آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: سيدنا الحسين رضي الله عنه في مرآة العقَّاد .

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد عزام
    تاريخ التسجيل
    15/08/2009
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي سيدنا الحسين رضي الله عنه في مرآة العقَّاد .

    من روائع ما كتبه الأستاذ عباس العقاد - رحمه الله – كتابه : ( أبو الشهداء الحسين بن علي ) , والأستاذ كما هو معروف ليس ممن يقرأون ما يتعلق بموضوعاتهم ويجمعونه ثم يعيدون ترتيبه في سمط جامع قد يفيد العلم ولكنه لا يغري بمعاودة القراءة مرات ومرات ..كلا.. فالأستاذ العقاد كاتب من نوع آخر ...
    إنه فضلا عن أسلوبه الأدبي الذي يكسو مقولاته حلي العرائس فيغريك دائما بالنظر الحلال – فضلا عن ذلك فإنه في حديثه عن أية شخصية من الشخصيات يجول جولتبن : الأولى حول الشخصية , والثانية في ذاتها .
    والجولة الأولى التي يجولها حول الشخصية يعنى فيها بالإحاطة بالمؤثرات الخارجية التي أثرت فيها من النسب البعيد وصفات الأهل والأجداد والعشيرة ونهج البيئة في الأخلاق والعادات والتقاليد بل والصفات البدنية وما قد يكون لها من أثر واضح على السلوك .
    وأما الجولة الثانية فيغوص فيها في أعماق الشخصية ذاتها مستبطنا سرائرها ودخائلها من مطالعة الروايات المتنوعة التي كتبت عنها ثم يعرض هذا كله على ما حصله في الجولة الأولى من أثر المؤثرات الخارجية والبيئية , والعجيب أنك تجد النتيجة التي توصل إليها بمثابة نتائج جدول الضرب دقة وإحكاما وثباتا !! هكذا يكتب العقاد رحمه الله – على قدر فهمي .
    وهكذا كتب عن سيدنا الحسين بن على رضي الله عنه وعن آل البيت الأطهار .
    ففي كتابه : ( أبو الشهداء الحسين بن علي ) سار الأستاذ رحمه الله على الخطة المشار إليها أعلاه فرجع إلى النسب الهاشمي الذي يتحدر منه سيدنا الحسين رضي الله عنه مبينا صفات رجال هذا النسب وكيف أثَّر في أجيالهم المتتابعة ومن أبرز مظاهر هذا التأثير ظهوره في الحسين رضي الله عنه .
    لقد كان بنو هاشم أصحابَ الرئاسة الدينية في مكة , ولكنهم لم يكونوا كغيرهم من الرؤساء الدينيين الذين يحترفون الكهانة ويأكلون الدنيا بالدين فيأخذون ما للناس من متاع ويبيعونهم الوهم والخداع ..كلا لقد كان بنو هاشم مُثلا عليا لغيرهم في التصديق بالدين والعمل به , مع أن الجاهلية لا تزال تخيم بأستارها على جنبات الجزيرة العربية كلها . يقول الأستاذ العقاد :
    (( أما أبناء هاشم فلم يكونوا من طراز أولئك الكهان المشعوذين ولا كانوا من المحتالين بالكهانة على خداع أنفسهم وخداع المؤمنين المصدقين بل كانوا يؤمنون بالبيت ورب البيت , وبلغ من إيمانهم بدينهم أن عبد المطلب – جد النبي صلى الله عليه وسلم – أوشك أن يذبح ابنه فدية لرب البيت لأنه نذر إن عاش له عشرة بنين لينحرن أحدهم عند الكعبة , ولم يتحلل من نذره حتى استوثق من كلام العرَّافة بعد رمي القداح ثلاث مرات )) .
    من هذه الدوحة نبت غصن الحسين رضي الله عنه وكلُّ ذرية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعا , وأترك المجال للأستاذ العقاد يحدثنا عن ذلك لأن أي تصرف في كلامه لا شك سيضيع بهاءه ويشوه معالمه . يقول :
    (( وإنك لتنحدر مع أعقاب الذرية في الطالبيين – أبناء عليٍّ والزهراء – مائة سنة وأربعمائة سنة ثم يبرز لك رجل من رجالها فيخيل إليك أن هذا الزمن الطويل لم يبعد قط بين الفرع وأصله في الخصال والعادات .. كأنما هو بعد أيام معدودات لا بعد المئات وراء المئات من السنين ولا تلبث أن تهتف عجبا : إن هذه لصفات عَلَوِيَّةٌ لا شك فيها لأنك تسمع الرجل منهم يتكلم ويجيب من يكلمه وتراه يعمل ويجزي من عمل له فلا تخطئ في كلامه ولا في عمله تلك الشجاعة والصراحة ولا ذلك الذكاء والبلاغ المسكت , ولا تلك اللوازم التي اشتهر بها علىٌّ وآله وتجمعها في كلمتين اثنتين تدلان عليها أوفَي دلالة وهما : ( الفروسية والرياضة ) . طبع صريح ولسان فصيح ومتانة في الأسر يستوي فيها الخلْق والخلُق , ونخوة لا تبالي ما يفوتها من النفع إذا هي استقامت على سنة المروءة والإباء )) .
