هكذا فضح الطاهر وطار البحث الأكاديمي بالجزائر.
حسين فيلالي
يلاحظ المهتم بالنقد الأدبي، أن البحث في السرديات في السنوات الأخيرة، يكاد يأتي على رأس قائمة الملتقيات، والندوات الوطنية،إذ لا تكاد تخلو جامعة، أو مركز جامعي بالجزائر من ملتقى،أو ندوة ،أو يوم دراسي حول السرديات.
فما أن يعلن عن ندوة، أو ملتقى في السرديات حتى تتهاطل طلبات المشاركة، فتجعل المنظمين في حرج انتقاء عدد المشاركين .
و يذهب البعض إلى أن هذه الظاهرة تبشر بخير، وتبين عن فائض البحث الأكاديمي بجامعاتنا، وهي خير رد على من يشكك في تطور البحث الأكاديمي بجامعاتنا.
ويذهب البعض الآخر إلى أنها ظاهرة مرضية،وأن الكثير مما يقدم في الملتقيات، والندوات، لا يعدو أن يكون مجرد كلام مكرور ، أو هو من باب التلاص كما يسميه بعض النقاد(على وزن التناص).
ولم أكن من مؤيدي الرأي الثاني قبل طبع كتاب هكذا تكلم الطاهر وطار- مقامات نقدية وحوارات مختارة بل كنت أدرجه في باب الحسد.
لقد تشرفت بأن كنت من بين كتاب المقام النقدي الأول، وسعدت لما أهداني الدكتور مزيان عبد الرحمن نسخة من الإصدار، فانكببت على قراءة الجزء الأول بشغف ،وكنت كلما قرأت بعض بحوث الكتاب أحسست أن بعض فقراتها ليست جديدة علي ، ثم ما لبثت أن قلت في نفسي لعل قرين الولي الطاهر قد لبس - بتشديد الباء وفتحها- علي الأمر، فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم من الولي الطاهر، ومن بلارة .أعدت القراءة، فتجلت بلارة من جديد، وهي تجر ثوبها الأبيض، وتصعد المقام الزكي، ولما استوت على السطح، ألقت بمجموعة من البحوث الأكاديمية، التي نشرت تحت عنوان: هكذا تكلم الطاهر وطار، جمع واختيار وإعداد،وتقديم الأستاذ الدكتور علي ملاحي، فكان فيها افتضاح السر ،سر، سرقات بعض الدكاترة الباحثين في السرد، عفوا العابثين بالسرد،و بالأمانة العلمية.