نحو تفسير أسهل

الدكتور عائض القرني

سورة العاديات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ



وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا ﴿1﴾
أقسم الله تعالى قسما بالخيل الجاريات المسرعات لِلجهاد السابقات ، التي لها صهيل لشدة عدوِها وسرعة جريها ، وهي أجمل شئ حينئذ وأروعه.

فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴿2﴾
فالموقدات ناراً بحوافرها لقوة جريها وشدة سرعتها ومضائها في عدوها ، فهي بأقدامها تقدح شراراً وتوري ناراً.

فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا ﴿3﴾
فالسابقات إلى الأعداء في الصباح يوم تعدو مع طلوع الفجر ، تحمل الأبطال إلى ساح القتال في بهجة وجمال .

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا ﴿4﴾
فَأَثَرْنَ بِالجري غباراً ، وحركن بالعدو تراباً من قوة ضرب الخيل بأقدامها الأرض لشدة سرعتها وقفزها .

فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا ﴿5﴾
فتوسطت الخيل بالأبطال وسط الأعداء في ساح القتال ، فأصبحن في حومة الوغى ، ووسط المعركة وقلب العاصفة.

إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴿6﴾
إِنَّ الْإِنْسَانَ يجحد نعم ربه ، وينكر إحسان الإله ، ويكفر بنعم مولاه ، فشكره قليل أو معدوم.

وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ ﴿7﴾
وَإِنَّ الْإِنْسَانَ على الجحود مقر معترف بما اقترف ، يشهد على سوء فعله بنفسه ويعلن تقصيره.

وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴿8﴾
وإنه شديد في حب المال ، مولع بالحطام ، مغرم بالدرهم ، عاشق للدنيا ، حريص على جمعها ، خادم لها .

أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ﴿9﴾
أفلا يدري الإنسان ماذا ينتظره إذا خرج من قبره لحشره وحضر للحساب؟ فما له غافل لاه ساه لاعب.

وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ﴿10﴾
واستخرج ما في الصدور من أمور ، وظهر ما في الضمائر ، وبان ما في السرائر ، وبدت الخوافي وانكشف كل مستور .

إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ﴿11﴾
إن الله عز وجل بأعمال عباده خبير ، وبسعي خلقه بصير ، لا يخفى عليه أمر ، ولا يعزب عنه سر ، لأنه يعلم كل شئ.