    كانت هذه لمحة من لمحات الجولة الأولى التي قام بها العقاد حول شخصية الحسين ين علي رضي الله عنه ، ويمكن للقارئ أن يتتبع سير آباء النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية ليرى معالم السيادة ومناقب الجود وليتحقق من قول القائل :
    نسب كأن عليه من شمس الضحى
    نورا ومن فلق الصباح عمودا
    ما فيه إلا سيد من سيد
    حاز المكارم والتقى والجودا .
    وأحب أن أعود إلى آباء الحسين رضي الله عنه لأضيف موضحا ومؤكدا لما سبق من إشارة الأستاذ السريعة إلى أمجاد هذا النسب أن الإمام الشهرستاني في كتابه (( الملل والنحل )) أشار إلى أن فضل النسب الهاشمي لم يكن اعتباطا ولا اجتهادا من رجاله فحسب بل كان هو الامتدادَ الطبيعيَّ لنور النبوة الذي تشعب شعبتين من أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام , فأما الشعبة الأولى فكانت تظهر واضحة أتم الوضوح بظهور الأنبياء من نسل نبي الله إسحاق عليه السلام , وأما الشعبة الثانية فكانت تأتلق من وراء حجاب بكرم الأخلاق وحلو الشمائل في ذرية نبي الله إسماعيل عليه السلام في آباء النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم .
    وقد صَبَّ ذلك كلُّه في أخلاق آل البيت الأطهار فظهر على أفعالهم وأقوالهم ، وكانت هذه إرادة المولى الذي أذهب عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيرا , وكان أوضح ما يكون في شخصية الحسين بن علي رضي الله عنهما على ما سيظهر عند استبيان معالم الجولة الثانية للعقاد .
    لكن قبل الانتقال إليها أودُّ الإلماح إلى أن تأثير العِرْقِ ليس قاعدة مطردة في كل الناس ولا في كل الأجيال ، وحسبك من ذلك أن تتذكر أن ابن نبي الله نوح عليه السلام مات كافرا وأن آزر مات كافرا وأن العالم العابد قد يخرج من ظهر الفاسق , ولله في خلقه شؤون .
    وأما الجولة الثانية وهي التي خاضها العقاد في شخصية الحسين رضي الله عنه فقد أبرز فيها أثر ما ورثه من أخلاق آبائه وأجداده وعاداتهم وتقاليدهم فقد (( تعلم في صباه خير ما يتعلمه أبناء زمنه من فنون العلم والأدب والفروسية )) . وإذا كان الأسلاف من الهاشميين معروفين ببلاغة الخطاب وطلاقة اللسان وفصاحة البيان فقد (( أوتي الحسين ملكة الخطابة من طلاقة لسان , وحسن بيان وغُنَّة صوت , وجمال إيماء , ومن كلامه المُرتجل قولُه في توديع أبي ذر – رضي الله عنه - وقد أخرجه عثمان - رضي الله عنه- من المدينة بعد أن أخرجه معاوية من الشام : (ياعمَّاه ! إن الله قادر على أن يُغيَّرَ ما قد ترى . والله كل يوم في شأن : وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك , وما أغناك عمَّا منعوك وأحوجَهم إلى ما منعتَهم , فاسأل الله الصبر والنصر واستعذ بالله من الجشع والجزع , فإن الصبر من الدين والكرم , وإن الجشع لا يقدم رزقا , والجزع لا يؤخر أجلا ) وكان يومئذ في نحو الثلاثين من عمره فكأنما أودع هذه الكلمات شعار حياته كاملة منذ أدرك الدنيا إلى أن فارقها في مصرع كربلاء )) .
    تدبر أخي الكريم هذه الكلمات الحسينية فسترى أنها إنما أضاءت من مشكاة النبوة لتغير حياة من يؤمن بها وتؤثر في نفسه وأفكاره تأثيرا إيجابيا مسعدا وإنها لتحتاج إلى شروح وشروح .
