بينما كان طارق، ذو الأربعة أعوام، يلهو بساعة أبيه الميكانيكية محاولاً اكتشاف أسرارها، لفت انتباهه صوت تَكّاتها المنخفض و الذي يسمعه للمرة الأولى في حياته، و عندما لم تسعفه خبراته السابقة في استيعاب مصدر الصوت في هذا الجهاز الصغير، أرخى العنان لخياله لفعل هذا، و عندما اطمأن من صواب تعليله "الخيالي"، قفز إلى أبيه ليخبره عن هذا الإكتشاف الفريد.

"أبي! استمع لهذا الصوت المنبعث من ساعتك!" قالها طارق و هو يضع الساعة على أُذن أبيه، و أردف قائلاً: "أليس ذلك شيئاً مذهلاً؟!"

و بعد أن استمع الأب إلى تَكّات الساعة وهلة، أحب أن يختبر مقدرة طارق على استيعاب الأمر، فسأله: "و هل تعلم يا بُني ما الذي يُصدر هذا الصوت من داخل الساعة؟"

فأجاب طارقٌ على الفور: "بالطبع يا أبي! فهو يخرج من السوسة التي تعيش داخل الساعة!"

فاجأ هذا الجواب والد طارق، و لكنه ردد بصوت منخفض: "حقاً يا بُني، إنها السوسة التي تنخر في عمرنا!"

ثم شرح له مبسطاً كيفية عمل الساعة.

دروس من الحياة: 53- صوت الساعة