آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مفهوم التقوى في القرآن الكريم .. محاولة لفهم موضوعي

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد عزام
    تاريخ التسجيل
    15/08/2009
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي مفهوم التقوى في القرآن الكريم .. محاولة لفهم موضوعي

    مفهوم التقوى من المفاهيم الإسلامية الشائعة في خطاباتنا الوعظية , وما كان المسلم المحافظ على صلاة الجمعة لِيعجز عن الإجابة عن السؤال الآتي : ما التقوى؟ وغالبا تكون الإجابة : هي الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والرضا بالقليل , والاستعداد ليوم الرحيل .
    وهذه معان سامية جامعة لكل خير , وقد ثبتت في أذهاننا نحن المسلمين من كثرة ترديدها على المنابر وفي مناسبات الوعظ , ولكن تدبر القرآن الكريم وتذوق معانيه يدفعني دفعا إلى خوض ذلك البحر الزخار الذي لا تنقضي عجائبه , ولا تنفد درره , ولا يخلق على كثرة الرد , إنه كلام اله جل جلاله .. إنه القرآن الكريم .
    وإذا طوفت أيها الحبيب في رياضه المونقة لتقطف بعضا من أزاهير المعاني التي يحتويها مفهوم التقوى لحصدت من ثراء المعاني وتنسمت من أزاهير الآداب ما تغيَّب حتى لم يعد يخطر على البال , ولا أريد القفز إلى النتيجة المبتغاة من هذا الحديث فهلم نقرأ معا بعض الآيات التي احتوت على كلمة ( التقوى ) ومشتقاتها سائلين المولى تعالى أن يمدنا بالفهم الصائب والقول السديد .
    من هذه الآيات قوله تعالى :( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)
    فهذه الآية هي الأولى من سورة النساء وسورة النساء تعنى بتنظيم شئون المجتمع المسلم وتبيان ملامح العلاقات التي يجب أن تكون بين أفراده , فتتحدث عن اليتامى وحقوقهم وتعرض صورا من الظلم الذي يقع عليهم , وعن أنصبة الميراث , وخصوصا ميراث النساء تلك الفريضة شبه المهجورة , وعن نظام الأسرة وغير ذلك من الموضوعات الاجتماعية فما دلالة تصدير السورة الكريمة بالأمر بتقوى الله والخوف منه قبل الخوض في هذه الموضوعات الحيوية؟ وما دلالة الأمر باتقاء ( الأرحام ) - على معنى القراءة بالنصب – وما دلالة التذكير في تذييل الآية بأن الله رقيب علينا وما علاقته بالتقوى ؟ .
    إن القلب ليهتز بعنف إذا عايش هذه المعاني في ظل الواقع الذي نعيشه , وفي ظل المجتمع المسلم الذي انحرف كثير من المسلمين فيه عن مفهوم التقوى في هذه المسائل الشديدة الأهمية . فمن الناس من ينسى أصل الأخوة الإنسانية الذي انبثق منها هو و ( الناس ) جميعا فلا يرعى لمؤمن حرمة ولا يرقب فيه إلا َّولا ذمة فتراه سيئ الجوار , خائن العهد , سليط اللسان , يدور مع الدرهم والدينار حيث دارا ولو كلفه ذلك تمزيق أواصر المودة بينه وبين المسلمين ! ألا تراه قد غفل عن نداء الله تعالى باتقاء غضب الله في إيذاء الناس ؟ أين هو من ذلك النداء في مطلع سورة النساء ؟
    ناهيك عن الأمر باتقاء ( الأرحام ) وهي ذلك المعنى العجيب – كما يقول صاحب الظلال رحمه الله – (إن تقوى الله مفهومة ومعهودة لتكرارها في القرآن . أما تقوى الأرحام فهي تعبير عجيب يلقي ظلاله الشعورية في النفس , ثم لا يكاد الإنسان يجد ما يشرح به تلك الظلال ! اتقوا الأرحام أرهفوا مشاعركم في الإحساس بوشائجها . والإحساس بحقها . وتوقي هضمها وظلمها . والتحرج من خدشها ومسها .. توقوا أن تؤذوها , وأن تجرحوها , وأن تغضبوها .. أرهفوا حساسياتكم بها . وتوقيركم لها . وحنينكم إلى نداها وظلها ) أ. هـ .
