بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد الخلق و المرسلين و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين...
سلام الله على الأحبة الكرام...
الحقيقة التي تبدو واضحة كالشمس أن كل بناء يحتاج إلى أدوات...الأدوات التي تشكل جسر العبور من النظري إلى التطبيقي...
فكيف كأدة للسؤال و ربيبتها في سلة الأدوات لماذا يمارسان دورهما في صناعة الحياة و الإنسان و ما يسمى الحضارة...
السؤال هو بوابة المعرفة...و المعرفة هي الطريق الموصل إلى العلم...فكيف يتم طرح السؤال و لماذا يطرح السؤال...؟
تعالوا نمارس مهمة الفكر الأساسية التي هي النقد على العقل المسئول الأول و الأخير أمام الله جل في علاه و أمام التاريخ الذي تصنعه الشعوب و تصنعه النخب الواعية و النخب المؤثرة في الشعوب...و ما حققه(العقل)...؟
حقا هو الإنسان يفكر بطريقة تختلف جدريا عن باقي المخلوقات...مما يجعله طبيبا جراحا و أستاذا محاضرا و شاعر أديبا أو فلاحا و مجودا قارئا و فقيها خطيبا أو عاملا بسيطا و فنانا صانعا أو غير ذلك من النشاطات التي تتداخل فيما بينها...تنطلق من جهد الإنسان و تعود ثمارها على الإنسان...
هذا الإنسان احتار في أمره بين كثرة التفسيرات التي تمسي على شيء و تصبح على شيء آخر من كثرة ازدحام الفكر في حديقة العقل...فالعقل كحقل شاسع تصب فيه أنهار فكرية متعددة و متنوعة...هذه الأنهار فيها العذب الفرات و فيها الملح الأجاج و فيها الملوث و فيها الرقراق...
لكن فيها من هم على طريق الحق يحاولون جهد الإمكان أن لا يجرفهم التيار لهذا النهر أو لذاك و منهم من يسبح مع كل تيار كيفما شاء دون أن يدرك أن وجه الحق واحد و أن كل الوجوه المقنعة ستسقط في يوم من الأيام...حيث يكون اليوم الواحد فيه بمقدار مئات السنين بما يحسب في أيامنا هاته...التي يتداولها الناس فيما بينهم بمشيئة من خلقها يوم خلق الإنسان و خلق من قبله آيتين الزمان و المكان و خلق كل شيء يوم شاء أن يبدئ الخلق...
لذلك يقول الحق و أذكر نفسي و غيري بهذه الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24.
يا أيها الذين صدِّقوا بالله ربًا وبمحمد نبيًا ورسولا استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم لما يحييكم من الحق, ففي الاستجابة إصلاح حياتكم في الدنيا والآخرة, واعلموا -أيها المؤمنون- أن الله تعالى هو المتصرف في جميع الأشياء, والقادر على أن يحول بين الإنسان وما يشتهيه قلبه, فهو سبحانه الذي ينبغي أن يستجاب له إذا دعاكم; إذ بيده ملكوت كل شيء, واعلموا أنكم تُجمعون ليوم لا ريب فيه, فيجازي كلا بما يستحق.[التفسير الميسر].
فهذه دعوة واضحة صريحة إلى الحياة...و المعروف عند الخاصة و العامة أن كلام الله جل و علا لكل زمان و لكل مكان و للإنسان بصفة عامة و للمؤمن بصفة خاصة...فهل الإنسان اليوم قبل الأمس دخل في عداد تيارات ما يسمى "موت الإنسان" على غرار موت المؤلف و موت التاريخ و موت الإديولوجيات و العديد من فلسفات النهايات...؟
فكيف نستعمل أدوات الفكر لكي نعيد للعقل الحياة المخاطب المسئول أمام الله جل و علا في الدنيا و الآخرة و أمام التاريخ في الدنيا و الآخرة...؟
كيف يستعمل الفكر أدواته لكي يعيد للعقل الحياة...؟
و لماذا فقدت الفلسفة كممارسة فكرية نقدية للعقل فقتلت نفسها بنفسها حين لم تحسن استعمال أدواتها التي بها تحيا...؟
فالوحي من عند رب العالمين...كقول و كلام لا كقول البشر لا ريب فيه...
و الوعي من عند الإنسان...كقول و كلام يحتمل الصدق و الكذب...
فكيف يستطيع الإنسان أن يصل بين الوحي و الوعي...؟ لأن الوحي ما نزل أساسا إلا لخير البشرية في حين أن ما يسمى "الوعي" قد أنتج من الخير ما فيه الشيء الكثير لكن كذلك أنتج من الشر ما فيه الدمار الكفيل لكي يطرح السؤال من جدديد...؟
هي تساؤلات راودتني فأحببت أن يشاركني فيها من يحمل هم هذه الدعوة الدعوة إلى الحياة...
فإن أحسنت السؤال فبفضل الله و إن أخطأت فمن جهلي و من الشيطان...
فهل حقا يحمل السؤال شيئا من الجواب بين مضامينه...؟
تحيتي و تقديري...
المفضلات