    وثمة جانب آخر من الجوانب المضيئة وقيمة من القيم التي ضعفت وخفتت في كثير من البيئات الإسلامية الآن , وهي قيمة توقير الكبير واحترامه ، فهي قيمة إن لم تكن دينا فهي من سمات البيوتات الأصيلة , يكشف العقاد عن هذا الجانب في شخصية الحسين رضي الله عنه بقوله :
    (( وقد سنَّ الحسين لمن بعده سُنَّة تليق بالبيت الذي نشأ فيه ووُكِل إليه أن يرعى له حقه ويوجب على الناس مهابته وتوقيره فهو على فضله وذكائه وشجاعته ورجحانه على أخيه الحسن في مناقبَ كثيرةٍ ومآثرَ عدَّةٍ كان يستمع إلى رأي الحسن ولا يسوءه بالمراجعة أو المخالفة . فلما همَّ الحسن بالتسليم لمعاوية كان ذلك على غير رضى من الحسين . فلم يوافقه وأشار عليه بالقتال فغضب الحسن وقال له : والله لقد هممت أن أسجنك في بيت وأُطَيِّنَ عليك بابه حتى أقضي بشأني هذا وأفرغ منه ثم أخرجك . فلم يراجعه الحسين وآثر الطاعة والسكوت )) .
    وكان الحسن رضي الله عنه قد تولَّى الخلافة بعد مقتل الإمام عليٍّ رضي الله عنه ستة أشهر وكادت تكون فتنة عظيمة بينه وبين معاوية بين أبي سفيان تراق فيها دماء المسلمين لولا أن الحسن آثر الزهد في الخلافة حقنا لدماء المسلمين وتحقيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه ( إن ابني هذا سيِّدٌ ولعلَّ الله يصلح به بين فئتين عظيمتين ) .
    كما يشير كاتبنا الكبير إلى بعض السِّمات الحسينية التي تكشف النقاب عن نفس من النفوس السماوية الكبيرة التي تخلصت من أدواء الأنفس الأرضية وتسامت على الحظوظ الدنيوية فمثلا (( لم يذكر عنه - أي الحسين رضي الله عنه – قطُّ أنه كان يواجه الناس بتخطئة وهو يعلمهم ويبصِّرُهم بشئون دينهم .....فمن آدابه وآداب أخيه في ذلك أنهما رأيا أعرابيَّا يخفف الوضوء والصلاة فلم يشاءا أن يجبهاه (يواجهاه) بغلطه وقالا له : نحن شابَّان وأنت شيخ ربما تكون أعلم بأمر الوضوء والصلاة منا ، فنتوضأ , ونصلي عندك , فإن كان عندنا قصور تعلِّمنا فتنبَّه الشيخ إلى غلطه دون أن يأنف من تنبيههما إليه )) .
    وهنا تلحظ أخي الكريم خاصة إذا كنت مشغولا بالدعوة إلى الله مدى الأدب ومقدار الذوق في الأمر بالمعروف عند آل البيت الأطهار , وتلحظ أيضا صورة من صور الداعية وقد تخلَّص من الحظوظ الدنيَّة للنفس الإنسانية فلم يستغل خطأ الآخرين وجهلَهم ليُظهر فضيلةَ نفسِه ومقدارَ علمِه , وتلحظ كيف ركَّز الداعية على هدفه وهو الإرشاد والتصحيح لمن لا يعلم وحسب فلم تكن له حاجة في إحراج الرجل ومواجهته بجهله , وتلحظ أيضا الإخلاص في الإصرار على إفادة الآخرين بالتطبيق العمليِّ للوضوء والصلاة على الطريقة الصحيحة دون اكتفاء بالإرشاد النظري وكان كافيا. فاللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم .
    ويشير الأستاذ العقاد إلى بعض ما أُثِر عن عبادة الحسين رضي الله عنه فذكر أنه (( كانت له صلوات يؤديها غير الصلوات الخمس , وأيام من الشهر يصومها غير أيام رمضان , ولا يفوته الحج عاما إلا لضرورة ))
    كما يشير إلى بعض عاداته وجوده وكرمه فيقول :
    (( أما عاداته في معيشته فكان ملاكها لطفُ الحسِّ وجمالُ الذوقِ والقصدُ (التوسط والتقلل ) في تناول كل مباح . كان يحبُّ الطيب , والبخور ويأنق للزهر والريحان . روى أنس بن مالك أنه كان عنده فدخلت عليه جارية بيدها طاقة من ريحان فحَبَتْه بها فقال لها : أنت حرة لوجه الله تعالى . فسأله أنس متعجبا : جارية تحييك بطاعة ريحان فتعتقها ؟! قال كذا أدَّبنا الله ..قال الله تبارك وتعالى (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) ..وكان أحسنَ منها عتقُها .
    وكان يميل للفكاهة ويأنس في أوقات راحته لأحاديث أشعب وأضاحيكه ولكنه على شيوع الترف في عصره لم يكن يقارب منه إلا ما كان يجمل بمثله .. حتى تحدث المتحدثون أنه كان لا يعرف رائحة الشراب )) .
    وبعد...