    فارجع البصر أخي القارئ في مجتمعك الذي تحيا فيه أو في الحي , وابحث عن العلاقات بين الأقارب وذوي الأرحام وابحث عن التقوى ووجودها في هذا الميدان , ثم ارجع البصر كرتين وابحث عن الحقوق المهضومة بينهم , والميراث المأكول ظلما , فأورثَ العداء بين الظالم وذريته والمظلوم وذريته من عشرات السنين , وابحث عن اليتيم المقهور من عمِّه , فتش عن المحروم من الميراث من أبيه أو أمه .....ابحث ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير .
    وعندما يرجع البصر إليك وعلى حسرة تغمض عينيك ردد قوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وتخيل لو وجدت هذه التقوى على أرض الواقع كيف يكون الحال ؟
    وانظر معي أخي الكريم إلى دلالة أخرى من دلالات ( التقوى ) في هذه السورة الكريمة قال تعالى :
    (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) (النساء:9)
    فهذه الآية الكريمة خطاب من الله تعالى للأوصياء على اليتامى يذكرهم فيها بأن أولادهم يمكن أن يكونوا من اليتامى في أية لحظة مثل هؤلاء الذي جعلهم الله أوصياء عليهم فهل يحب هؤلاء الأوصياء أن ُيظلم أبناؤهم وأن يسلبوا حقوقهم من ظالم متجبر ؟ أم يحبون أن يقع أبناؤهم تحت وصاية رجل رحيم رقيق القلب عادل لا يظلم ولا يحب الظلم ؟ .
    إذن .. عليهم أن يختاروا لليتامي ما اختاروه لأبنائهم وعليهم أن (( يتقوا الله )) وأن يقولوا (( قولا سديدا )). عليهم أن يخافوا الله في أولاد الناس ليوكِّل الله تعالى من يخاف الله في أولادهم إذا رحلوا عن الدنيا وتركوهم زغبَ الحواصل لا ماء ولا شجر .
    أرأيت أخي الكريم سموَّ مفهوم التقوى في هذا الموطن وارتباطه الصميمي بواقع الحياة ومشاكلها ؟ ألا ترى معي أنه يحتاج إلى بعث وعظي جديد يعتمد على القرآن وتفسيره في المقام الأول ثم يسقطه على واقع الحياة ؟
    هذه بذرة فقط في مجال التقوى وعلاقتها بالحقوق في القرآن الكريم تحتاج هذه البذرة إلى من يراعيها بالتدبر والقراءة والاطلاع على كتب التفسير لعله يفيد المسلمين بما أفاء الله عليه من معان .
    تعال أخي الكريم العزيز ننتقل إلى جانب آخر من الجوانب التي يلقي عليها مفهوم التقوى بظله ويحرسها برهبته مثل قوله تعالى :
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) سورة البقرة الآيات من 278 حتى 281.
    الآيات الكريمة تشن حربا ضارية على أكَلة الربا فما دلالة تكرار الأمر بالتقوى في هذه الحرب ؟
    إن ذكر تقوى الله تعالى هنا يجعل المرابي أمام الله الجبار بمنزلة العدو أمام عدوه - ولله المثل الأعلى – ومن يطيق ذلك ؟
    إن الآيات تبدأ بالأمر بتقوى الله وخوفه وخشيته وترك الفائدة الربوية للمدين المضطر والاكتفاء بأخذ رأس المال فقط , فإن كان هذا المدينُ شديدَ الفقر وجب أن يُمهل حتى يتيسر حاله فإن لم يستطع أو لم يُرج منه سدادٌ لفقره المدقع فالتصدق عليه بدينه من أفضل الأعمال عند الله وأثقلِها في ميزان العبد يوم يلقاه ثم تكر الآيات تارة أخرى آمرةً بـ ( اتِّقاء ) يومٍ يرجع في الدائن والمدين إلى الله ويحاسب كلا على عمله الذي قدم . وعندها لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بالله بقلب سليم .
    ألا ترى أن مجتمعنا أحوج ما يكون إلى مراعاة هذا البعد الاقتصادي في مفهوم التقوى , وقد صار القرض الربوي أيسر من شرب الماء , وتبسطت فيه الضرورة إلى حد أن تطلق على رفاهيات , فالتفاخر بأثاث البيت ومقتنايه صار ضرورة يُرابى من أجلها !!, وشراء القراريط والأفدنة لتوسيع رقعة الأرض صار ضرورة يرابى من أجلها .وتحديث السيارة صار ضرورة يرابى من أجلها... إلخ .
