إعلان مشروع "لننهض بلغتنا"

أطلقت مؤسّسة الفكر العربي من دبي يوم الأحد الموافق 25/ 11/ 2012 مشروع "لننهض بلغتنا" حول واقع اللغة العربية، وتوّج بإصدار إعلان "لننهض بلغتنا"، وذلك بحضور الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، ووزراء الثقافة العرب، ورؤساء المجامع اللغوية العربية، وكبار المثقفين والأكاديميين والإعلاميين.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

أهداف المشروع:

ويهدف المشروع إلى تعزيز اللغة العربية، والإعلاء من شأنها، ووقف تدهور استخدامها. ويتيح المشروع لأهل العلم والرأي والخبرة أن يضعوا رؤية مستقبلية لواقع اللغة العربية في المجالات كافة وبحيث تتوفر لهذه الرؤية الرعاية والمؤازرة على أعلى مستوى سياسي لتوضع في نهاية المطاف بين أيدي صنّاع القرار التعليمي والتربوي والثقافي في الدول العربية.

وأشار الكتور سليمان عبد المنعم الأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي في كلمة حفل إطلاق المشروع إلى أن إعلان "لننهض بلغتنا" جاء نتيجة جهد ميداني وبحثي ورؤيوي قام به لغويون ونخبة من رموز الفكر والإبداع العرب، مؤكدا انه مشروع يهمّ جميع العرب الحريصين على لغتهم وثقافتهم وحضارتهم وتراثهم وتاريخهم.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

من كلمات المتحدثين:

* جاء في كلمة سموّ الأمير خالد الفيصل رئيس المؤسّسة:
"إذا كنّا في الماضي نُحمّل الإستعمار ومشروعاته وزر إهمال هذه اللغة ومحاربتها وكنا نتصدّى للأمر بكيفيات شتى فإننا اليوم بصدد الخطر الأكبر على هذه اللغة في هذا الزمان ألا وهي هيمنة الغرب على كل شيء عندنا".
وقال: "كنا نحن في السابق من يهيمن وكانت لغتنا هي الناقل للحضارة، أما اليوم فنحن نتعرّض لهيمنة سياسية وثقافية غربية شاملة ومن أخطر مظاهر هذه الهيمنة هي هيمنة اللغة الإنجليزية على ألسنتنا ومنطوقنا اللغوي اليومي العام، ولعلنا نلحظ مظاهر هذا الخطر في صفوف شبابنا وتداولاتهم اللسانية والحوارية على شبكة الإنترنت وسائر المواقع والهواتف الجوالة حيث يستخدمون لغة يقال إنها عربية وهي ليست كذلك في شيء بل هي لغة لاتينية تستبدل الأرقام فيها محلّ الكلمات وبعض التعابير العربية بتعابير أجنبية خالصة تنتشر كالنار في الهشيم على ألسنتهم".
وأردف: "اصبحنا اليوم وأمام ما يحصل من إلغاء للغتنا العربية، نترحّم على العامية لأنها تنتمي على الأقل إلى العربية وإذا ما نظرنا إلى كثير من اللقاءات والندوات التي تجمع مفكرين ومثقفين عربا على شاشات التلفزة فإنّنا نجد أن أكثر تعابيرهم تأتي مع الأسف بلغة إنجليزية حيث يبدو ان المثقف العربي يسعى باختياره الإنجليزية لغة تعبير له الى اظهار مستوى ثقافته وتفكيره وينسى أنه عربي".

* وأكد الدكتور صلاح فضل ممثل مجمع اللغة العربية في القاهرة في كلمته أن اللغة وإن لم تتّسم بالمرونة والتحديث لمواجهة تحديات العصر فهي تتراجع وتتأخّر بالنسبة لأبنائها أنفسهم وهو ما تنبغي مواجهته بعناد وتصميم.. مشددا على أهمية رقمنة اللغة وتيسير تداولها خصوصاً لدى الشباب وذلك عبر تشجيع إبداعاتهم وبث روح اللغة العربية والاعتزاز بها لديهم.

* وألقى الدكتور زياد الدريس نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو كلمة أكد فيها الحاجة إلى خطاب موجّه للعرب وخصوصا الشباب لإقناعهم بأهمية لغتهم العربية وبعدم التردّد في استخدامها في كلّ مكان وتفكيك شعورهم بالفخر والتميّز عند استخدام اللغات الأجنبية في غير مكانها أو حاجتها. وأضاف "تشير كثير من مراكز البحث الى أن اللغة العربية واللغة الصينية هي أكثر اللغات التي تشهد إقبالاً على تعلّمها في المجتمعات الغربية لافتا الى ان انتشار معاهد تدريس اللغة العربية في الغرب والشرق يعد تأكيدا على ذلك داعياً إلى الاحتفال باللغة العربية في الثامن من ديسمبر من كل عام وهو اليوم الذي اعتمدته منظمة اليونسكو الشهر الماضي يوماً عالمياً للغة العربية.
واشاد بمبادرة مؤسّسة الفكر العربي باطلاق إعلان "لننهض بلغتنا" وبالبند الذي يدعو لإنشاء منظمة مستقلة تعنى بقضايا اللغة العربية على غرار المنظمة الفرنكوفونية التي تخدم اللغة الفرنسية والناطقين بها من أهلها وغير أهلها.

