آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: فشل الدفاع الجوي الإسرائيلي في التصدي للصواريخ العربية / القبة الحديدية نموذجا

  1. #1
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي فشل الدفاع الجوي الإسرائيلي في التصدي للصواريخ العربية / القبة الحديدية نموذجا


    فشل الدفاع الجوي الإسرائيلي في التصدي للصواريخ العربية / القبة الحديدية نموذجا


    عام 1991 أطلقت القوات الصاروخية العراقية 43 صاروخا من نوعي الحسين والحجارة السجيل على أهداف حيوية إسرائيلية وألحقت بها أضرارا فادحة باعتراف الإسرائيليين أنفسهم ، والصواريخ العراقية صواريخ إستراتيجية بعيدة المدى وذات تأثير كبير على الأهداف المضروبة ، وكانت هذه الصواريخ قد أطلقت من مديات بعيدة زادت عن 650 كم من داخل الأراضي العراقية باتجاه أهداف إسرائيلية في مناطق تل أبيب وحيفا وبئر السبع وتمكنت بذلك من اختراق نظرية الحدود الآمنة التي طالما تغنى بها الجيش الإسرائيلي ، ولم تتمكن منظومات الدفاع الجوي الأمريكية الإسرائيلية التي أقيمت حول هذه الأهداف من اعتراض أي صاروخ عراقي وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق الهدف الذي من أجله تم نشرها في محيط تلك الأهداف ، وتألفت هذه المنظومات التي أقامها الأمريكان لحماية الأهداف الإسرائيلية من : نظام صواريخ أمريكية الصنع ارض/ جو نوع باتريوت ، وهو نظام أمريكي شهير جدا متخصص في التصدي للصواريخ الباليستية والطائرات في المديات البعيدة ، ونظام هوك الأمريكي المركزي المتخصص للدفاع الجوي متوسط المدى ،
    و نظام سبايدر الإسرائيلي، وهو نظام مشتق من صواريخ بايثون وديربي جو/جو الإسرائيلية ، ونظام آرو Arrow الإسرائيلي المدعم من قبل أمريكا ،وهو نظام دفاع جوي بعيد المدى شاهق الارتفاع متخصص في التصدي للصواريخ الباليستية شبيه بنظام الباتريوت والثاد الأمريكي وغير مصمم لاعتراض أية أهداف جوية أخرى خلاف الصواريخ الباليستية سواء طائرات أو صواريخ قصيرة المدى أو صواريخ جوالة . وفي عام 2006 فشلت أيضا منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية قي التصدي لصواريخ المقاومة اللبنانية وكذلك الحال في العدوان على غزة عام 2008 والفترات اللاحقة التي قصفت خلالها المقاومة الفلسطينية أهدافا إسرائيلية .

    واليوم تطالعنا الأخبار عن فشل جديد للدفاع الجوي الإسرائيلي ( نظام القبة الحديدية ) في تحقيق الهدف الذي صنع لأجله ، والذي كلف مئات الملايين من الدولارات ، فقد تمكنت صواريخ المقاومة الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة من اختراق هذا النظام والوصول إلى أهدافها بما فيها تل أبيب . ونظام القبة الحديدية ، الممول بشكل كبير من الولايات المتحدة الأميركية وبإشراف من خبرائها العسكريين، لم يستطع صد ما أسمتها إسرائيل قبل سنوات بـ( ألعاب نارية) تصنعها المقاومة في ورش صغيرة، التي تفتقر حسب رأيها إلى ( الدقة وقوة الضربة والتأثير) . ونظام القبة الحديدية : منظومة دفاع جوي متحركة طورت من قبل شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة والهدف منها اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية . وفي شهر فبراير من عام 2007 أخــــتار وزير الدفاع الإسرائيلي عمـير بيرتس هذا النظام كحل دفاعي لإبعاد خطر الصواريخ قصيرة المدى عن الأهداف الإسرائيلية ، وقد ظهرت الحاجة الملحة لمنظومة دفاع جوي تحمي إسرائيل من الصواريخ قصيرة المدى بعد حرب تموز 2006 حيث أطلق حزب الله ما يزيد على 4000 صاروخ كاتيوشا قصير المدى سقطت في شمال إسرائيل وأدت إلى مقتل 44 مدنيا إسرائيليا . والنظام مخصص أيضا لصد الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية من عيار 155 ملم والتي يصل مداها إلى 70 كم ويعمل في مختلف الظروف ، وهناك معلومات غير مؤكدة عن خطط زيادة مدى القبة الحديدية حتى 250 كيلومترا. ويتكون نظام القبة الحديدية من : وحدة رادار راصدة تعمل في كل الظروف الجوية المختلفة حتى السيئة منها ، ومن وحدة إدارة النيران والتحكم التي تقوم باستلام البيانات والإحداثيات الخاصة بالهدف من وحدة الرادار وتقوم بعملية إطلاق الصواريخ ، ومن ثلاث وحدات إطلاق صواريخ اعتراضية من النوع تامير بعدد 20 صاروخ لكل وحدة ، ويحتوي الصاروخ على مستشعرات كهروبصرية ورأس راداري باحث يتلقى المعلومات من وحدة التحكم وإدارة النيران ثم يرصد الهدف ويعترضه على المسار المحدد مسبقا ، وتبلغ تكلفة البطارية 100 مليون دولار.

