ويسألونك عن جبهة النصرة ..؟!
الجواب من الميدان .
سألني الكثير من الأصدقاء عن جبهة النصرة … وطلبوا مني أن أكتب في ذلك مقالاً ..فحاولت عبثاً أن ألتقي القوم أو بعضهم عساني أكون صورة شخصية عنهم ,بمعزل عن التقارير التلفزيونية التي أعدها.
حقيقةً…الجبهة تتكتم كثيراً عن الظهور الإعلامي .. بل إن بعضهم يرفض بناءً على رؤية شرعية الظهور في وسائل الإعلام ..لكن ومن خلال عملي الإعلامي استطعت أن أستشف شيئاً عن هذا التنظيم وأطلع على بعض آراء الأهالي بالجبهة.
جبهة النصرة لأهل الشام هي تنظيم سلفي جهادي , يعلن هدفه بوضوح ألا وهو إقامة الخلافة الإسلامية,أغلب أعضائه من السوريين والذين يسمون أنفسهم بالأنصار, والقسم الأخر من الجبهة وهم الأقلية من الأجانب – سواء كانوا عرباً أم عجماً – وهم الذين يسمون أنفسهم بالمهاجرين, وهذا التقسيم هو إتباع لتقسيم النبي الكريم لأصحابه عندما دخل المدينة المنورة.
الشارع في شمال سوريا بشكل عام رؤيته إيجابية جداً حول جبهة النصرة .. فأعضاؤها معروفون بالتزامهم الديني ,وشجاعتهم في القتال , إضافة إلى تدريبهم العالي على حرب الشوارع , وبعدهم عن ما ينسب لبعض الكتائب من الجرائم الجنائية كالتشليح و” التشويل ” وغيره . -التشويل هو مصطلح مستخدم في شمال سوريا يعني الاختطاف ووضع المخطوف في شوال الخيش -.
والدليل على الرؤيا الإيجابية نحوهم .. هو انه عندما صنفت أمريكا جبهة النصرة ضمن المنظمات الإرهابية, سمى الثوار جمعتهم ” لا إرهاب في سوريا إلا إرهاب الأسد ” في دفاع واضح ورد لا ريب فيه على التصنيف الأمريكي, كذلك انبرى رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب للدفاع عنها قائلاً إن جبهة النصرة ليست بالإرهابية .
بالعودة إلى الشارع … فقد حضرت عند بدء معارك الاقتحام للمطارات من تفتناز إلى منغ وكويريس, وكذلك بدء معركة البنيان المرصوص حضرت حديثا بين الناس العاديين, يتساءلون عن الكتائب المشاركة في الاقتحام فسأل أحدهم هل جبهة النصرة مشاركة فقالوا نعم … فقال “خلص أمورنا بالسليم بإذن الله “.
عناصر الجبهة معروفون بأنهم يقتحمون الحاجز أو المعسكر أو الفوج أو غيره … وينسحبون مباشرة بعد الاقتحام, دون أن يجمعوا ما بات يعرف بالغنائم , وما سمعت إلى الآن أنهم اختلفوا على ” الغنائم ” كما يحصل بين بعض الكتائب المقاتلة على الأرض, وهم يهجمون هجمة رجل واحد لا يلوون على شيء “حتى تحقيق هدفهم .
أحد العسكريين المنشقين من احد الحواجز أخبرني أن الضباط يصابون بالهلع عندما يسمعون باسم جبهة النصرة, فهم يعرفون من يريد مهاجمتهم من طريقة تعامل المقاتلين في بداية الاقتحام، فإذا ما بدأ الثوار العملية بالشتائم و” التحشيك ” فإن الضباط لا يبدو عليهم الخوف هنا … أما إذا بدأ الهجوم بالتكبير دون شتائم فإن الضباط يختبئون في الزوايا ويترجون الجنود ان لا يردوا على مصادر النيران عسى ولعل الجبهة تعود أدراجها دون مهاجمة الحاجز , أضف إلى ذلك أن الجنود إذا أرادوا تخويف بعضهم يقولون ” إجت جبهة النصرة”.
وبالمحصلة…سواء اتفقنا مع أهداف جبهة النصرة أم لا … لكن لا أحد يستطيع ان ينكر انهم من أهم الكتائب المقاتلة على الأرض رغم قلة عددهم النسبية مقارنة مع غيرهم من الألوية .
المصدر :
http://syrianangels.com/
المفضلات