السلام عليكم : شاركت في تحقيق صحفي تحت عنوان

" تصدير الخطاب الدعوي لدول الربيع العربي... ترف فكري أم دعوة عالمية إنسانية؟! "

نشر في صحفية المدينة السعودية " ملحق الرسالة " في عدد اليوم الجمعة 1-3 - 2013


------------------------------------------

تصدير الخطاب الدعوي لدول الربيع العربي... ترف فكري أم دعوة عالمية إنسانية؟!

فتح بابًا للجدل الكبير بين النخب الفكرية والسياسية.. والـ .. تسأل:


مصطفى أبو عمشة - جدة

الجمعة 01/03/2013



تعدّ ظاهرة تصدير الخطاب الدعوي إلى دول الربيع العربي إحدى الظواهر الملموسة في الفترة الأخيرة والتي باتت منتشرة بشكل كبير خصوصًا بعد ربيع الثورات العربية، ولا أدل على ذلك من زيارة داعيتين إلى مصر قبل مدة، والتي فتحت باب جدل كبيرا بين النخب الفكرية والسياسية كمحاولة تصدير خطاب دعوي للدول المجاورة وعلى رأسها دول الربيع العربي، فبدل التركيز على قاعدة "الأقربون أولى بالمعروف" نراهم يحاولون تصدير خطابهم للدول المجاورة وعلى رأسها دول الربيع العربي، فلماذا هذه الحالة وكيف ينظر إليها، وهل دول الربيع العربي بحاجة إلى الخطب وكلمات المدح أم لمن يرسل لها طوق النجاة وحبل المساعدة لينقذها من أزماتها وقيودها السياسية والاقتصادية، حيث اعتبر البعض أنّ زيارة العريفي الأخيرة لمصر قد أسرف فيها بلغة المدح وبالكلمات المعسولة التي أفاض فيها على مصر، وعلى حدّ تعبيرهم بدل من تقديم خطاب نقدي بناء يسهم في تقديم الحلول والمساعدة في الحل وبالذات مشكلة التعليم ومكافحة الأمية بالدرجة الأولى في دول الربيع العربي، في حين نرى بعض الدعاة يكتفي بلغة المدح والدعوة إلى المعاني والقيم النبيلة، ولا يعطي ويقدم الحلول العملية والواقعية لتلك البلدان، كل هذه التساؤلات تمّ طرحها في ظل التحقيق التالي..

