فنون تشكيليّة إسلاميّة عصريّة
تتجلّى في ضريح عريق ومقدّس قديم, تحفّ به شجرة سرو دهريّة, أمينة آمنة في ظلال عمارة هندسيّة عصريّة, تتجسّد فيها معالم ولوحات ومشهديّات من الفنون التّشكيليّة, بمقام خولة بنت الحسين, عند مدخل مدينة الشّمس بعلبك الجنوبي...
بقلم: حسين أحمد سليم
واقعة كربلاء حدثت في العاشر من محرم (61هـ - 681م) باستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وقَطعُ رأسه الشريف... ففي ذلك اليوم كان تعبيرًا أكثر حسمًا ووضوحًا عن قرار سلطة الانحراف بقطع الإسلام عن أصوله، لتتوالى من بعدُ فصول صراعٍ مرير بين نهج الانحراف ونهج العودة إلى الجذور...
وضريح السيدة خولة في بعلبك من معالم ذلك الصراع، فالسيدة خولة, والتي يشيع بين الناس أنها بنت الإمام الحسين (عليه السلام) كانت في عِداد قافلة سبيِ مَن تبقّى من آل البيت إثر استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، تلك القافلة التي سارت بالنساء والأطفال، وبكل أنواع الإذلال والإاضطهاد، من كربلاء إلى مقرّ حكم يزيد في دمشق، سالكة خط سير باتجاه شمال العراق بمحاذاة نهر الفرات لتدخل سوريا عن طريق معرّة النعمان ومنها إلى حلب فحماة فحمص، ومن ثمّ إلى مدينة بعلبك في بقاع لبنان...
وفي هذه المنطقة، وقبل مواصلة القافلة سيرها باتجاه دمشق، توفيت السّيدة خولة وهي في قرابة السّنة الثّالثة من عمرها، فجرى دفنها في إحدى النّواحي، وتمّ إخفاء معالم الضريح الشّريف لاحقًا خوفًا من الاضطهاد الأموي فالعبّاسي الذي لاحق آل البيت بقتلهم أحياء، ونبش قبورهم وأضرحتهم أمواتًا...
ورغم إخفاء معالم الضّريح المادّيّة، إلاّ أنّ ناحية وجوده دون تحديد المكان بدقّة بقيت عالقة في النّفوس وفي قلوب أنصار آل البيت وعقولهم، يتذكّرونها جيلاً بعد جيل،كما يستذكرون الأنوار التي كانت تظهر فيه بين فينة وفينة من الزّمن، تهبط على تلك النّاحية تأكيدًا على قدسيّة المكان وكرامة من يضم في ترابه...
وفي الروايات المتناقلة على الألسن أنّ ملكيّة الأرض التي ضمّت قبرها الشّريف انتقلت إلى رجل من محبّي آل البيت، فرأى هذا في منامه أن طفلة تخاطبه وتطلب منه أن يحوّل ساقية ماء عن مكان محدّد في البستان لأنها مدفونة هناك، وقد تكرّر هذا الحلم في منام الرجل مرةً ثانية، إذ خاطبته الطفلة وعرّفته بشكل صريح عن نفسها بأنها خولة بنت الحسين، وطلبت منه الطلب نفسه، ثم تكرّر الحلم أكثر من مرّة، فما كان من هذا الرجل الذي احتار بالأمر إلا أن قصّ رؤاه على أحد الوجهاء من آل مرتضى، فقام هذا من ساعته مع بعض خواصّه بالحفر في المكان المشار إليه إلى أن اهتدوا إلى مكان القبر وعثروا على جسدها الشريف ولمّا يلحق به أيّ أذى بعدُ رغم تعاقب السنين منذ تاريخ الوفاة، فأخرجوه من مكانه وأزاحوه عن مجرى الماء وشيدوا فوقه قبّة صغيرة، ومنذ ذلك الحين أخذ الضريح يتحوّل إلى مقصدٍ مبارك يكثر زوّراه عامًا بعد عام من كل بلاد المسلمين.
وقد شهد المزار على مراحل متقطّعة أعمال تحسين وتوسعة قام بها الخيّرون من محبّي آل البيت.
فالمقام ببنائه القديم شيّده رجل من أولئك الأفاضل واسمه السيد حسن ابن السيد علوان، وكان قبل بدء التوسعة الجديدة عبارة عن غرفة مربعة سميكة الجدران وفي داخلها الضريح المبارك تحت صندوق خشبي مزخرف بآيات من القرآن الكريم، وقرب الضريح شجرة سرو ضخمة، تقول المرويّات أن الإمام زين العابدين قد غرس شتلتها للاستدلال بها على المكان.