    هنا تبرز الحاجة إلى الجهر بالمفهوم القرآني للتقوى في هذا المجال وإلى الصَّدع بقوله عز وجل بعد التحذير من الربا : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) .
    وهكذا في الآيات التي تتحدث عن المال وكسبه والتصدق به نحتاج إلى استيضاح معنى التقوى فيها كقوله تعالى (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) (الليل:5, 6, 7) . لو تسمح أخي الكريم ننتقل معا إلى مجال آخر يخص العلاقات الزوجية .. خذ مثلا مسألة الطلاق وتوابعه في سورة الطلاق تجد أن الله تعالى يكرر الأمر بالتقوى في هذه القضية الخطيرة قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) (الطلاق:1) والخطاب في هذه الآية الكريمة للنبي صلى الله عليه وسلم والحكم عام له صلى الله عليه وسلم ولأمته , والله تعالى يأمر من اضطر إلى الطلاق أن يطلق المرأة في استقبال طهرها بعد حيضها قبل أن يمسها - ومفهوم هذا هو النهي عن الطلاق أثناء الحيض - ويأمر تعالى بإحصاء العدة وضبطها ثلاثة أقراء كاملة , ويأمر تعالى بالتقوى هنا بألا يُخرج الزوج المطلقة طلاقا رجعيا من بيته بل تظل فيه طيلة فترة العدة إلا إذا كانت قد أتت بفاحشة مثل الزنا أو إيذاء الزوج مع أنه طلقها أو سوء الأدب مع أهل زوجها , والأمر بالتقوى هنا يعنى التحذير والترهيب للزوج المطلِّق أن يخرج الزوجة المطلقة رجعيا من بيته حتى تنتهي عدتها والحكمة من ذلك إعطاء الفرصة للرجعة والحفاظ على البيت والولد , واستثارة عواطف المودة واستدعاء ذكريات الحياة المشتركة فيعود الماء إلى مجراه وتتقي هذه الأسرة شر الطلاق وما يترتب عليه من تشرذم وضياع وبغضاء تستكنُّ في القلوب . من أجل ذلك يأمر بالتقوى .
    ألا ترى معي أخي الكريم مدى غياب مفهوم التقوى في هذه القضية في مجتمعاتنا ؟ ألا تلحظ مدى الانحراف الذي يحصل عندما تهجر المرأة بيت زوجها إلى بيت أهلها ليس للطلاق ولكن لأتفه الأسباب وأحقر الأمور ؟.
    إذا كان الله قد حرَّم على الزوج أن يخرجها وهي مطلقة حتى تنتهي عدتها فما باله يطردها في كل صغيرة وكبيرة هل نسي أن الله يقول ( وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ) فإذا كان هذا في الطلاق فهو في ما دونه من باب أولى .
    ألا تلحظ أن غياب مفهوم التقوى في هذا الأمر أثار كثيرا من المشاكل وخرب كثيرا من البيوتات العامرة ؟
    نعم عندما تغاضب المرأة زوجها وتبقى في بيتها ويحرص هو ألا تخرج تبقى دائرة المشكلة ضيقة بينهما وسرعان ما تزداد ضيقا حتى تتلاشى , أما عندما تخرج المرأة إلى بيت أهلها وعندما يخرجها هو تتسع الدائرة وتتسع أطرافها ويصبح لكلٍّ فيها حق يريده ويطالب به , ويُعاد طرح المشكلة مرات ومرات وفي كل مرة تُقرأ بقراءة مختلفة وتُفهم بفهم مغاير لأصلها , وتتضخم على حساب الزوجين والأولاد المساكين حتى تنحل تلك الرابطة وذلك أبغض الحلال عند الله .
    ألا ترى أننا في حاجة إلى من يذكرنا بمفهوم التقوى ومعانيه في هذا المجال ؟.
    وعلى ذلك فقِس آياتٍ أخرى مثل قوله تعالى : (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً) (الطلاق:4) فما معنى الآية وما دلالة التقوى هنا ؟ يحتاج هذا إلى مراجعة كتب التفسير لاستجلاء الحكمة وبيان المعنى .
    وبعــد
    فما زال في الأمر متسع وما كُتب هنا ليس إلا محاولة لفهم موضوعي لمفهوم التقوى في القرآن الكريم وأسأل الله أن أكون مصيبا فيما كتبت , وأن يعفو عني إن كنت قد أخطأت .


