أما بعد،
فها قد اقتربت ساعتُك، ودنا يومك، وجاء نصر الله الموعود، وهو القائل "وكان حقا علينا نصر المؤمنين". قد جاءتك النُّذر، وسبقت إليك العِبر، وما به يفيء العاقل إلى الحق، ولكن طَبع الله على قلبك والعياذ بالله. ها أنت ترى فيالق الحق على أبواب دمشق، وتسمع قعقعة السلاح، وتَبلغك تكبيرات رجال مؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وما أراهم الآن إلا وقد أعدّوا الوَثاق، وليَشدُّنَّه، فوا خيبتَك حين ترجو مَنّا أو فِداء! ولَيجرِينّ قصاص الله حتى تطيبَ نفوس مقهورة وتَبرأ قلوب كَلْمى، ثم يُثخنوا في زمرة الشيطان كما أثخنتَ في الوِلدان والنساء والمستضعفين وجعلتَ الديار كُسارا، ثم لا يمنعُهم شنآن قوم على ألا يعدلوا. آنَ لعباد الله أن يطرحوا حِملا أثقل الكواهل، ثم لا كذبَ بعدُ ولا بهتان وقد عهدوك مِهذارا. ألاَ وإن من كثر كلامُه كثر سقطه، ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أوْلى به.
تراه بعيدا ونراه قريبا، ولله الأمر من قبل ومن بعد. فسبحان من قضى وقدّر، وأجرى الأمور لحكمة وقد تنزّه فعلُه عن العبث، أدرك ذلك من أدركه وجهله من جهله. فتأمّلْ أيها الحقير قولَ الجبّار "واستكبرَ هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنّوا أنهم إلينا لا يرجعون". فيا ويلك ثم ويلك! أبشرْ بأخذِ القويّ العزيز! ألاَ إن أخذ ربك لشديد.
والسلام على من اتبع الهدى
19 محرم 1434ه
03/12/2012م