وفي عام 1970م قام نفر من المؤمنين بحملة تبرّعات من أهالي مدينة بعلبك سمحت ببناء حسينية ومصلّى بمساحة 300 متر مربع في حرم المقام، وفي العام 1997م بدأ مشروع ضخم لتوسعة جديدة كبيرة للمقام، وليكون من أهم المعالم الإسلامية البارزة في المنطقة، ولقي دعمًا مباشرًا من الجمهورية الإسلامية في إيران عام 2000م...
هذا وكان الرّحّالة الإنكليزي الشهير "روبرت وود" قد ترك وثيقة مميزة تعتمد الصورة، فقد رسم الضريح الشريف للسّيّدة خولة بنت الحسين عام 1757م أثناء زيارة قام بها إلى المنطقة، وقد ظهر الضّريح فيها واضحًا وخلفه أعمدة بعلبك وهياكلها الرّومانية، واللافت في هذا الرسم شجرة السرو التي انتصبت إلى جانب الضريح، وهي الشجرة التي تقول المرويات الشعبيّة المأثورة أنّ الإمام زين العابدين (عليه السلام) قد زرعها، وهذه الشّجرة لا تزال قائمة حتّى اليوم كحارس أمين للدّلالة على مكان الضّريح...
وقد أورد الرّحّالة "وود" هذا الرّسم في أحد أشهر كتبه وهو بعنوان : "The kuins Of Bualbek".
عند مدخل مدينة بعلبك الرّئيسي الجنوبي، هناك مقام لـ «السّـيدة خــولة» التي يقال أنّها تنتــسب إلى الإمام الحــسين. كان المقــام في الماضي متواضــعاً جداً: ضريحا وغرفة وبناء قديما وشجــرة دهريّة يحتاج جــذعها إلى خمــسة رجــال فـاتحي الأذرع ليحيـطوا به، وكان زوار المــقام من أهالي بعلبك والجوار يشعـرون برهبة المكان الأليف والحميم، من خلال بساطته...
هي خولة بنت الإمام الحسين، كانت معه في كربلاء ضمن الأطفال والنّساء، وقد تعرّضت للسّبي بعد مقتل والدها، وماتت أثناء المسير بها من الكوفة إلى الشّام نتيجة العطش والتّعب...
خولة هي طفلة من أطفال الإمام الحسين الذين جار عليهم الزمن، وظلمهم طغاة الاستبداد، ثم سبوهم من مكان إلى مكان، فمنهم من قتل مع الحسين في كربلاء، ومنهم من سبي وتشرّد مع ركب السّبايا الذي سير بهم من بلد إلى بلد، فمن الطبيعي أن يتعرّض هؤلاء الأطفال ونتيجة للجوع والعطش أن يتعرّضوا إلى المرض ومن ثمّ الموت في الطّريق، وطوال رحلة السّبي قد احتوت تراب بلاد كثيرة أجساد هؤلاء الأطهار من فلذات كبد الإمام الحسين، والسّيدة خولة هي طفلة أيضاً شاء القدر أن تحطّ قافلة سبيهم رحالها في بعلبك، وشاء الله أن تحتوي تراب هذه المدينة جسد هذه الطّفلة ليصبح مكان دفنها فيما بعد وبعد أن تمّ اكتشافه منارة للقداسة ورمزاً للطّهارة...
إستُشهد الإمام الحسين في كربلاء, وبعد استشهاده, وفي اليوم الحادي عشر سُبيت أخواته وبناته ونساءه برحلة شاقّة من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشّام...
ومن الطّبيعي أنّ الرّحلة إلى الشّام ستمرّ في بلاد ومناطق كثيرة، فركب السّبايا سار من حلب وحماه وحمص مروراً بمناطق لبنانيّة مختلفة ومتعدّدة، وصولاً إلى بعلبك ومرجة رأس العين، وكما هو معروف أنّ القوافل في السّابق ونظراً للسّفر الطّويل في الصّحاري كانت تتبع مجاري الأنهار والينابيع مخافة العطش ولسقاية الحيوانات التي معهم، وكما هو معروف بأنّ المنطقة الممتدّة من حلب حتّى البقاع غنيّة بالخضرة وأشجار الفاكهة والأنهار والينابيع، وبالذّات منطقة البقاع وبعلبك. فخطّ سير السّبايا إذاً كان لا بدّ أن يمرّ في هذه المناطق...
وكما يُروى فإنّ القافلة حطّت برأس العين، ثم بدير يعرف بدير العذارى القريب من قلعة بعلبك الشّهيرة... ويقال أنّ خولة بنت الحسين هي طفلة بعمر الثّلاث سنوات، قد توفّاها الله بهذه المنطقة بالذّات نتيجة السّبي والسّير الطّويل والعطش والتّعب. ودُفنت في بعلبك وتحديداً بالقرب من قلعة بعلبك الشهيرة...