    فلا يوجد على ظهر الأرض مسلم يصلي فلا يقول في صلاته :( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ) , والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة على آله الأطهار هي دعاء ورجاء إلى الله تعالى بعلو المقام وسمو المنزلة وتتابع الرحمات .
    فهل تذكرت أخي المسلم لماذا فرض الله تعالى عليك أن تصلي في صلاتك على آل النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهل تساءلت لماذا ارتفعوا إلى هذا المقام المنيف ؟ هل كان ذلك للقرابة ووشيجة الرحم التي تربطهم به صلى الله عليه وسلم فقط؟
    كلا , فرابطة الدم في ميزان الله تعالى لا تغني شيئا ما لم تتحلى بقوة اليقين ورسوخ الإيمان , وجمال الأفعال , وطيب السريرة , وحسن السيرة , وقديما أهلك الله تعالى ابن نبيه نوح عليه السلام لإصرار هذا الابن العاق على الكفر , وفي الرسالة الخاتمة بيَّن الله تعالى في القرآن الكريم أن يدي أبي لهب – عم النبي صلى الله عليه وسلم – قد تبَّتا , وأنه قد تبَّئ وهلك وخسر. كل ذلك مع قرابته العصبية للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن أبا لهب أصر على الكفر .
    إذن فتكريم الله تعالى لآل بيت النبي صلى الله عليه وأمره تعالى لنا بالصلاة عليهم في صلواتنا ليس فقط بسبب قرابتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكنه بسبب شيء آخر هو : أعمالهم الصالحة وقربهم من الله تعالى , وكونهم مُثُلا عليا ونجوما يهتدي بها المجدون في السير إلى الله تعالى والعاملين في رضاه .
    والذي ينقب عن سيرهم – عليهم صلاة الله وسلامه – ويبحث عنها يوقن أن إرادة المولى جل وعلا قضت ألا ينقطع نور النبوة من الدنيا بعد أن لحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى , هذا النور الحي إلى جانب نور القرآن الكريم ونور السنة المحمدية , وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف هذين الخطين المتوازيين النيِّرين اللذين يضيئان طريق السائرين إلى الله فأولهما نور الكتاب بشريعته وآدابه والنور الآخر هو النور الحي المتمثل في التطبيق العملي لهدى القرآن في آل البيت الكرام , ولم لا ؟ ألم يكن القرآنُ خلقَ جدِّهم صلى الله عليه وسلم ؟ أليسوا هم ورثة هذا النور ؟.
    عن جابر بن عبد الله قال : ((رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي )) سنن الترمذي ج5 ص 622تحقيق الشيخ شاكر والألباني . قال الألباني : حديث صحيح .
    ولا يخفى على أولي الألباب أن حب آل البيت رضي الله عنهم حبا حقيقا يقوم على أمرين :
    الأمر الأول : العلم أعني العلم بأسمائهم وأنسابهم وسيرهم وأفعالهم وآدابهم وأخلاقهم , وادعاء الحب مع الجهل بأحوال المحبوب أمر أشك فيه .
    الأمر الثاني : الاقتداء بهم اقتداء عمليا يظهر أثره في السلوك والتصرفات وفي علاقة المسلم بربه وحسن التعبد له والورع عن محارمه وما فيه شبهة , وكذلك علاقة المسلم بالناس من حوله وخاصة قرابته وذوي رحمه .
    أما أن يتمثل الحب في الطواف بقبورهم طواف الحجيج بالكعبة وفي مناداتهم للاستغاثة بهم ولتصريف الأحوال ولتفريج الكربات وادعاء أنهم وسطاء بين الله وخلقه فهذا ما لا يرضى عنه آل البيت رضي الله عنهم لو كانوا أحياء بين أظهرنا .
    عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بني عبد مناف , يا بني عبد المطلب , يا فاطمة بنت محمد , يا صفية عمة رسول الله : اشتروا أنفسكم من الله .لا أغني عنكم من الله شيئا . سلوني من مالي ما شئتم , واعلموا أن أول آت يوم القيامة المتقون فإن تكونوا يوم القيامة مع قرابتكم فذاك وإياي لا يأتون الناس بالأعمال وتأتون بالدنيا تحملونها على أعناقكم فأصُدَّ وجهي عنكم فتقولون يا محمد فأقول هكذا يصرف وجهه , فتقولون يا محمد فأقول هكذا وصرف وجهه إلى الشق الآخر )) .


