هندسة مواسير المجاري الصّحّيّة
ومواصفاتها القياسيّة

بقلم: حسين أحمد سليم

تُستخدم في هندسة شبكات المجاري الصّحّيّة, أنواع متنوّعة من المواسير المصنّعة من مواد معيّنة, وفق موصفات هندسيّة وإختباريّة علميّة ضروريّة, تُفضي إلى الطّمأنينة الإستخداميّة لهذه المواسير, التي يتم إختيارها وإستخدامها تحت تأثيرات مناخيّة معيّنة, وبما يتماشى والتّربة التي يتم تمديدها في حفرها, رمليّة كانت أو دلغانيّة أو صخريّة أو تتغلغل فيها مياه الرّشح على السّواء...
فالمواسير المستخدمة في هندسة شبكات المجاري الصّحّيّة, يجب أن تكون مستقيمة تماما, ومضبوطة الإستدارة, وتكون شفتها عموديّة على محورها, ويجب أن يكون طول الماسورة متناسبا مع قطرها وسماكة جدراها... ولكلّ نوع من هذه الموسير ضرورة وطريقة إستخدامه وفق مواصفات الدّراسات التّصميميّة لشبكات المجاري الصّحّيّة...
ومن أهمّ المواصفات الواجب توفّرها في المواسير المستخدمة في تنفيذ دراسات وتصميمات الشّبكات للصّرف الصّحّي...
أن تكون كاملة الصّنع, ومنتظمة الإستدارة وغير مسامّيّة وتُقاوم تفاعل البكتريا اللاهوائيّة...
وأن تتحمّل ضغطا رأسيّا في وضعها الأفقي...
وأن لا تزيد نسبة إمتصاصها للماء وفق نسبة محدّدة...
وأن لا يظهر أيّ رشح على جدرانها الدّاخليّة تحت إجراء ضغوطات معيّنة...
وأن تكون جدرانها خالية من الفقاقيع أو الحبيبات وأن تكون دقيقة الصّنع...
وأن تتوفّر في هذه المواسير المواصفات القياسيّة الدّوليّة المعمول بها...
وأن تتحمّل تجربة السّحق الإختباريّة تحت أوزان معيّنة...
هذا وتختلف أنواع المواسير وفقا لصنعها من مواد وخامات مختلفة...
فمنها المواسير المصنوعة من الفخّار ذات الطّلاء الملحي, وهي مواسير رخيصة الثّمن, وتتحمّل الضّغط الخارجي النّاتج من ضغط التّربة, وغير مسامّيّة, وتُقاوم تفاعل غاز كبريتيد الأيدروجين, والذي يتحوّل إلى حامض كبريتيك بفعل البكتريا الهوائيّة...
ومنها المواسير الإسمنتيّة, المصنوعة بطريقة الطّرد المركزي, وخرسانتها من النّوع الخاضع للمواصفات القياسيّة, وتكون ميكانيكيّة الخلط والصّبّ... وهذا النّوع من المواسير الإسمنتيّة, لا يُقاوم تفاعل غازات مياه المجاري الصّحّيّة, لأنّ كبريتيد الأيدروجين الذي يتحوّل إلى حامض كبريتيك, يفعل الأوكسجين الممتصّ من البكتريا اللاهوائيّة, وهذا الحامض يتفاعل ويؤثّر تأثيرا شديدا على المواد الجيريّة والموجودة بنسبة كبيرة في الإسمنت...
وتصلح هذه المواسير كأغلفة عند الضّرورة لمواسير المجاري عند الحاجة لها في التّقاطعات مع الطّرقات والتّمديدات للبنية التّحتيّة...
وهناك المواسير الزّهر المصنوعة من حديد الزّهر من ذات الشّفة المخطوطة والقائمة الرّأس والذّيل, وهي مصنوعة بطريقة الطّرد المركزي داخل قوالب معدنيّة من الحديد الزّهر الرّماديةالجيّد ذي الحبيبات المتجانسة القابلة للقطع والتّخريم, ومطابقة للمواصفات القياسيّة العالميّة... وتمتاز هذه المواسير بمقاومتها العالية للضّغط الدّاخلي والخارجي, ومقاومتها العالية للصّدأ النّاتج عن التّربة والمياه العاديّة, وهي بالإجمال رخيصة الثّمن...
ويمكن إستعمال هذه المواسير في عمليّة نقل الهواء المضغوط بين المحطّات الرّئيسيّة والأخرى الفرعيّة, وتستعمل كذلك في شبكات المواسير ذات الإنحدارات في حاات تعرّض التّربة للتّحرّك البسيط, أو تشبّع التّربة بمياه الرّشح...
