آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: خبرة لافروف القاتلة/إياد أبو شقرا

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية نبيل الجلبي
    تاريخ التسجيل
    28/01/2009
    المشاركات
    5,272
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي خبرة لافروف القاتلة/إياد أبو شقرا

    خبرة لافروف القاتلة

    إياد أبو شقرا


    من غير المستغرب أن يسخر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «قلة خبرة» رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد معاذ الخطيب، في مجال السياسة.

    وبالمنطق نفسه، يجوز القول إنه من الطبيعي جدا أن تسخر القيادة الإيرانية من عقول كل من يحرص على سلامة سوريا ومصالح شعبها عندما تطرح ما تزعم أنه «مبادرة لحل سياسي» للأزمة السورية الدامية، في حين أن نظام دمشق ما عاد سوى تابع لمشروع طهران في المنطقة العربية.

    المضحك المبكي في هذا السياق أن شعارات «تثوير» المنطقة والقضاء على إسرائيل وتركيع الولايات المتحدة، التي تروّج لها طهران في عموم الشرق الأوسط، لا تقلق البتة.. لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة. إطلاقا، بل إن الإشارات المتعددة التي صدرت السنتين الأخيرتين عن تل أبيب وواشنطن تنمّ عن قلق الجانبين من البديل المحتمل لنظام دمشق. وهذا ما يشجع المراقب الجاد على الاقتناع بأن المطلوب حقا ليس رأس نظام بشار الأسد وأبيه من قبله، بل وحدة سوريا شعبا وأرضا.
    وبعيدا عن العاطفية في الخطاب السياسي، التي يظهر أن المستر لافروف لا يحبها، غدا ضروريا إجراء تحليل معمق لما آلت إليه الأزمة السورية، وأي خيارات تتبقى، في ظل ما بشرنا به الوسيط العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي الأخير في موسكو مع مستضيفه وزير الخارجية الروسية. الإبراهيمي حذر السوريين أولا، والمجتمع الدولي ثانيا، من أنه ما لم تنجح جهود التسوية السياسية فإن سوريا «متجهة نحو الجحيم»!

    هذه خلاصة بليغة جدا بعدما اقترب العدد الرسمي للقتلى وحدهم في سوريا من 50 ألف قتيل، وبعدما طاول الدمار معظم أنحاء البلاد، وأتى على البنى التحتية لكبريات المدن وأهم المرافق الاقتصادية الحيوية. «متجهة إلى الجحيم» إذاً.

    في المقابل، طمأن لافروف ضيفه وكل مستمعيه إلى أن بشار الأسد لن يتنازل عن السلطة. وأيضا جدّد إصرار موسكو على موقفها الذي يزعم أنه لا يشكل دعما لبشار الأسد، مع أنه تضمّن خلال السنتين الأخيرتين ثلاثة «فيتوهات» لمنع توجيه أي رسالة رادعة توقف طغمة قاتلة عن مواصلة قتل شعبها.

    موسكو التي تذرف اليوم دموع التماسيح على مصير الشعب السوري، ما زالت ترفض الربط بين تواطئها المعيب على هذا الشعب وما يتعرّض له من مجازر. وترفض الربط بين توريطها الطغمة القاتلة الحاكمة بمزيد من الجرائم والمجازر.. ودفع الشعب السوري دفعا نحو اليأس والمرارة المفضيين إلى التطرّف والطائفية.

    للقيادة الروسية مصالح إقليمية سياسية واقتصادية وتسليحية في منطقة الشرق الأوسط.. هذه مسألة محسومة ومفهومة. وهي مستفيدة من صعود نفوذ طهران في عدد من الكيانات العربية.. طالما كانت الغاية الإيرانية مشاغبة واشنطن وابتزازها. ثم إن موسكو حريصة على ألا تخسر مجانا كل ما تعتبره مناطق نفوذ لها في الشرق الأوسط، لأسباب كثيرة، بعضها داخلي في حسابات فلاديمير بوتين القيصرية - القومية.
    في المقابل، لدى إيران مشروع سياسي - مذهبي - مصلحي في عموم المنطقة. ويُحسب لقادة طهران تغليف مشروعهم بعدة تمويهات أضفوا عليه «مشروعيات» لا ينكرها إلا مكابر، وأبرزها ثلاثة: الأولى تحرير فلسطين والقضاء على الصهيونية، والثانية «واجب» التصدي للأطماع الإمبريالية الأميركية، والثالثة العمل على «وحدة المسلمين».. طبعا تحت قيادة الولي الفقيه، وهو ما يستبطن تحميل المشكّكين بقيادة طهران مسؤولية شقّ صفوف المسلمين، ومن ثم خدمة غايات أعدائهم.

