من صفحات الفنّ التّشكيلي اللبناني
بقلم: حسين أحمد سليم

الفنّانون التّشكيليّون اللبنانيّون روّادا كانوا أو محترفين, رسّامين ونحّاتين قدامى أو جدد, يحملون الرّيشة والألوان والخامات والقماشات ليتموسقون معها في رؤى المشهديّات, ويمسكون بالأزاميل والمطارق والمساطر ليعزفون ترانيمهم مع الحجارة والصّخور, وهم يحكون لنا ويروون قصّة الحركة التّشكيليّة اللبنانيّة من زمن الإنبعاث مع جيل الرّوّأد الأوائل, مرورا بالمراحل والحقب التي سلفت وتعاقبت وصولا إلى اليوم...
هؤلاء الفنّانون التّشكيليّون الذين حملوا قناعة رسالتهم بأمانة, كرّسوا حياتهم للعمل الجادّ على إبراز معالم الفنّ التّشكيلي اللبناني, والرقيّ به للمراتب الأفضل وجعله مميّزا على كافّة الصّعد المحلّيّة والعربيّة والعالميّة, والعمل على تطويره وتحديثه وخاصّة في زمن الحداثة التّشكيليّة المعاصرة مواكبة للعولمة الحضاريّة بحيث برز أكثر من فنّان ونحّات, ورفع إسم الوطن عاليا في الفضاءات الحضاريّة والثّقافيّة والفنّيّة والتّشكيليّة داخليّا وخارجيّا...
ونحن نتكلّم عن حركة فعل الحداثة في الفنّ التّشكيلي اللبناني, لا بدّ لنا من الإشارة إلى بعض أولئك الذين ولدت على أيديهم حركة الحداثة الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة, ونذكر منهم مثلا لا تحديدا على صعيد الرّسم: صليبا الدّويهي ورفيق شرف وسعيد أ. عقل, فيما نذكر مثالا لا حصراً على صعيد النّحت: سلوى روضة شقير, عارف الرّيّس... وغيرهم من الأجيال اللاحقة... والّذين أسّسوا مع أجيالهم لسيرة تشكيليّة فاعلة لها مكانتها في ضمير الأمّة...
هؤلاء الفنّانون التّشكيليّون اللبنانيّون القدامى والجدد, الّذين ميّزوا الفنّ التّشكيلي اللبناني بفرادة ونكهة وسمة وطنيّة رفيعة في الحداثة التّشكيليّة المعاصرة, بحيث تضجّ بأعمال الكثير منهم وخاصّة الرّوّاد الأوائل, متاحف كثيرة في البلدان الأوروبّيّة وفي والأميركيّة والأسيويّة...
إنّ النّتاج الفنّي التّشكيلي للفّنانين التّشكيليين اللبنانيين القدامى والجدد خلق ذاكرة فنّيّة تشكيليّة لبنانيّة لأكثر من نصف قرن سلف, هذه الذّاكرة تختزن لخفقات وعفقات الأنامل ورقصات الرّيش على وقع موسقات الألوان إنسجاما وتكاملا مع رنّات ودندنات وصرخات وقع الأزاميل تحت ضربات المطارق وهي تجترح الخلق والإبداع من الحجارة والصّخور... هذه الذّاكرة التّاريخيّة الموثّقة في الوجدان والضّمير جمعت وتجمع وستجمع لاحقا وتبقى وستبقى تجمع مكانا وزمانا شيوخ الفنّ التّشكيلي اللبناني والمخضرمين في فلك هذا الفنّ إلى جانب أجيال الشّباب من الفنّانين, حيث يتكامل التّفاعل الفنّي التّشكيلي بين جميع الأجيال ويستمر متناغما من جيل إلى آخر, يحكي ويروي ويُخبر حكاية وأصالة وجمال وفرادة الفنّ التّشكيلي اللبناني...
الفنّ التّشكيلي في بيئة ما أو مجتمع ما أو وطن ما, يُعتبر في حقيقته مظهرا حيّا للحرّيّة وإنطلاقة جيّدة للإنسان الفنّان... وبهذه الميزة يستطيع الإنسان الفنّان أن يستكشف أغوار كوامنه ودفائن مطاويه وأبعاد أعماقه وأسرار نفسه إلى جانب إستكشافه لخفايا الطّبيعة التي تحيط به من كلّ جانب... ومن المسلّم به أنّ الزّيادة في سعة العمق والوعي والعرفان بمعالم وأبعاد الجمال في الطّبيعة وكينونة الوجود وبديع صنع الله في الخلق, ما هو إلا زيادة في عمليّة الخلق والإبتكار والإبداع في تجلّيات التّفكير الحرّ الذي يحمل صاحبه على صهوات المحبّة والبذل والعطاء...
فالعمق في معالم الجمال والتّركيز في حركة فعل الإبداع تسمح لصاحبها الفنّان من إستحداث لغة فنّيّة خاصّة ذات سمة ونكهة وفرادة... وتخلق له قوّة وهمّة وإندفاع وتركيز وحيويّة ونشاط على إنتاج الأعمال الفنّيّة المميّزة والّتي تتمتّع بقيمة فنّيّة رفيعة... وهو ما ينتج عنه تحقيق ما يصبو إليه الفنّان التّشكيلي, من زرع الوعي والعرفان في النّفوس الطّيّبة, وإلزامها بفتح المجال الأوسع أمام الجميع, ودفعهم قدما لتفعيل نبراسيّة الحرّيّة, لتحقيق المستقبل المملوء بالآمال المرتجاة والطّموحات المأمولة, رفعة للعلا مكلّلة بالنّجاح...