ويتم تصنيع أنواع مختلفة من المواسير الزّهر لتُستخدم في أعمال الصّرف الصّحّي ولتتحمّل ضغوطا عالية...
وهناك المواسير الصّلبة والمصنوعة من الصّاج السّميك, ومن مميّزاتها أنّها تقاوم الضّغط الدّاخلي مقاومة عالية, وتقاوم عزوم الإنحناء, وتُقاوم الأحمال الدّيناميكيّة, وهي بشكل عام أرخص من المواسير الزّهر...
وهناك مواسير الإسبستوس, المصنوعة من خليط متجانس من ألياف الإسبستوس والإسمنت والماء... ومن مميّزاتها أنّها, مقاومة للضّغط الخارجي والدّاخلي, مقاومة للصّدأ نتيجة التّربة والمياه العاديّة, رخيصة الثّمن أكثر من المواسير الزّهر والصّلب, خفيفة الوزن وسهلة القطع والوصل, ويقلّ الإحتكاك بين المياه والماسورة كلّما زاد عمرها, ولا تتأثّر بالتّيّارات الكهربائيّة أو أحماض التّربة المائيّة...
وهناك المواسير البلاستيكيّة التي تقاوم تحرّك التّربة ولا تتأثّر من تجمّد المياه بداخلها وتقاوم الصّدمات والأحماض وهي خفيفة الوزن وسهلة الإنحناء والتّركيب ومرنة وتعمل لمدّة طويلة لا تقاوم أشعّة الشّمس وتقاوم تقلّبات الجوّ وعازلة للكهرباء...
هذا وتستخدم مع هذه المواسير ,أنواع منوّعة ومختلفة من الوصلات اللازمة المرنة والمصبوبة والوصلات الميكانيكيّة... وذلك في الأماكن التي ينتظر تحرّك الأرض فيها, أو تعرّض المواسير إلى الضّغط في بدايات محطّات الضّغط, أو ما يمكن لوصلة من أن تنحرف من مكانها لأسباب طبيعيّة أو طارئة أو ما يتسبّب عن ثقل الآليات فوق الطّرقات, أو عند وصلات غرف التّفتيش وغرف المحابس وطرد الهواء والتّنظيف وغرف محطّات الضّغط والرّفع وغيرها...
إلى هذا يجب العمل في وضع وتصميم الدّراسات, لشبكات المجاري الصّحّيّة على حماية المواسير المستخدمة من النّحر والتّآكل... وذلك بزيادة سرعة المياه داخل المواسير, بحيث يجب تصميم قطر المواسير وميلها, بما يحفظ السّرعة بها دون السّرعة المتلفة التّي تؤدّي إلى النّحر...
ويجب أخذ كافّة الإحتياطات لمنع تسرّب الرّمال والأتربة أو ما يماثلها لأنّه بإحتكاك هذه الموادّ بجدران المواسير تؤدّي إلى نحرها, وهذا يدعو إلى عمل غرف ترسيب تنشأ على خطوط المواسير وتكون الأبعاد بين هذه الغرف حسب نوع التّربة, وأن تكون الشّبكة بالميول المناسبة, حتّى نحصل على سرعة كافية لعدم التّرسيب...
ويجب عمل غرف ترسيب عند كلّ مصنع, ووضع مصيدة للزّيوت والشّحومات, بحيث لا تصل هذه الزّيوت والشّحومات إلا بقدر قليل جدا إلى المجاري العموميّة...
ومن المفترض دراسة وتصميم الشّبكة بحيث تصل مياهها إلى محطّة التّنقية في أقصر وقت ممكن, كي لا تسمح بالتّعفّن, وتكون بالميول المناسبة, حتّى نحصل على سرعة كافية لعدم ترسيب المواد العضويّة بها, وهو ما يسمّى بالسّرعة المنظّفة...
ويجب على من يهتم بأعمال الصّيانة فيما بعد التّنفيذ, العمل الدّوري المنتظم على تطهير مواسير الشّبكة, وحقنها بالكلور في الأماكن المختلفة, وذلك في حالات الإضطرار عند طول الشّبكة...
من جهة أخرى تتعلّق بالحماية اللازمة لملحقات شبكات المجاري الصّحّيّة, يجب تبطين جميع المجمّعات البنائيّة والغرف والمطابق, المبنيّة من الخرسانة العاديّة والمسلّحة بالطّوب, والتي تبنى بمونة الرّمل والإسمنت, وذلك بموادّ عازلة وحافظة لها من التّآكل ونذكر منها مادّة البيتومين... ويجب دهان المواسير الزّهر من الدّاخل والخارج بالبيتومين, وحماية المواسير الصّلبة من الدّاخل والخارج بدهان البيتومين, ثمّ لفّها بالصّوف الزّجاجي من الخارج...