    تمويهات طهران انطلت مع الأسف على بعض كبريات الحركات الإسلامية في المنطقة، مع أن أي مراجعة جدية لمواقف طهران العملية تشير بوضوح إلى أنها تسهّل مهمة الأعداء الحقيقيين للمنطقة على حساب أهلها. فحرب احتلال العراق التي أشرف عليها «اللوبي الليكودي» في واشنطن أديرت بمباركة إيرانية ضمنية، وانتهت برمي العراق في مستنقع الانقسام الطائفي البغيض، تحت إشراف حكومة تأتمر مباشرة بأوامر طهران. وهيمنة سلاح حزب الله على لبنان وتطاول عملاء «الحزب» الصغار أدّيا إلى تنامي حضور الجماعات السنّية الراديكالية بصورة غير مسبوقة. وتغوّل نظام الأسد في سوريا وإهراقه دماء السوريين بدعم إيراني مباشر عجّل كثيرا في خلق حالة خطيرة من الاستقطاب المذهبي. أما في فلسطين، فكانت نتيجة تدخّل محور طهران - دمشق تفجير التناقضات الفلسطينية الفلسطينية.. ما قدّم على طبق من ذهب أثمن هدية للمشروع الليكودي الهادف لنسف أي كيان فلسطيني مستقبلي.
    بناءً عليه، أي تسوية في سوريا لا تبدأ من نهاية النظام مضيعة للوقت.. وخطوة جديدة نحو تدميرها وتمزيقها.

    هذه هي الحقيقة التي أعتقد أن الإبراهيمي يعرفها.. والتي لا يريد لافروف أن يعترف بها.

    نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"


  2. #2
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: خبرة لافروف القاتلة/إياد أبو شقرا

    المضحك المبكي في هذا السياق أن شعارات «تثوير» المنطقة والقضاء على إسرائيل وتركيع الولايات المتحدة، التي تروّج لها طهران في عموم الشرق الأوسط، لا تقلق البتة.. لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة. إطلاقا، بل إن الإشارات المتعددة التي صدرت السنتين الأخيرتين عن تل أبيب وواشنطن تنمّ عن قلق الجانبين من البديل المحتمل لنظام دمشق. وهذا ما يشجع المراقب الجاد على الاقتناع بأن المطلوب حقا ليس رأس نظام بشار الأسد وأبيه من قبله، بل وحدة سوريا شعبا وأرضا.
    وبعيدا عن العاطفية في الخطاب السياسي، التي يظهر أن المستر لافروف لا يحبها، غدا ضروريا إجراء تحليل معمق لما آلت إليه الأزمة السورية، وأي خيارات تتبقى، في ظل ما بشرنا به الوسيط العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي في مؤتمره الصحافي الأخير في موسكو مع مستضيفه وزير الخارجية الروسية. الإبراهيمي حذر السوريين أولا، والمجتمع الدولي ثانيا، من أنه ما لم تنجح جهود التسوية السياسية فإن سوريا «متجهة نحو الجحيم»!



    من الواضح أن الأخضر الإبراهيمي يمثل الأمريكان الذين لا يريدون أن ينهار نظام الأسد لأن المرعب لهم فيمن يخلف الأسد إذا لم يجر توفير البديل وإيصاله في الوقت المناسب لهم .. هم يخشون من وصول الإسلام السياسي إلى الحكم والذي يسمونه إرهابا وتطرفا .. طبعا كل من لا يعترف بوجود الأمريكان في المنطقة ويسعى لإنهاء هيمنتهم عليها يسارعون إلى محاربته ومهاجمته بكل الوسائل لكنهم أصبحوا حذرين من التورط في المنطقة بعد أن غرقوا في العراق وأفغانستان .. وها هو اقتصادهم ينهار من كلفة حربهم هناك .. كما عنان الإبراهيمي يصدران من تفكير واحد .. الحل السياسي الذي يعترف بالمجرم القاتل ويتعامل معه باحترام كطرف على الرغم مما ارتكب من فظائع ..

    ربنا سيتولى التدبير بعد أن خان البشر التوفيق وحسن التدبير وإن الله سينصر المظلوم ويذيق الظالم مرارة ظلمه ..

    شكرا أستاذ نبيل على المقال المنقول ..

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •