﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أمّة وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾
وكذلك جعلناكم أمة وسطًا.. الوسط هو العدْل وهو صنْو الخيريّة ولا علاقة له بالتطرّف والاعتدال والتّسوية بين المتناقضات والحلّ الوسط الذي قامت على أساسه العلمانيّة(فصل الدين عن الحياة وفصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة.. فلم تنكره ولم تعترف به وجعلته شأنًا فرديًّا).
إن هناك من جرّد هذا المصطلح القرآني من معناه المقصود به وهو أن أمة الإسلام أمة عدل والعدالة من مستلزمات الشهادة حتى تكون فعلا شاهدة على الناس ويكون الرسول صلى الله عليه وسلم عليها شهيدا .. لقد جرى تلبيس هذا المعنى (الأمة الوسط) ومحاولة جره إلى معنى الاعتدال بين التدين الذي وصموه بالتشدد وبين العلمانية .. فأصبح من الاعتدال القبول بالأمر الواقع ومسايرته بقبول الربا والقبول بالديموقراطية التي تجعل التشريع للبشر وتحاد الله وتشرك به .. لأن الدين والشرع يرى أن الربا حرام والزنا حرام والسرقة حرام .. فيما الديموقراطية التي جعلت التشريع للبشر رأت أن الربا حلال للضرورة أو إن كان يسيرا .. الزنا في شرع الله حرام لكنه قبلت بغير شرع الله فجعلته حلالا بالتراضي أو قبلت بغير الجلد لغير المحصن و بغير الرجم للمحصن.. وعدت قطع اليد همجية وبربرية واكتفت بسجن السارق متعدية على الوحي الذي هو حكم الله فيها .. وهكذا ذهب المسلمون وذهب العالم ضحايا لهذا التفكير وعاش المسلمون في ضنك بإعراضهم عن ذكر الله وعاش العالم في جحيم الرأسمالية وديمواقرطية الغرب يهيم على وجهه يبحث عن حل لما يعيشه من فوضى في حياته وغياب للسكن والأمن الاجتماعي وقلق للفطرة التي لا تطمئن إلا بما حكم به خالقها الذي شرع لها ما يصلحها وما فيه سعادتها ..
[فالوسط من ناحية لغويّة يعني العدّل، والخير، والخيار، والأفضل، والأجود، والأشرف، قال صاحب لسان العرب: «أوسط الشيء أفضله وخياره وأعدله»، وقيل: «وسط المرعى خير من طرفيه» وقال ابن كثير: «الوسط الخيار الأجود»، كما يُقال: «قريش أوسط العرب نسبًا ودارًا»، أي خيرها، ويقال: «كان محمد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسطًا في قومه»، أي أشرفهم نسبًا].
المفضلات