ويقال أن الشجرة التي عند المقام زرعها الإمام زين العابدين ليدل على قبر الطفلة... وهناك روايات تقول أنّ الشّجرة كانت موجودة لتدل على قبور راهبات كنّ على دين المسيح وتم ذبحهن من قبل الملك الروماني الذي كان يدين بالوثنية ويقتل الموحدين من أتباع المسيح...
وتروي السّير أيضاً أنّه وطوال فترة المسير هناك مراقد مشرّفة لآل الرسول وهذا دليل على الوفاة التي كانت تحصل نتيجة ما أصابهم من عذاب وعطش وجوع...
ومن الثّابت أنّ رجلاً من آل جاري صاحب البستان الذي يحوي قبرها الشريف رأى طفلة صغيرة جليلة في منامه، فقالت له: (أنا خولة بنت الحسين مدفونة في بستانك) وعيّنت له المكان وأمرته بالقول: حوّل السّاقية (ساقية مياه رأس العين) عن قبري لأن المياه تؤذيني. فالمياة كانت آسنة، لكنّ الرّجل لم يلتفت للأمر، فجاءته ثانية وثالثة ورابعة حتّى انتبه الرّجل فزعاً من هذه الرّؤى، فهرع عندها للإتّصال بنقيب السّادة من آل مرتضى في بعلبك وقصَّ عليه الرّؤية، فذهب النّقيب ومن حضر من الأهالي وحفروا المكان المشار إليه، وإذ بهم أمام قبر يحوي طفلة ما تزال غضّة طرّية، فأزاحوا البلاطات واستخرجوا جسدها ونقلوها بعيداً عن مجرى السّاقية وبنوا فوقه قبّة صغيرة للدّلالة عليه...
يقع مقام السّيدة خولة على قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي الألف وخمسمائة متر مربّع عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك ومقابل مصرف لبنان، وهي أوّل ما يطالعك في هذه المدينة وقلعتها، ويحيط بالمقام الذي بُنى بأرقى هندسة الأشجار الصنوبريّة والحرجيّة، ووسط بناء المقام شجرة سرو معمِّرة ونادرة عمرها يربو على مئات السّنين، وقيل إنّها واحدة من الأشجار التي زُرعت مع بناء القلعة، وعشعش في تلك النّاحية العصافير ما يُضفي على المقام بهجة ورونقاً نادرين، وهذا المكان قد سُجّل في مديريّة الآثار لما يمتلكه من قيمة أثريّة إضافة إلى قيمته الدّينيّة والمعنويّة، ويعتبر المكان حجاً للزّوار من كافة المناطق اللبنانيّة، وذاع صيت المقام وكرامة صاحبته التي كانت ضمن ركب السّبايا إلى الأمصار العربيّة والإسلاميّة...
أنّ المقام كان عبارة عن بناء حجري مربّع على شكل غرفة طول ضلعها ستّة أمتار يحوي الضّريح الذي يضطجع في الزّاوية الشّمالية الغربيّة على يمين الدّاخل، وقد أقيم فوقه صندوقا خشبيّ مزخرفا بآيات قرآنيةّ وأشكال هندسيّة يفوح منها شذا القداسة وعطر النّبوّة، وللمقام جدران سميكة تحمل أربعة عقود حجريّة مقوّسة تعلوها قبّة حجريّة صغيرة، وقد توسّط محرابا بسيط الجدار الجنوبي، وتشير البلاطات الخارجيّة إلى وجود مسجد صغير كان بإزاء المزار الذي تظلّله شجرة سرو قديمة العهد المعروفة بنموها البطيء وباخضرارها الدّائم. وقد قيل عنها أنها إحدى الشّجيرات اليتيمات التي كانت ضمن الجنائن الرّومانيّة الشّهيرة والتي كانت محاطة بالمعابد الرّومانيّة في العصر الرّوماني 64 ق.م. عام 330 م. وقيل أيضاً: إنّها زُرعت للدّلالة أو العلامة وكأن حولها أو قربها شيئاً مقصوداً، إذ يتردّد بين العوام أنّ الإمام زين العابدين أمر بزرعها للاستدلال من خلالها على ضريح السّيّدة خولة...
تمّ توسيع المقام في العام (1416 هـ)، فأصبح المقام بالحالة الجميلة التي يألفها زوّاره. مقام كبير يتألّف من قفص حديديّ كبير، يتخلّل هذا القفص فتحات صغيرة على شكل نوافذ، وبداخل هذا القفص احتفظ بالقفص الخشبي الصّغير والقديم والذي يحتوي بداخلة ضريح السيدة خولة...
وهذا القفص الحديديّ مزدان بآيات قرآنيّة وأحاديث نبويّة شريفة وأقوال لأئمّة أهل البيت عليهم السلام من جميع الجهات. ثم لو نظرت إلى جدران المقام العالية فكيفما توجّه نظرك تجد أقوالا وأحاديث مزخرفة بطريقة جميلة يختلط فيها الألوان ما بين الأزرق والأبيض والكحلي، بطريقة تبهر النّظر، حتّى كتابة الأقوال والآيات القرآنيّة فقد كتبت بخطوط عربيّة مختلفة الأشكال والألوان...