  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    20/01/2013
    المشاركات
    111
    معدل تقييم المستوى
    12

    افتراضي رد: سيدنا الحسين رضي الله عنه في مرآة العقَّاد .

    أخي في الله الأديب المتميز فؤاد عزام المحترم
    رحم الله العقاد على قدر نواياك بالمحبة لسيرته وأعماله .فالنيه سابقة العمل وبراعم الثمر وحصيد زرع البذرة التي تبذرها وتقول
    أنا العازق وربي الرازق
    ما قصرت حين كتبت عن مسلم قال .أني أخجل ان أبلغ من العمر عقدين ولم أقرأ عن الحسين حفيد رسول الله (ص) وأني اخجل من دمعة أمي وفي الحب كان يخجل البدر ما اروع العقاد وأكبر فضله وتواضع نفسه حين يقول
    حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الانسان الواحد، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب.
    فكرتك أنت فكرة واحدة .. شعورك أنت شعور واحد .. خيالك أنت خيال فرد إذا قصرته عليك .. ولكنك إذا لاقيت بفكرتك فكرة أخرى، أو لاقيت بشعورك شعوراً آخر، أو لاقيت بخيالك خيال غيرك .. فليس قصارى الأمر أن الفكرة تصبح فكرتين، أو أن الشعور يصبح شعورين، أو أن الخيال يصبح خيالين .. كلا .. وإنما تصبح الفكرة بهذا التلاقي مئات من الفكر في القوة والعمق والامتداد. لا أحب الكتب لأنني زاهد في الحياة .. ولكنني أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني .. ومهما يأكل الانسان فإنه لن يأكل بأكثر من معدة واحدة، ومهما يلبس فإنه لن يلبس على غير جسد واحد، ومهما يتنقل في البلاد فإنه لن يستطيع أن يحل في مكانين. ولكنه بزاد الفكر والشعور والخيال يستطيع أن يجمع الحيوات في عمر واحد، ويستطيع أن يضاعف فكره وشعوره وخياله كما يتضاعف الشعور بالحب المتبادل، وتتضاعف الصورة بين مرآتين”
    أشكر لك جهودك وتقبل مني جزيل الإحترام


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد عزام
    تاريخ التسجيل
    15/08/2009
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: سيدنا الحسين رضي الله عنه في مرآة العقَّاد .