الفنّانون التّشكيليّون اللبنانيّون منذ عهد الإنبعاث وحتى اليوم مرورا بجميع المراحل والحقب الفنّيّة التّشكيليّة, عملوا وما زالوا يعملون بجدّ وكدّ وبلا إنقطاع, يصلون الماضي بالحاضر لتأسيس رؤى الغد, وتطوير وتحديث ورفد الحركة الفنّيّة اللبنانيّة بكلّ جديد وحديث وعصريّ, ولا مفاضلة بين ما كان عليه الفنّانون التّشكيليّون اللبنانيّون الأوائل والأعلام والرّوّأد واللاحقون منهم بركب الحركةّ الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة من أجيال الشّباب... لأنّ فعل التّفكير الّذي تناهى للأوائل بخلق حركة فنّيّة تشكيليّة لبنانيّة, كان ضميره يتفاعل في وجدان من نهضوا وطوّروا وحدّثوا وأرسوا قواعد وأسس هذه الحركة الفنّيّة في هذا الوطن لبنان, وهو ما إنتقل بالوراثة إلى أجيالنا من رعيل الفنّانين التّشكيليين اللبنانيين الشّباب والّذين هم حريصون ومؤتمنون على مواصلة المسيرة في ذات الدّرب والمسار الّذي إبتدأه الفنّانون التّشكيليّون اللبنانيّون الأوائل... فنتاج الفنّ التّشكيلي اللبناني تراث ثمين وجب الحفاظ عليه في ذاكرة لبنان مع ضرورة الحفاظ على أعلام وروّاد وأجيال الفنّ التّشكيلي اللبناني...
ومن أجيالنا الفنّيّة التّشكيليّة اللبنانيّة نذكر على سبيل المثال لا الحصر من الرّوّاد الأوائل: رشيد وهبي...
ومن جيل العشرينات: أحمد الدّلاتي, إلياس أبو رزق, بدوي فرح, سلوى روضة شقير, سعيد أ. عقل, عارف الرّيّس...
ومن جيل الثّلاثينات نذكر: جوليانا ساروفيم, عدنا سليمان المصري, محمّد غالب, يوسف مارون, وجيه نحلة, محمّد غالب, هدى النّعماني, مرام حرب, إبراهيم شمس, جوزيف مطر, سامي الرّفاعي...
ومن جيل الأربعينات نذكر: الدّكتور أحمد عسيلي, عدنان خوجة, فضل زيادة, جورج الزّعتيني, رياض عويضة, ساميا بصبوص, آمنة عواضة, عبد اللطيف بارودي, أنطوان مطر, أميل عقل, جمال إيليا معلوف, حسن جوني, ساميا عسيران جنبلاط, سعد الله لويس لبّس, سليمان سليمان, سميرة جرجي نعمةسمير بهيج الخليلعبد الحميد بعلبكي...
ومن جيل الخمسينات نذكر: الدّكتور حسين منيف ياغي, الدّكتور زهير برّو, ساميا علّوه, عائدة سلّوم, حسين علي جمعة, سايد بو محرز, محمّد الشّاعر, شربل فارس, علي سليم العلي, شادن متني, بيار شديد, عزّت مزهر, رؤوف الرّفاعي, نيكول زيادة, جورج موسى, مصطفى عبيد, شكر الله فتّوح, ندى طرابلسي, حمادة زعيتر, عصمت خليفة, جان جبّور, مهى خالد, سناء مطرجي الشّوّا, ديانا عيروت, أمين حامد, سامي جركس, عدنان حقّاني...
ومن جيل السّتينات نذكر: شوقي دلال, دوللي فغالي, محمّد حسين, إيمان خوري سابا, رندة عطا الله تقيّ الدّين, طوني فرح, ماريو سابا, نايف أنطونيوس علوان, سهيل ذبيان, مأمون محمّد النّجّار, أندريه نمّور, رودي رحمة, نجاة بو شبل, ريما بو مطر, محمّد العبد الله, رضا علي السّيّد, هدى بعلبكي, فيرا فرح, لينا المحمود...
ومن جيل السّبعينات نذكر: بسّام كيرللس, زياد الحاج, أندريه عيد, سامر برجاس, أنا جرّه جيان, جورجينا بو غصن, زينة حمدان, خلود بدور, تانيا بطش, هنا العلي, رانيا محمّد, كارين عربيد حدّاد, مروان حمّام, روز ميشال الكفوري, نادين صيداوي, لينا مقدّم...
ومن الجيل الحاضر نذكر: منى خيّاط, ثريّا حلال, ريكاردو مبارك, جورج حايك, محمّد حمود, ربى غاندي ملاح, زينب حمود, غادة حمزة, عبير عربيد, سوزان ذبيان, رينيه فوّاز, سوزان خير الله الشّوباصي, دلال كنج, خليل عليق, حسّان سالم, وفاء منافيخي, سعاد يونس, مارغرين خابايان, مارال دربوغوسيان, منال الشّامي, غيلان دربوغوسيان...