لكي نتحرر من قيود لطالما قيدتنا و آهات ما فتئت تعتصر قلوبنا. لكي ننفض غبار الذل و الإهانة التي أثقلت كاهلنا. لكي نسمو عظاماً ، نصبح لأجيال قادمة نموذجاً. يجب أن !!! يجب أن ننظر إلى أسلافنا كيف أصبحوا بشراً بعد كانوا حجارة ، كيف نعموا بالحرية بعد أن ذاقوا المرارة. نحن شعبٌ أثكنته جراح الماضي و تأرجحت على صدره ثقافة الاختلاف ، عايش الهزيمة مراراً و لم يخنع كالخراف . فإذا كان الاختلاف عند البعض محفزاً يشحذ الهمم فقد تم تشويهه ليصبح مهبطاً لها . اختلفت الأهواء و تنوعت الرؤى فالبعض رأي في المقاومة سبيلاً و البعض الآخر رأي في المفاوضات مخرجاً. فريق رأى أن أسلمة الدولة هو الحل و العض رأى الحل في علمنتها. فمن قال بالأسلمة وضع في المحك و أصبح حاكماً فنسي الإسلام. و من قال بالعلمنة هائمٌ على وجهه. فأصبحنا أسرى لحكام عاب عنهم فقه الحاكم و فطنة المسئول. فانقسم الشعب قسمين فغدى حلم التحرر وهماً. فما كان من عجوزٍ يُختزل بين ثنايا و جنتيها عبق التاريخ و جمال القدم إلا أن تصدح بصوت جريح قائلةً " تبا لإنقسام يقتحم الحصون بلا خوف أو وجل ، تباً لإنقسام يأتي بلا توقيت على عجل. تباً لإنقسام على أثره انسكبت الدموع و أصبح القلب بطعناته مفجوع". فالمعالجة من وجهة نظر المتأمل لا تأتي بالكذب و الخداع التي حتماً لا تنتهي إلا بالضياع. إنما تأتي بالعمل الجاد و إخلاص النية. فما العيب أن أكون مسلماً مخلصاً لرسالة عنونت بمحبة الله و السير على خطى الكرام. فأي عمل لا يبتغى من خلاله إرضاء المولى هو محض هراء. فما الجدوى أن تحيا طالباً متفوقاً ، مدرساً لامعاً ، شخصاً مرموقاً و أنت لا تحفظ من كتاب الله إلا الفاتحة و لا يعي قلبك من مفرداتها شيئاً. لا تعرف طريقاً إلى مسجدٍ إلا إذا مات لك حبيب. فكن كما يحب لك الله أن تكون ، لا تكن أسيراً لفكر عقيم. فقمة الذكاء هو حب الله و قمة التفوق تتجلى في العمل الدئوب الذي يؤدي إلى مرضاته.