    أستاذي الأديب الفاضل / غسان عبدو مسعود
    بكل قلبي أشكرك على إضافتك الرائعة الثرية الجديرة بالنسخ والحفظ .
    أستاذي الفاضل , في زماننا هذا زمان العجائب يتعرض ذلك الجبل الشامخ الأستاذ العقاد لريح فيها ما يحسبه مثيروها عذاب أليم , يزعمون أن العقاد كان عميلا للفكر الغربي , وأن كتابه عن عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم إنكار لها , ويطعنون في دينه وخلقه إلى حد يستوجب إقامة حد الله عليهم , ومن دواعي الغيظ أنهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    تقبل فائق احترامي .


  4. #4
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: سيدنا الحسين رضي الله عنه في مرآة العقَّاد .

    أخي العزيز فؤاد عزام .. نضر الله وجهك وجمعك الله بمن أحببت من آل البيت الأطهار ونحن أجدر بهم وأحق بحبهم والتحسر على مصيرهم بسبب خذلان من يتباكون عليهم .. فحبهم يمتزج بدمائنا ويسكن شغاف قلوبنا لأنه حب في ذات الله وابتغاء مرضاته .. بعيدا عن التصنيم وإخراج أهل البيت من طبيعهم البشرية إلى التأليه والتنزيه على الرغم من علوّ مقامهم ورفعة قدرهم ونزوعهم إلى المثال ..

    لقد قرأت الكتاب قبل نحو عشرين عامًا وقرأت تلك الملحمة التي دارت رحاها في كربلاء حين قاتل الحسين مع خمسة وسبعين نفرًا من آل البيت والأنصار الذين آثروا الشهادة على النكوص .. كانت ملحمة مؤلمة قرأتها بقلبي وكنت أبكي حسرة على الحسين رضي الله عنه .. لقد صورها العقاد تصويرً ملحميّا حيًّا كما لو كانت مشهدا ماثلا أمامك .. مشهد يبلغ من النفس كل مبلغ .. رحم الله الحسين وجازى الله من خذلوه بسوء فعالهم .. رحم الله العقاد وجزاه الله خيرا .. وجزاك الله خيرا أخي المفضال على هذا العرض ..

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد عزام
    تاريخ التسجيل
    15/08/2009
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: سيدنا الحسين رضي الله عنه في مرآة العقَّاد .

    ((ونحن أجدر بهم وأحق بحبهم والتحسر على مصيرهم بسبب خذلان من يتباكون عليهم .. فحبهم يمتزج بدمائنا ويسكن شغاف قلوبنا لأنه حب في ذات الله وابتغاء مرضاته .. بعيدا عن التصنيم وإخراج أهل البيت من طبيعهم البشرية إلى التأليه والتنزيه على الرغم من علوّ مقامهم ورفعة قدرهم ونزوعهم إلى المثال .. ))
    أصبت المفصل أستاذي الكريم , ليت الذين يعانون فقدان اتزانهم اليوم يفقهون ذلك ....شاء الله أن أخطب الجمعة يوما عن سيدنا الحسين رضي الله عنه , وبعد الخطبة لا حظت أن أخا سلفيا غير مستريح لما سمع ..سألته لماذا ؟ قال هذه الخطبة قد تفتح بابا للتشيع عند بعض الناس !!!
    لقد فقد البعض اتزانهم الفكري حتى حسبوا أن مجرد الحديث عن آل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم يعد منفذا للتشيع , ومدخلا للبدع الشيعية المنكرة في تدين أهل السنة . والحق أننا أولى بآل البيت الأطهار من هؤلاء فقد تجذرت في قلوبنا الحجة وأشرقت في عقولنا أنوار المحجة , ونعوذ بالله من الخذلان .


  6. #6
    كاتب وناشط سياسي الصورة الرمزية نايف ذوابه
    تاريخ التسجيل
    04/05/2007
    المشاركات
    2,434
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: سيدنا الحسين رضي الله عنه في مرآة العقَّاد .