ويوجد في المقام أيضاً لوحات خشبيّة مختلفة الأحجام مكتوب عليها زيارة السيدة خولة، وقد كتبت هذه الزّيارات بخطوط تختلف من لوحة إلى لوحة، فمنها ما كتب بخط ذهبي، ومنها ما كتب بطريقة ملوّنة, ومنها ما كتب بخطّ أسود إلخ...
ومن أعمال التحسين في المقام أيضاً بناء غرف صغيرة... أما في ما يخص الشجرة فهي كانت قبل تحسين المقام ملاصقة له مباشرة، فكانت الناس تأخذ منها أوراقا صغيرة للتّبرّك كونها وكما هو معروف لدى العوام بأنّ الإمام زين العابدين هو من زرعها، ويحكى عن كرامات كثيرة لهذه الشجرة، فالناس ونظرا لتعلقهم وحبهم وإيمانهم بأهل البيت وبكراماتهم يأخذون أوراق منها لعلاجهم من مختلف الأمراض. وهذا الأمر كاد أن يؤدي إلى يباس هذه الشجرة وخسارتها، مما حدا بالمعنيين والقيمين على المقام وحفاظاً عليها من اليباس الكامل بأن أحاطوها بقفص زجاجي كبير وعالي يمنع الأيدي من الاقتراب منها، أو قطع أوراقها. أما نوع هذه الشجرة فمنهم من يقول: بأنها من نوع السّرو، وعمرها يعود لمئات السّنين، والبعض من سّكان بعلبك يقولون بأنّها من نوع اللزّاب، على كلّ حال فهي شجرة ضخمة جدّا تخترق المقام نحو الأعلى بسموّ وتباهٍ...
المقام من الخارج, يطالعك بهندسة معماريّة رائعة يعلوه مئذنتان كبيرتان مزدانتان بزخارف جميلة جداً، كذلك يتميّز المقام بقبّته الكبيرة ذات الشّكل الدّائري باللون الأزرق، بحيث إنّك بمجرّد وصولك على مشارف بعلبك فإنّك ترى المقام شامخاً بقبّته الزّرقاء ومئذنتيه...
أيضاً أضيف إلى المقام مسجدا ملحقا بالمقام وهذا المسجد في بنائه قد جارى حركة التوسع التي أضيفت على المقام، وذلك تسهيلاً لحركة الزوار عند الاكتظاظ في أوقات الزيارات وإقامة صلوات الجمعة والجماعة... و الكتابات المزخرفة تزين جدران المقام من الخارج...
مقام «السيدة خولة»، منذ سنوات قليلة تحوّل الى مزار ضخم: بناء عال، وزخارف فسيفسائية داخلية وخارجية، ألوان، ثريّات، بريق وأبهة، ومن حسن التدبير أن بقيت الشجرة الدّهرية إيّاها كما كانت، وتمكّن مهندسو المقام الجديد من ان يفسحوا للشجرة الباسقة ان تستمر باسقة من أرض المقام إلى ما فوق البناء الجديد عبر فتحة واسعة يدخل منها نور الشمس والهواء...
روعة البناء بجدرانه الممتدّة والملبّسة بالكاشي ذي الزّخرفة الإيرانيّة الجميلة، الأعمدة المرتفعة والمتماثلة بألوانها، المرايا المعلّقة في السّقف المظلِّلة للقاعة كلها، حيث تتجلّى في عمارة المقام الجديدة معالم ولوحات ومشهديّات كثيرة تعكس مسحات ولحات من الفنون التّشكيليّة الإساميّة الحديثة التي تُحاكي الفنون التّشكيليّة العالميّة... والتي تحمل على استغراق المصلين في صلاتهم، وانسياب القانتين في أدعيتهم، وغياب المتوسلين في دموعهم، كل هذه الرّهبة وكل هذا الجمال الروحي والمادّي عند الدّخول إلى الرّوضة الخولويّة، يمهّدان الدّرب أمام القلب ليأخذك مباشرة لإلقاء السّلام على صاحبة الضّريح الذي يستريح بهدأته وسكينته في ظلال ما ترفل له العين ويخفق له القلب ويتموسق له الفؤاد ويرنّم له العقل للذّوق الرّفيع الذي يتجسّد في الفنّ الهندسي المعماري والفنّ الزّخرفي والفنّ الحروفي والذي يتماهى بها هذا الصّرح الدّيني عند مدخل مدينة بعلبك الجنوبي, ليغدو معلما ومقصدا سياحيا دينيا يعكس عنوانا جديدا لمدينة الشمس بعلبك...