يا شام أيتها الأصيلة الجميلة بكل ما فيك .. ماذا عساي أن أقول في ذكرى ثورتك في عامها الثاني .. ماذا عسى بليغ الكلام أن يوفي ثورة روت أرض الشام المباركة بالدم وعطرت ذراتها حتى لم تخل بقعة في أرض الشام أو ذرة إلا وقد ارتوت من دم شهيد بطل .. شهيد أسد أعاد للشام بهاءها وعنفوان تاريخها المعبد بالعز والمجد .. يا شام ملأت دنيانا عزًّا وفخرا وسنا .. أعدت لنا الشموخ والاعتبار لإنسانيتنا التي أهدرها الطغاة .. أيقنا بأننا نستطيع بأننا أمة ولسنا أمساخا كما أراد لنا الطغاة .. أيقنا بأن النصر يمكن أن يولد من رحم ثورة أشعلها الأطفال وصدعت بها حناجر شقائق الرجال .. حرية حرية .. وأما الرجال فخاضوا معمعانها بكل ما يليق باحفاد خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي .. فكانت درعا ثم حمص ثم حماة وإدلب .. لتبدد الثورة من سماء الشام الغيوم السوداء والتاريخ الذي كتب بمداد الظلم لتسطع الشمس من جديد في أرض الشام وليكتب تاريخ الشام بدم الشهادة الزكي ..
صباح الخير يا شام في ذكرى ثورتك الثانية .. على طريق النصر نسير وعلى بركة الله نمضي
لن نخون دماء شهدائنا .. ولن نتراجع عن حقنا في الحياة الكريمة ولن نتراجع عن مستقبل مشرق نستشرفه بتضحيات أبهرت العالم وجعلت من ثورة الشام أعظم ثورة شهدها العصر .. إنها ثورة أمة .. ثورة من أجل الحرية .. من أجل أن يملك الناس خيارهم .. كما خلقهم الله أحرارا .. وقد اختارت الشام أن تكون رايتها لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن يكون قائدها إلى الأبد محمد صلى الله عليه وسلم وهذا صمام أمانها والآخذ بها بإذن الله إلى طريق النصر .. إلى مرافئ الأمان والسلامة .. وليس مرفأ أعظم أمنًا وسلامًا من الإسلام العظيم لأنه تسليم بأن الله خالقنا ورازقنا ومدبر أمورنا وهو الأرحم بنا وقد قست قلوب البشر وهو راعينا وقد افتقدنا الراعي الأمين ..
صباح الخير يا شام ..
الصفحة مفتوحة لكل من يعيش مع الشام أيامها ولياليها وتضحياتها .. لكل من يخالط حروفه شعور نبيل بعظمة هذه الثورة وعظمة ثوارها .. لمن يلتهب وجدانه مع كل شهيد يسقط مع كل حرمة تنتهك .. لكل من يريد أن يسطر وثيقة يؤكد فيها أن الشام لم تغب عن وحي إبداعه ولا عن شجونه وشؤونه ودقات قلبه ونبض يومه ..
كتبت ولخطأ حذفت الكتابة في المرة الأولى ..
أعرف أن الكتابة مسؤولية وهي أمانة .. وهي أيضا سمو عن كل المشاعر التي تذكرنا بالتهميش واغتيال الإنسان .. كسرنا حاجز الخوف ولم نعد نحسب للرصاص حسابا .. والكلمة أقوى من الرصاص .. لن يفاجئني كثيرا قلة الرواد .. لأنني أعرف أنا هناك أناسًا قد فقدوا صبرهم أو تسلل اليأس إلى قلوبهم .. نحن لا نيأس ولا نستسلم لسياط الطغاة وتهديداتهم لأننا بمعية الله ..
المفضلات