    أخي العزيز فؤاد .. الإخوة السلفيون يأخذون بمذهب سد الذرائع في مثل هذه الأمور كما يبدو، وهذا أمر يجانبه الصواب .. وهم ليسوا على صعيد واحد .. فالوعي هو صمام الأمان وليس إغلاق النوافذ في وجه الموضوعات التي يختلف فيها الرأي والفهم .. هؤلاء الذين يدعون حبّ الحسين وتقديسه والذهاب مذهبًا مغاليًا في حبه هم الذين خذلوه .. ولو أرادوا أن يعبروا ببلاغة عن حبهم له لما دخلوا هذا النفق المظلم الذي يذهب إلى تصنيمه والدخول في مداخل الوثنية .. التأليه والتصنيم .. والممارسات التي تحصل في يوم عاشوراء وغيره من المناسبات ليست من حب الحسين وآل البيت في شيء .. فضلا عن النهج الطائفي الذي ساق الشيعة لمعاداة من يفترض بأنهم إخوانهم وطبعًا اللوم كل اللوم على قادتهم السياسيين وملاليهم وآياتهم ..

    هذا مقال للأخ الفاضل الدكتور عبد الوهاب الطريري: الإمام الحسين في قلوبنا وهو يعبر عن حب صادق بريء من كل ادعاء أو مغالاة وهو وجهة نظر المسلمين عامة ..



    الإمام الحسين في قلوبنا

    د. عبد الوهاب الطريري


    نعرف عن سيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنه وأرضاه- أنه سبط رسول الله وريحانته من الدنيا، وأشبه الناس به، وكان فمه الطيب مهوى شفتي رسول الله، وأنه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة، وأنه ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، والذي حبه إيمان وبغضه نفاق، وأنه ابن البتول المطهرة سيدة نساء العالمين، والبضعة النبوية فاطمة الزهراء، وأنه من خير آل بيت نبينا الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا، وقال فيهم نبينا يوم غدير خم: "أذكركم الله في أهل بيتي".

    فهو سيدنا وابن نبينا، نحبه ونتولاه، ونعتقد أن حبه -رضي الله عنه وعن أبيه- من أوثق عُرا الإيمان، وأعظم ما يتقرب به إلى الرحمن، مصداقًا لقول جده: "المرء مع من أحب". وأنه من أحبه فقد أحب النبي، ومن أبغضه فقد أبغض النبي ، ونقول عنه وعن أبيه وجده ما قاله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب له: "وهل أنبت الشعر على رءوسنا إلا الله ثم أنتم".

    ونعتقد أنه قتل مظلومًا مبغيًّا عليه، فنبرأ إلى الله من كل فاجر شقي قاتله أو أعان على قتله أو رضي به، ونعتقد أن ما أصابه فمن كرامة الله له، وأنه رفعة لقدره، وإعلاء لمنـزلته رضي الله عنه، مصداقًا لقول جده : "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل". فبلغه الله بهذا البلاء منازل الشهداء، وألحقه بالسابقين من أهل بيته الذين ابتلوا بأصناف البلاء في أول الدعوة النبوية فصبروا، وهكذا الإمام الحسين ابتلى بعد وصبر، فأتم الله عليه نعمته بالشهادة؛ لأن عند الله في دار كرامته من المنازل العلية ما لا ينالها إلا أهل البلاء والصبر فكان الإمام الحسين منهم.

    ونعلم أن المسلمين لم يصابوا منذ استشهاد الحسين إلى اليوم بمصيبة أعظم منها، ونقول كلما ذكرنا مصيبتنا في الإمام أبي عبد الله ما أخبرت به السيدة الطاهرة فاطمة بنت الحسين -وكانت شهدت مصرع أبيها- عن أبيها الحسين عن جده أنه قال: "ما من رجل يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته وإن قدمت فيحدث لها استرجاعًا إلا أعطاه الله من الأجر مثل أجره يوم أصيب". فنقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون" رجاء أن نكون ممن قال الله فيهم: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155- 157].

    ومع ذلك فلا نتجاوز في حبنا له حدود ما حدَّه لنا جده الذي قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله".

    فلا نعظمه بأنواع التعظيم التي لا تصرف إلا لله كالدعاء والاستغاثة، ولا نشرك بنبينا وآله كما أشركت النصارى بعيسى بن مريم وأمه حيث جعلوهما في مرتبة الألوهية. ولا نجعل له ولا لغيره من آل البيت الطيبين ما هو من خصائص المرسلين كالعصمة والتشريع، بل هم -رضوان الله عليهم- أصدق المبلغين عن رسول الله وأعظم المتبعين لهداه، ونعلم أنهم بشر من البشر، ولكنهم أفضلهم مكانة وأعلاهم قدرًا، ومع ذلك فلم يتكلوا على قرابتهم من رسول الله ، ولكن كانوا أعظم اتّباعًا لدينه وقيامًا بشريعته، كما قال الإمام زين العابدين وقرة عين الإسلام علي بن الحسين -رضي الله عنه وعن آبائه-: "إني لأرجو أن يعطي الله للمحسن منا أجرين، وأخاف أن يجعل على المسيء منا وزرين".

