فأي كلام تتكلمونه عن حضرة النبي صلى الله عليه وسلم لابد وأن يكون سديدا ومؤدباً ورشيداً وأن تلاحظوا دائماً أنه صلى الله عليه وسلم محفوظٌ لا تجوز عليه الأحوال البشرية العادية لأن الله حفظه حتى قبل إنزال الرسالة المحمدية بل أن الله حفظه قبل ميلاده منذ أن اجتباه واختاره واصطفاه فقد جعل نطفته الطاهرة لا تقع إلاَّ في الأصلاب الطاهرة أو في الأرحام التقيَّة النقيَّة وقال في ذلك صلوات الله وسلامه عليه (إن الله عزَّ وجلَّ نقلني في الأصلاب الطاهرة والبطون النقية منذ آدم إلى أن ولدتني أمي فلم يُصِبْنِي مِنْ سِفَاحِ الجاهلية شيء)[1]
وهذا الكلام في كتاب الله حيث قال {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} فقد تقلب في الساجدين منذ آدم إلى أبيه عبد الله والحقيقة أن الله بذاته وجمالاته وكمالاته نزَّه حبيبه ومصطفاه غاية التنزيه حتي لا يظن أي مؤمن أنه صلى الله عليه وسلم يجوز أن يظهر عليه ما يحدث للأعراض البشرية وما يحدث لنا وفينا في الأعراض الدنيوية لأنه صلى الله عليه وسلم محفوظ بحفظ الله فنُورُه كان محفوظاً منذ جعله الله في ظهر آدم
الأخ العزيز الفاضل الأستاذ حسن
ما أجمل ما كتبت وما أعمقه وما أرقّه .. جعل الله لك نصيبا من الحسن والبهاء يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. إنها سيرة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وقصة نبوة لا مجرد عظمة استشرفها كتاب الغرب في شخصية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولو أنهم قرؤوا سيرته من منظار النبوة واصطفاء السماء له وإعداده للمهمة الجلى لما وسعهم إلا أن يسلموا ويصبحوا دعاة إلى هذا الدين العظيم ناسخ الديانات ونبيه خاتم الأنبياء والمرسلين ..
جزاك الله خيرا ونحن على مسافة أيام قليلة من مولد الرحمة والهدى والنور .. ولعل المسلمين بتذكارهم لحبيبهم يتذكرون أي تقصير هم فيه بعدم الاحتكام لشريعته وعدم العمل الصادق لعودة منهجه في الحياة واستئناف الحياة الإسلامية ليعود الإسلام في مركز تنبه العالم ويقظته وليسوسهم شرع الله ويعيد لهم الأمان والسلام وينقادوا للحق انقياد راغب مشتاق متلهف لا كاره محتار متردّد كما يفرض الغرب على المسلمين قيمه وأفكاره ومفاهيمه وطراز عيشه ..
بارك الله فيك ونضر الله وجهك وجمعك بحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم على الحوض وسقاك من يديه الكريمتين شربة لا تظمأ بعدها أبدا وجعله صلى الله عليه وسلم لنا ولك شفيعًا يوم القيامة ..
المفضلات