لن اعاندك يا أمي ..!

" قصة قصيرة للأطفال "


عمرو ولد شقي و عنيد ، لكنه طيب القلب مثل والديه ، كلما حان موعد ارتدائه ملابسه يعاند أمه ، ويجادلها كثيراً ، بل ويصر على اختيار ملابسه بنفسه بما فيها الضيقة والقديمة كان يصر على اختيارها كذلك ، و يبدو بعناده أكثر اصراراً على ارتداء قميصه الأزرق الذي كان يرغب في ارتدائه كل يوم ، و لا يقبل أي قميص غيره حتى لو كان أجمل منه ، في صباح يوم الجمعة صرخ قميصه الأزرق في وجهه وقال له : " أرحمني يا عمرو حتى في يوم أجازتك تريدني .. تريد ان تلبسني ؟؟ ألم تزهق مني ؟! في داخل دولابك قمصان كثيرة غيري ..ألوانها زاهية و جميلة وعلى مقاسك " وأنت أصبحت بديناً ، و كاتماً على نفسي .. !!
ارحمني يا أخي وألبس قميصاً غيري ؟!! " لم يهتم عمرو بصرخات قميصه ومضى في ارتدائه ، وأثناء خروجه من باب منزله ، اشتبك مسمار غليظ في قميصه فمزق قطعة كبيرة منه ، عاد عمرو مسرعاً إلى أمه وهو يبكي .. حضنته أمه بعطفها و حنانها ثم أحضرت له قميصاً آخر بديلاً عنه ، وعندما نظر عمرو في المرآة علم أن أمه كانت محقة في اختيارها ، و أن هذا القميص الذي كان يرفضه باستمرار أفضل بكثير من القميص الأزرق الذي كان يصر على ارتدائه كل يوم .. ابتسم عمرو ابتسامة بريئة و قال لأمه في خجل : لن اعاندك مرة آخرى يا أمي ..

أحمد محمد مليجي

17 - 3 - 2013