    كما أننا لا نعصي جده، الذي نهانا عن النياحة وعن ضرب الخدود وشق الجيوب، وأخبرنا أن هذا من عمل أهل الجاهلية، وقد استشهد عمه حمزة ومُثِّل بجثمانه ولم يُصَب النبي بعده بمثل مصيبته فيه، ومع ذلك لم يجعل يوم استشهاده مناحة وحزنًا، ولم يفعل ذلك عليٌّ رضي الله عنه في يوم وفاة النبي، ولم يفعل ذلك الحسن والحسين في يوم استشهاد أبيهما، وكذلك نحن لا نجعل يوم استشهاد الحسين يوم نياحة ولطم اقتداء بهذا الهدي النبوي الذي تتابع عليه عمل الإمام علي وابنيه الحسن والحسين، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].

    وأما يوم عاشوراء فهو يوم أنجى الله فيه موسى وقومه فصامه نبينا محمد شكرًا لله فنحن نصومه اقتداءً بنبينا في ذلك، وهو يوم استشهد فيه ابن نبينا الحسين بن علي رضي الله عنه، فنحن نصبر ونحتسب عند الله مصابنا فيه، فاجتمع لنا أهل الإسلام في هذا اليوم مقام الشكر؛ لأنه اليوم الذي أنجى الله فيه موسى، ومقام الصبر لأنه اليوم الذي أصبنا فيه باستشهاد ابن نبينا. كما اجتمع في يوم السابع عشر من رمضان يوم الفرقان ببدر، واستشهاد أمير المؤمنين علي . وفي يوم الاثنين من ربيع الأول مولد النبي ويوم وفاته. فيكون المقام مقام شكر ومقام صبر، فنصوم شكرًا لله بنجاة نبي الله موسى اقتداء برسول الله، ونحتسب عند الله ابن نبينا ونسترجع لما أصابنا فيه ونقول كما قال أولو البشرى من الصابرين: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

    وفي الختام فإني أرى في سؤالك بحثًا عن الحق وتتبعًا له فاعتبر -وفقك الله- بالإمام العبقري علي بن أبي طالب الذي كان في سن الفتوة واليفاع، ومع ذلك تخلى عما كان عليه أهل الجاهلية، واتبع هدى الله ونوره المنـزل على محمد مع قلة الأتباع، وضعف أهل الحق، وقلة الناصر والمعين، وكانت فتوته وشبابه -بل حياته كلها مع رسول الله وبعده- آيةً في الثبات على الحق والدفاع عنه.

    واعلم -وفقك الله- أن العمر أقصر من أن يضيع في الحيرة والتردّد، فليبحث كل منا عن الحق جهده، ويستغيث بالله ويدعوه ويلح عليه أن يهديه لما اختلف فيه من الحق بإذنه، وأن يدله على طريق مرضاته، وأن يسلك به صراطه المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

    ولنعلم جميعًا أنه ما لم تدركنا رحمة من الله يهدي بها قلوبنا، فإنا سنظل في حيرة وضلال {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه} [الأنعام: 88].

    اللهم إنا نسألك بحبنا لنبيك وآله وذريته أن تسلك بنا طريقهم، وأن تحشرنا في زمرتهم، وأن تجعلنا ممن اتبعهم بإحسان.

    ما زلتُ أبحثُ في وجوه النّاس عن بعضِ الرّجالْ

    عــن عصـبـةٍ يقـفـون في الأزَمَات كالشّــمِّ الجـبالْ

    فــإذا تكلّـمتِ الشــفـاهُ سـمـعْــتَ مــيـزانَ المـقــالْ

    وإذا تـحركـتِ الـرّجـالُ رأيــتَ أفــعــــالَ الـرّجــالْ

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •