[[ من طرائف الصحابة والتابعين رضى الله عنهم أجمعين ]]


**نعيمان بن عمرو يبيع سويبط بن حرملة :
عن أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها ،
قالت :
خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه إلى الشام ، ومعه نعيمان بن عمرو. وسويبط بن حرملة ،
وكلاهما بدرى ،
وكان سويبط على الزاد،
فجاءه نعيمان ،
وقال :
اطعمنى يا سويبط ،
فقال سويبط :
لا ، حتى يجى أبو بكر ،
وكان نعيمان رجلا مضحاكا ،
فقال لسويبط :
لأغيظنك ،
فجاء إلى أناس جلبوا ظهرا ( أي إبلا يحمل عليها ويركب ) ،
فقال لهم :
ابتاعو منى غلاما عربيا فارها ،
وهو ذو لسان .
ولعله يقول لكم أنا حر ،
فإن كنتم تاركيه لذلك ،
فدعوه ،
لا تفسدوا على غلامى ،
فقالوا :
بل نبتاعه منك بعشر قلائص ،
فأقبل نعيمان بالقلائص يسوقها ،
وأقبل معه القوم ،
حتى عقل القلائص ،،،
ثم قال لهم :
دونكم ، هو ذا ،
فقال القوم لسويبط :
قد اشتريناك ،
فقال :
أنا رجل حر ،
فقالوا :
قد أخبرنا خبرك ،
وطرحوا الحبل فى عنقه ، وذهبوا به ،
وجاء أبو بكر ، فاخبر الخبر ،
فذهب هو وأصحاب له ، وردوا القلائص ، ورجعوا بسويبط ،
فلما عادوا إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، أخبروه الخبر ،،
فضحك النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها حولا .


**نعيمان ومخرمة بن نوفل :
حدث مصعب بن عبد الله عن جده ،،
قال:
كان مخرمة بن نوفل بن أهيب الزهري شيخاً كبيراً بالمدينة أعمى ،
وكان قد بلغ مائة وخمس عشرة سنة ،
فقام في المسجد يريد أن يبول ،،
فصاح به الناس:
المسجد ، المسجد ،
فأخذ نعيمان بيده ،
وتنحى به ثم أجلسه في ناحية أخرى ،
وقال له:
بل هاهنا ،
فلما هم أن يقضي حاجته ،
وهو يحسب أنه قد خرج من المسجد ، صاح به الناس ،
فقال:
ويحكم ،، فمن أتى به إلى هذا الموضع ؟
قالوا:
نعيمان ،،
قال:
أما إن لله عليّ ،، إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ، ضربة تبلغ منه ما بلغت ،
فمكث ما شاء الله ، حتى نسي ذلك مخرمة ،
ثم أتاه يوماً وعثمان بن عفان رضى الله عنه قائم يصلي في ناحية المسجد ،
وكان عثمان رضى الله عنه إذا صلى لا يلتفت ،،
فقال نعيمان لمخرمة :
هل لك في نعيمان ؟
قال:
نعم ،، أين هو ؟
دلني عليه ،
فأتى به ، حتى أوقفه على عثمان ،
فقال:
دونك ، هذا هو ،
فجمع مخرمة يديه بعصاه ، وضرب عثمان ، فشجه ،
فقيل له:
إنما ضربت أمير المؤمنين عثمان ،
فسمعت بذلك بنو زهرة ( رهط مخرمة ) ،
فاجتمعوا لذلك ،
فقال عثمان :
دعوا نعيمان ...
فقد شهد بدراً .


** تفاخربليغ :
تفاخرت الأوس والخزرج ،،،
فقالت الأوس :
منا غسيل الملائكة حنظلة الراهب ،
ومنا عاصم بن ثابت بن الأفلح ، الذي حمت لحمه الدبر (الذنابير والنحل) ،
ومنا ذو الشهادتين ،، خزيمة بن ثابت ،
ومنا الذى اهتز لموته العرش ،، سعد بن معاذ .

