين ، ولن يكون الثوار نسخة واحدة في بعض المفاصل الأساسية والفرعية . أقول هذا وبعضهم منزعج من هذه الفصائل التي لم تؤيد الائتلاف الوطني السوري الجديد.

واشتراط الدول الداعمة أن تكون المعارضة قالباً واحداً دليل على ضعف المصداقية في الدعم ولو كانت الدول الداعمة صادقة في وعودها فلن يثنيها تخلف بعض القوى السورية الثائرة عن اللحاق بالائتلاف لأن الاختلاف سنة الحياة .

وما نسمعه من بعض الدول الغربية التي تتعذر بعدم اتفاق المعارضة السورية كلها ينبئ عن عدم رغبة في الوقوف إلى جانب الثورة السورية المجيدة بأعذار واهية مفضوحة تدلل على رغبة دفينة بسقوط الثورة وانتهائها لصالح الطاغية حاكم سورية المجرم ، ولم تكن الثورات في العالم منذ الخليقة متفقة إلا على أساسيات تسعى إليها وتعمل لها ، فإذا ما وصلت إلى هدفها المشترك كان لكل منها شأن وطريقة وهدف.

إن الإسراع بدعم الائتلاف والصدق في تنفيذ الوعود يعجل بالتحاق الآخرين بالركب لأنه يثبت انّ شكوكهم ليس لها أساس . وتأخر الدعم يفرق المجتمعين، ويخذل المتفاهمين ولا داعي للأسف الذي أسمعه من بعضهم في أمر بعض الفصائل التي لم تؤيد الائتلاف ، إن هذا الأسف يدل على نظرة سياسية ضيقة الأفق. وكان عليهم إن آمنوا بصواب عملهم في الائتلاف الجديد أن يعملوا على توضيح مواقفهم لمن خالفهم ويتقربوا إليهم ويرفعوا الحزاجز النفسية والانطباعات الخاطئة ، وسيتقدم الاخرون منهم شبراً لو تقدم هؤلاء منهم ذراعاً .