المقصلة في الجزائر ...شهادة مرعبة لمجاهدين كتب أحد الاخوة موضوعا شيقا و قد كان موفقا الى حد بعيد حول تاريخ المقصلة المرعب منذ أن اخترعها جوزيف غيوتين الطبيب الفرنسي الذي حاول التخفيف من ألام المحكومين بالاعدام لأن الرؤؤس كانت تقطع بطريقة عشوائية
في الحقيقة كان تاريخ المقصلة في البلدان التي إحتلتها فرنسا بإسم الديمقراطية أكثر دموية و منها البلد الاسلامي الجزائر منذ سنة 1830و قد إمتد هذا الرعب الى ماوراء المستعمرات حيث أقيمت المقصلة في سجن كيان الشهير بغوينا الجديدة التي تبعد عن الجزائر ب 20 ألف كلم يضاف لها مأسي الرحلة حيث كان الكثير من المساجين يلقون حتفهم في الطريق نحو هذا السجن الرهيب الذي أغلق في الستينات من القرن الماضي
تاريخ المقصلة الفرنسية في المستعمرات دموي أكثر من تاريخه في فرنسا نفسها فبإسم الديمقراطية ارتكب الفرنسيون المجازر تلو المجازر بعنوان كبير هو تهدئة المستعمرة
المقصلة مازالت اليوم موضوعة في المتحف المركزي للجيش الوطني الشعبي بالعاصمة الجزائر كدليل حي على ماعاناه هذا الشعب ألأبي من ويلات ألاستعمار حيث كان مركزها الرئيسي هو سجن بربروس بأعالي قصبة مدينة الجزائر و بربروس تعني اللحية الحمراء barbe rouse و الفصبة جزء من مدينة الجزائر العتيقة التي بناها العثمانيون
كان المحكمون بالاعدام بعد محكامات صورية عسكرية لا يطلعون على تاريخ تنفيذ الحكم مما يبفي الكثير منهم في حالة رعب دائم و ترقب غير منتظر للموت في أي لحظة و كانت الزنزانات ضيقة جدا و بمراحيض و يمكث هؤلاء الوطنيون مكبلي الأرجل بسلسلة من حديد و كانت الزنزانة رقم 14 هي زنزانة الرعب الكبير فالذي يبيت فيها هو الذي سوف ينفذ فيه حكم ألاعدام و قد تفنن الجلادون في ترهيب الوطنين حيث كانت تؤخذ مجموعة من الوطنين نحو هذه الزنزانة لتخويفهم ثم ينفذ الحكم في اربعة أو ثلاثة فقط و الكثير منهم كان قد فقد عقله أوجن إلى اليوم يعاني من ألإرهاصات النفسية
و بشهادة الكثير من المجاهدين كان الحراس كثيرا ما يتهكمون على الوطنين بإعطائهم شرائح لحم البقر ثم الإستهزاء ....أتعرفون لماذا أعطيناكم لحم البقر لكي نجد الدماء في رقابكم لما تقطع
يروي بعض المجاهدين المخلصين أن أحد المساجين قد رأى مناما الطيرتأكل من رأسة فسره له نزيل هوإمام مسجد بقوله إنك سوف تعدم فنفذ فيه الحكم بعد أسبوع ..رحم الله شهداء ألأمة كلها
كانت ألأحكام تنفذ عادة بين الثالثة و الرابعة صباحا أي وقت صلاة الفجرحيث يسحب المسجون من الزنزانة برفقة الحراس وأمام مسجد يذكره بالشهادة يتلى عليه الحكم ثم ينفذ
و لكن وبأعالي القصبة المدينة العتيفة يزداد جنون الفرنسين عند سماع زغاريد النسوة و الدق على المهاريس إحتفالا بقدوم الشهيد فتنفيذ حكم األإعدام كان بالفعل عرسا كبيرا إحتفاء بالشهادة الخالدة فيزف الشبان كالعرسان
الكثير من المحكومين يطلقون العنان لصيحاتهم الخالدة الله أكبر ...ألله أكبر ...تحيا الجزائر أبفوا على خير ياأخوتي الجزائر سوف تستقل
طالما تسأل الحراس الفرنسين عن سر هؤلاء الرجال و النسوة الذين يستفبلون الموت بالزغاريد لكنهم كانوا يعرفون أنهاإكرام للشهيد و الوطنية الصادقة
من جرائم فرنسا إعدامها لشيخ تجاوز التسعين و لطفل عمره أربعة عشر سنة و أن أول ضحايا المقصلة الشهيد ألاخ أحمد زبانة سنة 1957و مايزال إسمه يخلد أحد كبريات الشوارع في العاصمة الجزائرية
و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
......................أحمد غماري...................
المفضلات