فقالت الخزرج :
منا أربعة قرءوا القراّن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لم يقرأه غيرهم (زيد بن ثابت وأبو زيد ومعاذ بن جبل وأبى بن كعب سيد القراء ) ،
ومنا الذى أيده الله بروح القدس فى شعره ،، حسان بن ثابت .



** مثل الأمير في رعيته :
كان الربيع بن زياد الحارثى ، أحد ولاة عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه على بعض الأقاليم قد وفد على عمر فى المدينة يوما ،
وكان الوقت وقت غذاء ،
فأمر عمر أن يحضر غذاؤه ،
وكان قرصين من شعير، وقدحين من لبن ، وملحا جريشا ،
فقال الربيع :
يا أمير المؤمنين ،،
إن أحق الناس بمطعم طيب ، وملبس لين ، ومركب وطىء ..لأنت ،
فقال عمر :
والله ما أردت بهذا القول إلا مقاربتى ومداهنتى ،
وإن كنت لأحسب أن فيك خيرا،
ألا أخبرك بمثلى ومثل هؤلاء ،
إنما مثلنا ، كمثل قوم سافروا ، فدفعوا نفقاتهم إلى رجل منهم ،
وقالوا له :
أنفقها علينا ،
فهل له أن يستأثر عليهم بشىء ؟
فقال الربيع :
لا .


** بين كل من عمروبن العاص وعثمان بن عفان :
عزل عثمان بن عفان عمرو بن العاص عن ولاية مصر ،
وولاها ابن أبى السرح ،،
فدخل عمرو على عثمان ، وعليه جبة محشوة ،
فقال عثمان رضى الله عنه :
ما حشو جبتك يا عمرو ؟
فقال عمرو :
أنا .
قال عثمان :
علمت أنك فيها .
ثم قال :
يا عمرو ،،
أشعرت أن اللقاح درّت ألبانها ؟
فقال عمرو :
لأنكم أعجفتكم أولادها .
[ وإنه لحديث بليغ بينهما ،،،
اكتنفته الكنايات ،،،
كنى عثمان رضى الله عنه عن خراج مصر ،،،
وكنى عمرو رضى الله عنه عن جور ابن أبى السرح من بعده ، وأنه حرم الرزق أهل العطاء ، ووفره على الحاكم ] .


** الرقيب يقظ :
أرسل عمر بن الخطاب رضي الله عنه معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى بني كلاب ليقسم فيهم أعطياتهم ، ويوزع على فقرائهم صدقات أغنيائهم ،
فقام بواجبه خير قيام ،
ثم عاد الى بيته بحلسه (ما يوضع على ظهر الدابة) الذي خرج به ،
فقالت له امرأته :
أين ما جئت به مما يأتي به الولاة من هدية لأهليهـم ؟
فقال معاذ :
لقد كان معي رقيب يقظ يحصي عليّ .
قالت :
لقد كنت أمينا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ،،
ثم جاء عمر فبعث معك رقيبا يحصي عليك ؟ ،،،
ووصل هذا الخبر إلي نساء عمر ،
إذ شكته زوجة معاذ لهن ،
فبلغت الشكوى عمر ،
فأرسل الى معاذ ،
وسأله :
أنا أرسلت معك رقيبا ؟
فقال معاذ :
يا أمير المؤمنين ،،،
لم أجد ما اعتذر به إلا هذا ،
وقصدت بالرقيب الله عزوجل ،
فأعطاه عمر شيئا ،
وقال له :
أرضها به .


** افتري عليّ ،، فأردت أن أخزيه :
استعمل عمربن الخطاب المغيرة بن شعبة على البحرين ، فكرهوه ، وشكوا منه ،
فعزله عمر ،
فخافوا أن يعيده عليهم ،
فجمعوا من الدراهم مائة ألف ،
فأحضرها الدهقان إلى عمر،،
وقال :
إن المغيرة اختان هذه ، فأودعها عندي .
فسأله عمر :
أحقا ما يقول ؟
فقال المغيرة :
كذب ، إنما كانت مائتي ألف ،
قال عمر :
وما حملك على ذلك ؟
فقال :
كثرة العيال ،
فاسُقِطَ في يد الدهقان ،
فحلف وأكّد الأيمان أنه لم يُودِع عنده قليلاً ولا كثيراَ ،
فقال عمر للمغيرة :
ما حملك على هذا ؟
قال :
يا أمير المؤمنين ،،
إنه افترى عليّ ، فأردت أن أخزيَه .


** دهاة ثلاثة :
من صور الدهاء ،،،
خبر عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة مع معاوية بن أبي سفيان ،
وكان معاوية قد كتب إليهما يستقدمهما ،
استقدم عمراً من مصر ، والمغيرة من الكوفة ؛
فقال عمرو للمغيرة :
ما جمعنا إلا ليعزلنا ،،،
فإذا دخلت عليه ، فاشك الضعف ،،
واستأذنه أن تأتي الطائف أو المدينة ،
وأنا إذا دخلت عليه ، سأسأله ذلك ،،
فإنه يظن أنا نريد أن نفسد عليه ،
فدخل المغيرة على معاوية ،،
فسأله أن يعفيه ،
فأذن له ؛
ودخل عليه عمرو ، وسأله ذلك ؛
فقال معاوية :
قد تواطأتما على أمر ،،
وإنكما لتريدان شراً ،
ارجعا إلى عمليكما .


** الحلم :
قيل للأحنف بن قيس :
ممن تعلمت الحِلْم ؟
قال :
من قيس بن عاصم ،،
رأيته يوماً محتبياً ، فأتي برجلٍ مكتوف ، وآخر مقتول ،
فقيل :
هذا ابن أخيك ، قتل ابنك ،
فالتفت إلى ابن أخيه ،
وقال :
يا ابن أخي ،،
بئسَمَا فعلت ،،،
أثمت بربّك ، وقطعت رَحِمَك ، ورميت نفسك بسهمك .
ثم قال لابن له آخر :
قُمْ يا بني ، فوارِ أخاك ، وحُلَّ كتاف ابن عمّك ،
وسُقْ إلى أمّهِ مائةَ ناقة ديَة ابنها ،
فإنها غريبة .


** خلقني خالق الكرام :
عن نافع قال :
كان عبد الله بن عمر يمازح مولاة له ،،
فيقول لها :
خلقني خالق الكرام ، وخلقك خالق اللئام ،،،
فتغضب وتصيح وتبكي ،
ويضحك عبد الله بن عمر .


** إجلال متبادل :
ركب زيد بن ثابت دابته ،
فأخذ عبد الله بن العباس بركابه ،
فقال زيد:
لاتفعل يا ابن عم رسول الله ،
فقال ابن عباس :
هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا ،
فقال زيد :
أرنى يدك ،
فلما أخرجها عبد الله ،
قبلها زيد قائلا :
وهكذا أمرنا ان نفعل بابن عم نبينا صلى الله عليه وسلم .


** الزواج بواحدة :
كان المغيرة بن شعبة كثير الزواج ، كثير الطلاق ،
وما خلا عن أربع أزواج أبداً ،
وكان يعيب صاحب الزوجة الواحدة ،،
فيقول :
وجدتُ صاحب الواحدة ،،،
إن زارتْ ،، زَارَ ،
وإن حاضت ،، حاض ،
وإن نُفِسَت ،، نُفِسَ ،
وإن اعتلت ،، اعتلّ معها بإنظاره لها .


** تعـدد الـزوجـــات :
سئل المغيرة بن شعبة عن تعدد الزوجات ..
فقال :
صاحب المرأة الواحدة عليل ،
إن مرضت ،، مرض معها ،
وإن حاضت ،، حاض معها ،
وإن صامت ،، صام معها ،
وصاحب الاثنتين بين جمرتين ،
أيتهما أدركته أحرقته ،
وصاحب الثلاث ، يبيت كل ليلة فى قرية ،
وصاحب الأربع ، عروس كل ليلة .