  2. #2
    مـشـرفة منتدى التطوير الذاتي والإنماء المهني الصورة الرمزية سميرة رعبوب
    تاريخ التسجيل
    13/05/2011
    المشاركات
    7,487
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم .. محاولة لفهم موضوعي

    (( فارجع البصر أخي القارئ في مجتمعك الذي تحيا فيه أو في الحي , وابحث عن العلاقات بين الأقارب وذوي الأرحام وابحث عن التقوى ووجودها في هذا الميدان , ثم ارجع البصر كرتين وابحث عن الحقوق المهضومة بينهم , والميراث المأكول ظلما , فأورثَ العداء بين الظالم وذريته والمظلوم وذريته من عشرات السنين , وابحث عن اليتيم المقهور من عمِّه , فتش عن المحروم من الميراث من أبيه أو أمه .....ابحث ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير .
    وعندما يرجع البصر إليك وعلى حسرة تغمض عينيك ردد قوله تعالى واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام وتخيل لو وجدت هذه التقوى على أرض الواقع كيف يكون الحال ؟ ))


    جزاك الله خيرًا أستاذي الفاضل
    فؤاد عزام ،

    موضوع مهم جدا ، فتدبر القرآن الكريم وفهم أسراره وعمق خطابه
    يساعد المسلم على تطبيق أوامره واجتناب نواهيه ، الأمة اليوم تعاني هجر القرآن ليس هجرا في التلاوة والحفظ إنما هجرا من نوع خاص وعميق ومؤلم وأشد ضررا هجر العمل به وتحكيمه ، بعدما حرر الله الانسان من عبادة العبيد إلى عبادة رب العباد
    أصبحت الأوضاع أشد ألما فهاهم يعودون لقيد عبودية العبيد والأنظمة والقوانين التي ما أنزل الله بها من سلطان !!
    فدب الضعف وتشتت أواصر الأخوة وعم البلاء والله المستعان ~
    في ميزان حسناتك أستاذي الكريم ونترقب المزيد
    دمت مسددا والله يرعاك ~

    رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد عزام
    تاريخ التسجيل
    15/08/2009
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم .. محاولة لفهم موضوعي

    صدقت أستاذتي الفاضلة فهجر العمل بالقرآن أشد ضررا من هجر التلاوة ويبدو أننا يصدق فينا قول الأستاذ المفكر مالك بن نبي ..العرب فتنتهم لغتهم الجميلة فحولوها إلى وثن يعبدونه ...نعم كم من مسابقة تقام في حفظ القرآن وتجويده وتحسين الصوت بقراءته وكم من جوائز عالمية تعطى برعاية دول عربية قارونية الثراء ومع هذا لا نجد أثرا قرآنيا لسياسات هذه الدول تجاه ذوي الأرحام من إخوانها العرب ولسنا في حاجة إلى ضرب الأمثلة ...جزاك الله خيرا على مرورك وتعليقك


  4. #4
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم .. محاولة لفهم موضوعي


    واتّقِ اللهَ فتـقوى اللهِ ما ***جاورت قلب امــــــــــرئ إلاّ وصـلْ
    ليس من يقطع طـرقاً بطـلاً ***إنــّــــــــما مَنْ يتـــقي اللهَ البـطـلْ
    كُتب الموتُ على الخلقِ فكـم *** فــلَّ من جيشٍ وأفـنى مـن دولْ


    أهلا بأخي الأستاذ فؤاد عزام .. التقوى مربط الفرس لأنها الضابط والكونترول لحياة المسلم .. التقوى هي الرقابة الداخلية التي تحفز المسلم/ة لفعل الخير وتنهاه عن المعاصي .. وتزاد شفافية هذه الرقابة بالوعي .. فكلما ازداد وعي المسلم/ة على الإسلام وأحكامه ازداد التزامه .. وعلى المسلم أن يحرص على الصحبة الطيبة ومرافقة الصالحين الذين يعينونه ويزينون له الخير وينصحونه ..

    وعلى المسلم أن يظل يقظ القلب بتوثيق الصلة بالله والاستكثار من العمل الصالح حتى يظل في حرز من مكر الشيطان ومكائده ..

    مرور سريع أرجو أن يكون قد خط ما يفيد .. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا ...

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد عزام
    تاريخ التسجيل
    15/08/2009
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: مفهوم التقوى في القرآن الكريم .. محاولة لفهم موضوعي

    أستاذي الكبير الفاضل / نايف ذوابة
    حقا ... مرور سريع خطَّ ما يفيد ..بخلاصة حكيمة .. وحكَم خالصة ..وما أروعها من أبيات وما أروع قافيتها الساكنة التي توحي بأنه قول فصل ليس بالهزل , وأن الأمر جد خطير , ولكن طمأنتني ابتسامك اللطيفة الجميلة ..
    دمت لنا ..وجزاك الله خيرا .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •