الشيخ عيسى بن راشد
عراب كأس الخليج




جريدة المستقبل العراقي




كاظم فنجان الحمامي

جمع هذا الرجل الوديع كل الخصال الطيبة, وترك بصماته الكروية الجميلة في الملاعب الخليجية الخضراء الممتدة من بغداد إلى عمان, ورافق دورات كأس الخليج منذ دورتها الأولى وحتى دورتها الأخيرة المقامة الآن على بعد بضعة أمتار من منزله في المنامة. .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ولد عام 1938 في المحرق على ضفاف البحرين ثم انتقل إلى الرفاع, أحب الرياضة منذ نعومة أظفاره, وتعلق قلبه بها, فعشقها وعشقته فلم يفارقها ولم تفارقه, حتى صار رمزا من رموزها التي لا تنسى. .
أحبه الناس في عموم العواصم الخليجية من كبيرهم إلى صغيرهم, فحقق بينهم ما لم يحققه غيره, وكان معروفا بشعبيته الكبيرة, التي اكتسبها من دون أي دعاية إعلامية, فامتدت شهرته خارج حوض الخليج العربي, وتألق نجمه على الصعيدين العربي والأسيوي. .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كانت صراحته وطيبته وعذوبة حديثه ووضوحه ومصداقيته وطرافته هي القناطر المباشرة المختصرة, التي قفز فوقها نحو عوالم الرياضة والفن والأدب, لكنه كان متميزا أيضا في عالم السياسة ومسالكها الدبلوماسية المعقدة. .
تقلد مناصب عدة في مشواره الرياضي الطويل, ومسيرته الشبابية الحافلة بالانجازات, بدئها برئاسة نادي البحرين, ثم صار رئيسا للجنة الأولمبية البحرينية عند تأسيسها عام 1979, وأصبح رئيسا بدرجة وزير لمؤسسة الرياضة والشباب, التي كانت هي البذرة المثمرة في صناعة الأمجاد الرياضية. .
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كتب أجمل الأناشيد الوطنية, وأروع الأوبريتات, وأصدق الأشعار الوجدانية, فشارك الناس أفراحهم وأتراحهم. شقت كلماته طريقها إلى قلوب الكبار والصغار, ورددت المحافل الموسيقية والتجمعات المدرسية أناشيده, وصدحت قصائده في الإذاعات والفضائيات العربية, وفي الحفلات الشعبية. .
تركت قصائده الغنائية بصماتها المرهفة في مسامعنا من طنجة إلى البصرة, فغناها العراقي والكويتي والجزائري والسوداني والمصري والمغربي, وذاع صيتها في الخليج حتى يومنا هذا, ابتداءً من (واكف على بابكم), و(يا الزينة ذكريني), و(ولهان يا محرق), و(لا تسأليني), وغيرها كثير. . .

لا يمل الناس سماع (سوالفه اللطيفة) وحكاياته وطرائفه ومقالبه مع رؤساء اللجان الأولمبية العربية, فالشيخ عيسى بن راشد آل خليفة هو أطرف شخصية في المحافل الخليجية على وجه العموم. .

كان ولا يزال ودودا طيبا مع الجميع, وكان صمام الأمان في تذليل العقبات, لم أر اهدأ منه في عالم الرياضة, ولا يشبهه أحد من رجال الكرة في صراحته وبساطته وتواضعه. .
كان لي شرف زيارة البحرين والتجوال في بساتينها وواحاتها وينابيعها عام 2007 برفقة صديقي الكابتن عبد المنعم الجناحي, وكم كنت متلهفا حينها إلى لقاء هذا الرجل الودود فلم يحالفني الحظ. .
دعائي له بالتوفيق والنجاح وراحة البال, وأملي أن يحذو رجال الرياضة حذوه في التحلي بالصبر والهدوء والحكمة. . .
يقولون: كن في حياة الآخرين كحبات السكر حتى وأن اختفت تركت طعماً حلواً, وهكذا كان هذا الشيخ الحكيم الوديع يترك في نفوسنا دائماً أثراً طيباً كلما تجددت أعراس الخليج الكروية. .