إعلان وثيقة "لننهض بلغتنا"

عقب ذلك تلا عميد الجامعة اللبنانية السابق الدكتور أنطوان طعمة إعلان وثيقة "لننهض بلغتنا" التي وقّع عليها الأمير خالد الفيصل ووزراء الثقافة في كلّ من دولة الإمارات العربية المتّحدة والأردن والبحرين ورؤساء المجامع اللغوية العربية ورؤساء تحرير الصحف العربية ونخبة من رموز الفكر والإبداع المدافعين عن اللغة العربية.

ونص مشروع الاعلان على ان المجتمعين في ملتقى مؤسّسة الفكر العربي في دبي يشددون على أن اللغة العربية هي مكوّن أصيل من مكوّنات هوية الأمّة ورمز خالد لانتماء أبنائها وهي تمثّل ذاكرتها الثقافية والحضارية.

وذكّر المجتمعون بأن التاريخ لم يسجّل نهضة علمية لشعب من الشعوب بغير لغته الوطنية ما يجعل من اللغة العربية قضية أمن قومي بلا منازع وأداة معرفية لا يمكن الاستغناء عنها في اي مشروع عربي للتنمية، مثمنين مبادرة مؤسّسة الفكر العربي في إنجازها مشروع "لننهض بلغتنا".

توصيات

أوصى المجتمعون المسؤولين العرب في شتى مواقع صنع القرار والمعنيين بشأن اللغة العربية وعموم الرأي العام بما يلي:

1- السعي الجاد لاتخاذ سياسات لغوية مُلزمة مبنية على تخطيط لغوي شامل يهدف إلى إعلاء شأن اللغة العربية في التداول والتعليم وإعادة الاعتبار إليها عن طريق القيام بمبادرات تشريعية وثقافية وتربوية واجتماعية وإعلامية ترعاها الحكومات العربية توجيهاً
وتمويلاً.

2- اعتبار تعليم اللغة العربية للأجانب في مختلف البلاد العربية واجباً وطنياً يضاهي خدمة العلم ويمكن أن يحلّ محلّها في بعض الظروف مع تهيئة الوسائل والأدوات الممكنة من برامج حديثة لتعليم اللغة العربية وتقنيات متطوّرة على غرار ما هو معمول به في تجارب بعض الدول التي تعتبر لغتها رمزاً لشرفها القومي.

3- إلزام المدارس الأجنبية في البلدان العربية بتخصيص حصص كافية لتدريس اللغة العربية لطلابها.

4- دعوة جامعة الدول العربية الى تأسيس كيان دولي للغة العربية على غرار المنظمة الفرنكوفونية تكون بمثابة مظلّة لتنسيق الجهود والأعمال بين مختلف المؤسّسات العاملة في مجال اللغة العربية الحكومية والأهلية على أن تتوافر لهذا الكيان رؤية العمل الواضحة والموارد اللازمة والصلاحيات الضرورية لوضع الخطط والبرامج الكفيلة بالنهوض بلغتنا العربية.

5- إنشاء هيئة تخطيط لغوي عليا تنبثق من اتحاد المجامع اللغوية والعلمية الموجودة حالياً لتتولى شؤون التخطيط والتنسيق في الأقطار العربية والرقابة والإشراف على تنفيذ قانون الحفاظ على سلامة اللغة العربية وعلى سياسة تعليم اللغات واستخدامها، والعمل على إصدار ميثاق شرف إعلامي عربي يوجب استخدام اللغة العربية الفصيحة الميسّرة في وسائل الإعلام العامة والخاصة ويهدف إلى الحدّ من ظاهرة استشراء التعبير بالعامّية المحلية، واعتماد مبدأ التعريب الشامل من منطلق المنظور السياديّ إطاراً جامعا يتمثل في وحدة اللغة والثقافة والانتماء وانتهاج هذا التعريب في المقررات الدراسية بما لا ينتقص من مستوى التحصيل في اللغات الأجنبية.

6- كما دعوا وزارات الثقافة العربية المنظّمة لمهرجانات الفنون على اختلافها وكافة أشكالها وكافة الجهات المعنية الأخرى إلى تخصيص جائزة لأفضل الأعمال الفنية التي تُعلي من شأن اللغة العربية استخداماً في سيناريوهات الأفلام وحوارات المسرحيات والمسلسلات التلفزيونية ونصوص الأغاني، والعمل على مواكبة التطور السريع في عالم النشر الرقمي وحشد الموارد اللازمة للاستثمار في هذا المجال الجديد.



بتصرف يسير:

وكالة أنباء الإمارات

صفحة مؤسّسة الفكر العربي على الفيسبوك
العربية.نت