الشهيد البطل أحمد الجعبري في سطور

نسيبة داود

سيظل التاريخ يذكر أن المجاهد القسامي أحمد الجعبري استشهد في الذكرى السنوية الأولى لإتمام صفقة (وفاء الأحرار) التي فاوض خلالها الاحتلال على إطلاق 1047 فلسطينيا من الأسر مقابل إطلاق المقاومة سراح الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط.

إنه أحمد سعيد خليل الجعبري الذي استشهد الأربعاء 29 ذي الحجة لعام 1433، عن 52 عاماً قضاها مدافعا عن الأرض والعرض، مجاهدا في سبيل الله، رافعا لواء الدين، معليا كلمة الحق.

هو من مواليد عام 1960، ومن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حاصل على شهادة البكالوريوس في تخصص التاريخ من الجامعة الإسلامية بغزة.

ومن أبرز مقولاته: "ما دام الصهاينة يحتلون أرضنا فليس لهم سوى الموت أو الرحيل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة".

بدأ الجعبري مشوار النضال عندما انتظم كغيره من الشباب في صفوف حركة فتح التي سُوِّقت في البداية على أنها حركة مقاومة للاحتلال؛ ثم اعتقلته قوات الاحتلال في بداية الثمانينيات وأمضى في المعتقل 13 عاما بعد اتهامه بالانخراط في مجموعة عسكرية تابعة لفتح خططت لعملية فدائية ضد الاحتلال عام 1982.

وخلال وجوده في السجن تعرف إلى حركة حماس التي نشأت عام 1986 مع إعلان الانتفاضة الأولى؛ فانتمى الجعبري لحماس وعمل بمكتب القيادة السياسية لها، وتأثر بعدد من قادتها ومؤسسيها الأوائل كان أبرزهم عبد العزيز الرنتيسي، وإسماعيل أبو شنب، ونزار الريان، وإبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكري للحركة الشيخ صلاح شحادة، وكلهم سبقوه شهداء.

ويذكر موقع حماس أن نشاط الجعبري تركز عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995 على إدارة مؤسسة تابعة للحركة تهتم بشؤون الأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة الفلسطينية آنذاك.

وكان الجعبري مفتاحا هاما في صفقة تحرير الأسرى الفلسطينيين العام الماضي مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة الفلسطينية على تخوم قطاع غزة عام 2006.

وعمل على التفاوض مع الاحتلال لإطلاق 1027 أسير، بحيث يشمل الرقم جميع الأسيرات والأطفال. ولم تشمل الصفقة أعضاء حماس المعتقلين فحسب بل شملت كل الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح.

ووقتها أشاد إعلام المقاومة بعبقرية الجعبري في التفاوض وإصراره وتمسكه بإطلاق كافة الأسرى موضع النقاش.

لكن ما يمثل مفاجأة لكثيرين، هو ما كشفه الجيش الصهيوني أمس في تقريره بعد عملية الاغتيال، حيث قال إن الجعبري هو من وضع تلك الخطة العسكرية المحكمة التي أدت إلى اختطاف شاليط. وقال الجيش إنه المسؤول كذلك عن إخفائه مدة خمس سنوات ونصف السنة وإنه هو المسؤول كذلك عن إطلاق سراحه، وإنه المسؤول أيضا عن تحديث أساليب حركة حماس في المجالين العسكري والسياسي، لدرجة بات فيها القائد الأول في هذه الحركة عمليا.
وبحسب معلومات أوردتها وسائل الإعلام (الإسرائيلية) عقب عملية الاغتيال فإن الجعبري وضع هدفا للاغتيال بعد أن قدم رئيس المخابرات تقريرا قال فيه: "إن جهازه يتابعه خطوة خطوة". وأضافت: "أن المخابرات الإسرائيلية لاحظت في الآونة الأخيرة أن الجعبري اعتاد على قيادة سيارة حديثة من طراز (كيا) قدمت له هدية من مصر"، كان يقودها بنفسه في حين حرص على أن يشاركه السفر ابنه الذي استشهد معه.

وأشرف رئيس الأركان الصهيوني، بيني غانتس بنفسه على العمليات التي جرت في قطاع غزة، والتي من بينها اغتيال الجعبري؛ وقال متحدث باسم الجيش: "إن غانتس أشرف من داخل غرفة العمليات في القيادة العامة على العمليات، وأن رئيس جهاز المخابرات العامة الشاباك يورام كوهن، أشرف بنفسه على الجانب الاستخباري في اغتيال الجعبري، وقال إن العملية في الوقت الحاضر تستهدف تصفية عدد من (قادة الإرهاب) وتدمير الأسلحة الإستراتيجية والصواريخ بعيدة المدى".

لقد وفّى الجعبري وعده لأسرى فلسطين بالتحرير، وبعدها بعام ارتقى شهيدا.. تاركا من خلفه ثلة من المقاومين على أعلى درجات التدريب العسكري، ملتحقا بجمع من الرفاق الذين سبقوه بالشهادة، مسلما الراية لـ(نخبة التحرير) الموعودة بالنصر المبين.

عن موقع طريق الإسلام