لملمة الشمل


أما الكاتب والمستشار الإعلامي أ. أحمد مليجي فإنّه يعتقد أنّ رسالة الدعاة والمشايخ لا تقتصر على القاء الضوء على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها بلاده ولعل ديننا الإسلامي يبرهن لنا على ذلك وعلى الجانب الآخر المشايخ وعلماء الدين بطبيعة الحال يتأثرون بقضايا المسلمين أيًا كان موقعهم بحكم ايمانهم القوي بالله وبدراساتهم المتأنية لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك انشغالهم بالقضية الفلسطينية ومتابعتهم لما يجري على أرض فلسطين من انتهاكات اليهود والاعتداءات المتتالية عليهم ودول الربيع العربي تمرّ هذه الأيام بأزمة أخلاق حقيقية بعد الانفلات الأمني والاعلامي الذي نراه حاليًا والذي أعقبه تباعد في وجهات النظر وهناك من يتصيد لهذا الأمر لإحداث فوضى وتمزق لهذه البلاد ومن هنا كان واجب المشايخ والدعاة في القاء رسائلهم لملمة الشمل والتذكير بحضارة بلادهم وبقيمة وعظمة الحوار في الخروج من أي أزمة.
وعن زيارة الداعية محمد العريفي الأخيرة لمصر ورؤية البعض في أنّه قد أغدق فيها بلغة المدح والكلمات المعسولة التي أفاض فيها على مصر، يردّ مليجي قائلًا: "للكلمة الطيبة مفعول السحر في تهدئة النفوس وفي نبذ الفتن وزرع الأمل والحب بين الناس خاصة إذا جاءت من مشايخ محايدين لا يبغون إلاّ وجه الله والذي يحدث في بلاد الربيع العربي حاليًا هو أزمة حوار وأزمة كلمة خاصة بعد الفراغ السياسي الذي تعيشه هذه البلدان هذه الأيام، حيث خلق نوعًا من انقسام داخلي لهذه الشعوب بسبب التحريض الذي نشاهده من بعض وسائل الإعلام التي لا تريد الاستقرار لهذه الشعوب"، مضيفًا أنّ هذه الشعوب لديها من المساعدات المادية ما يكفي لسداد ديونهم ولنهضة بلادهم إذا استغلت ثرواتهم بخطط مدروسة في التنمية وتمّ القضاء على الفساد الإداري الذي خلفته الانظمة السابقة فهذه الشعوب لا تحتاج إلى مساعدات مادية بقدر ما هي في حاجة ماسة إلى الاستقرار وإلى الأمن وإلى تضامن كل فئات مجتمعاتها من أجل الخروج من هذه الأزمات.
ويتابع مليجي: "فضيلة الشيخ محمد العريفي أراد من زيارته إلى مصر ومن الخطبة التي القاها من قبل في مكة المكرمة عن فضائل مصر وشعبها أن يشعر المصريين بقيمة وطنهم وقيمة ما هم عليه من تاريخ وحضارة عريقة، وكان المقصود من هذه الزيارة تهدئة الناس ودعوتهم إلى نبذ خلافاتهم من أجل الحفاظ على وحدة هذه البلاد واستقرارها"، منبهًا على أنّ هذه الزيارة كانت إيجابية للغاية، لأنّ الحالة التي عليها الشعب المصري حاليًا تحتاج إلى هذه الدعوات وإلى مثل هذه الخطب البناءة التي تدعو إلى وحدة الصف وإلى التراحم والعودة عند الأزمات إلى لغة الحوار، والتصدي لكل من يحرض على الفتن وإثارة الفوضى في البلاد، مشيرًا إلى أنّ تقديم المساعدات والحلول العملية للمشكلات الاساسية التي تعاني منها دول الربيع العربي، متوقفة بجميعها على استقرار وأمن هذه البلاد، وحينما تنتهي موجة الاضطرابات والتظاهرات ويعود الأمن في ربوعها وتستقر الأوضاع ستنمو هذه البلدان وتستثمر ثرواتها بشكل يحقق طموحات شعوبها في الرخاء والازدهار.
وعن التواصل الدعوي والخيري بين المؤسسات الدعوية والخيرية داخل السعودية وخارجها خاصة في دول الربيع العربي وأثر التفاعل والتواصل بين التيارات المتشابهة داخل السعودية وخارجها، يؤكدّ مليجي أنّ المؤسسات الدعوية والخيرية داخل السعودية وخارجها تقوم بنشر الدعوة والخير في الأمة الإسلامية، فهناك بالفعل حرص دائم من الكثير من المؤسسات والهيئات الدعوية والخيرية على مساعدة الفقراء والمحتاجين في كل مكان، ودعوتها إلى الإسلام والعمل الصالح بالنصح والارشاد، وقد قامت هذه المؤسسات خاصة السعودية منها بدور عظيم في التخفيف من أعباء شعوب دول الربيع العربي المعيشية فأرسلت الكثير من امدادات قوافل الاغاثة لهم كالطبية والغذائية وغيرها وقدمت لهم التبرعات المادية والمساعدات الانسانية لإعانتهم على الخروج من أزماتهم، مشيرًا إلى أنّ التفاعل والتواصل بين التيارات الاسلامية المتشابهة إذا كان من خلال مرجعية واحدة وهي مرجعية الكتاب والسنة، كما يفعل التيار السلفي مثلًا، فإنّ له أثر إيجابي على الأمة الإسلامية، ويساهم كثيرًا في نشر الدعوة الإسلامية بصورتها الصحيحة، متمنيًا أن يستمر هذا التفاعل والتواصل بهذا المنهج لكي نصل إلى رؤية حضارية إسلامية واضحة تقود الإسلام إلى التنوير والاعمار والبناء والحوار الهادف والوسطية، والعمل على محاربة الظلم والجهل والتطرف الفكري بكل أشكاله.

لمتابعة ما جاء في التحقيق الصحفي بالكامل إلى حضراكم
رابط الموضوع في الموقع الالكتروني للصحفية


http://www.al-madina.com/node/436842...9F.html/risala