    وقد تم نشر النظام لأول مرة في 27 مارس 2011 بجانب مدينة بئر سبع وحول قطاع غزة ، ويقوم عمل بطاريات القبة الحديدية على إطلاق صواريخ صغيرة موجهة بالرادار لتفجير قذائف من طراز كاتيوشا في مدى يتراوح بين 5 و70 كيلو متراً، إضافة إلى قذائف المورتر( الهاون ) . وتشير المعلومات أن القبة الحديدية تمكنت من اعتراض 218 صاروخا من ضمن أكثر من 850 صاروخا خلال أربعة أيام من بدء الهجوم حسب الرواية الإسرائيلية ، وهذا يعني أنها لم تصد أكثر من 30 في المائة من صواريخ المقاومة ، ومن دلائل فشل منظومة القبة الحديدية هو إصابة صواريخ المقاومة أهدافها وخاصة سقوطها على تل أبيب ، لكن الجيش الإسرائيلي يعمل على تضليل المستوطنين اليهود والعالم حول قدرات هذه القبة على وقف صواريخ المقاومة بنسبة 100 في المائة. وتذكر المعلومات أن وزير دفاع العدو سيطلب من مجلس الوزراء الإسرائيلي تخصيص نحو 190 مليون دولار جديدة لتوسيع نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ، في محاولة لصد ما يمكن من الصواريخ القادمة من غزة . ويقول المحلل العسكري واصف عريقات أن وجود عدد آخر من البطاريات لن يخفض الخسائر العسكرية والسياسية لإسرائيل ولأميركا في هذه الحرب، ما سيؤثر سلبا على ثقة المواطن، وعلى اقتصاد إسرائيل الذي كلفها الملايين لتصنيع أربع بطاريات . ويكفي مبلغ 190 مليون دولار ، حسب مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن اسمه لوكالة رويترز، لتصنيع ثلاث بطاريات إضافية، علماً أن سلاح الجو يملك كتيبة واحدة من نظام القبة الحديدية تضم 5 بطاريات تدعى (إيــدو) و(بازيلــيت) و( بارياخ آ – داروم) و(دوريس) .

    ويؤكد المحللون أن نظام القبة الحديدية الذي تعلق عليه إسرائيل الآمال في اعتراض صواريخ المقاومة أثبت عدم جدواه في تحقيق الحماية للأهداف الإسرائيلية فضلا عن كونه نظاما مكلفا من الناحية الاقتصادية ، فأول نقد تعرض له النظام هو عامل التكلفة حيث أن الصاروخ الواحد تصل تكلفته إلى 50 ألف دولار مقابل 500 دولار فقط تكلفة صاروخ القسام الذي يتم اعتراضه وبالتالي يمثل تكلفة ضخمة على الميزانية الإسرائيلية وعلى الميزانية الامريكية الداعمة ، في كل عملية اعتراض . وقد فشل النظام في اعتراض كل الصواريخ المطلقة من قبل المقاومة الفلسطينية واثبت فشله بعكس ما كان يدعي الإسرائيليون ولم يحقق نتائج مرضية حتى هذا اليوم ، وعلى الرغم من ذلك يدعي صانعوه انه بعد التطويرات التي ستتم للنظام سيمكنه تحقيق نجاحات اكبر في عمليات الاعتراض ، لكن الخبراء العسكريين يذكرون أن هذا النظام يمكن اختراقه بعدة طرق منها استخدام الصواريخ ذات السرعات الكبيرة الفوق صوتية التي تحتاج إلى أنظمة اعتراضية أقوى من القبة الحديدية بجانب إمكانية خداع النظام بصواريخ يتم الدفع بها كتضحية ويتبعها دفعة أخرى بتوقيتات دقيقة كي تصل إلى أهدافها بعد مشاغلة النظام بدفعة الصواريخ الأولى ... أيضا هناك إمكانية تحميل الصواريخ المطلقة برقائق معدنية للتشويش الراداري تؤثر على قدرة الرصد للنظام للسماح بدفعات الصواريخ التالية للوصول لأهدافها بنسبة نجاح كبيرة. ويدعي محللون إسرائيليون أن الجيش الإسرائيلي نفذ تكتيكا وهو أن يتم تعقب الصاروخ وإذا وجد انه لن يقع في مكان حيوي لا يتم اعتراضه لتكلفة المنظومة العالية وهو ما يسمى بالنفس الطويل لسلاح الردع ، إلا أن هذه النظرية أثبتت العكس ، ففي اليوم الثاني من القصف على غزة أمطرت المقاومة الفلسطينية اليهود بعشرات الصواريخ خلفت الكثير من القتلى والجرحى بل سقطت صواريخ المقاومة على بلدات ومدن بعيدة عن غزة . وقد أثار سقوط الصواريخ على مدينة تل أبيب أسئلة في أذهان الإسرائيليين حول نجاعة هذه التقنية في حمايتهم من ضربات المقاومة بغزة، فيما أعلن مسؤول إسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرونوت : نأسف ، فقد وصلت صواريخ حماس إلى تل أبيب. أما المستوطن الإسرائيلي، فلا بد أن يكتشف التضليل الذي تعرض له من قبل قيادته، التي حاولت عمل مناورات معلوماتية عبر وسائل إعلامها لاستعادة قوة الردع المتآكلة، في الوقت الذي تثبت فيه المقاومة العسكرية الفلسطينية تماسكا يوما بعد يوم .

    مما تقدم نستخلص أن عمليات القصف الصاروخي العربي للعمق الإسرائيلي كشفت هشاشة الاستيطان اليهودي وعجز ووهن الدفاع الجوي الإسرائيلي عن الدفاع عن الأهداف الحيوية الإسرائيلية ، حيث تسببت صواريخ ارض ارض العراقية واللبنانية والفلسطينية في إحداث اختراقات كبيرة في نظرية الحدود الآمنة التي طالما تغنى بها العدو وان لا شي يقف أمام الإرادة العربية إذا ما توكلت على الله واعدت العدة لمواجهة الغطرسة بقوة الحق والإيمان ، وحيث أن المقاومة الفلسطينية لديها إستراتيجية في صراعها مع العدو وقدرة عالية على المناورة والتكتيك فان القبة الحديدية تبقى عاجزة عن التصدي لصواريخ المقاومة وبالتالي تظل الأهداف الإسرائيلية تتلقى الطرق والضرب ، وتبقى المعركة مفتوحة مع العدو على كل الاحتمالات ومن حق المقاومة أن تستخدم كل ما في جعبتها سواء من حرب فعلية على الأرض أو حرب نفسية مع هذا العدو، حتى يعترف بالحق الفلسطيني ويخضع صاغرا للمطالب الفلسطينية بعون الله . وكلمة نقولها للتاريخ والجيل الحالي والأجيال القادمة أن حقيقة فشل الدفاع الجوي الإسرائيلي في اعتراض كثير من الصواريخ العربية ، وعلى مدى عقدين من الزمن ، تؤكد إمكانية اختراقه مستقبلا من قبل الصواريخ ، السوقية والعملياتية والتعبوية أو من قبل الطائرات المقاتلة ، في حالة استخدامها من قبل القوات العربية في أي حرب مقبلة .


  2. #2
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: فشل الدفاع الجوي الإسرائيلي في التصدي للصواريخ العربية / القبة الحديدية نموذجا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عيسى الجندي مشاهدة المشاركة
    شكراً للأستاذ عبدالوهاب الجبوري على مقالته وتضيحه

    لو كانت انظمة الدفاع الاسرائيلية لما اضطرت اسرائيل لطلب التهدئة وهي صاغرة

    نسألُ الله العلي القدير أن يرينا في اسرائيل يوماً أسوَداً قريباً عاجلاً غير اجل
    امين

    تحيتي

    هذا صحيح فالله اخزاهم واذلهم
    حيا الله المقاومة الفلسطينية وخسيء اعداء الله
    مع خالص شكري ومودتي لاخي عيسى الجندي


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •