الزواج المؤقت
من كتاب
عودة الطائفية في العراق
تأليف
الدكتور عبدالرزاق محمد جعفر
استاذ جامعة بغداد والفاتح وصفاقس / ســابقا

منشورات دار الكتاب الجامعي/ العين /الأمارات العربية

اهتم الأســلام بالمرأة لكي يضـمن حقوقها المنتهكة في العهد الجاهلي. وعلى اية حال, فأن القرآن الكريم اشــترط المســاواة في الحقوق بين المرأة والرجل, من اجل ضــمان حقوقها المادية والأجتماعية.
ظهرت مسـميات عديدة للزواج المؤقت قديما وحديثاً، مثل زواج المتعة, و النهاريات والمســيار, والسري والمسفار, وقد حرم الأســلام هذه الأنواع من الزواج كتحريمه للخمر والميســر. وان القلة من المسلمين غير الملتزمين في تطبيق التعاليم الأســلامية الحضارية المفيدة, قد تمســكوا بتلك العادات الرديئة التي عمل بها في فترة معينة ثم حرمت فيما بعد.
اســتمر هذا النوع من الزواج بشــكله الســري لغاية الســنة 329 هجريه, ثم اصـبح شــائعا عندما اراد الخليفة العباســي في بغداد ان يســتخدم هذه الظاهرة لتحطيم شــرف المرأة الشــيعية واظهارها كعاهرة في نظر المجتمع. وعلى اية حال, فأن بعض الوعاظ من شـيوخ الدين المتنفذين تبنوا هذه الظاهرة المقيتة في تلك الحقبة من الزمن, لكي يضمنوا الحق في الإســتحواذ على اكبر عدد من النســاء في بيوتهم.
ان ظاهرة الزواج الموقت حطمت شــــرف العديد من العوائل منذ ذلك العهد والى يومنا هذا. كما ان هذه العادة الرديئة المخالفة لمنهج الاسلام في حفظ الاعراض وكرامة المرأة, دفعت بالمســؤولين في بعض الأقطار العربية الى تخصيص بيوت خاصة لتقديم المتعة للرجال التواقين لممارسة الجنس مع نساء من نوع خاص يمتهنَّ الدعارة ، اقدم مهنة عرفها التاريخ، ومن الجدير بالذكر, ان تلك البيوت ادعت انها تمهد وتهيّئ للنساء والرجال مناخا مناسباً للتعارف قبل الزواج !
........ولكن في حقيقة الأمر ان تلك البيوت ماهي الا نوعٌ محسَّــنٌ لبيوت الدعارة تحت مســميات مختلفة.
العديد من القادة المســلمين وخاصة الشــيعة وقفوا ضــد ظاهرة الزواج الســري, كما ورد قي كتاب العلامة المُجدد الأســتاذ الدكتور موســى الموســوي, ( خريج جامعة الســوربون في فرنسا), حفيد آية الله الســيد أبي الحســن الموســوي , الإمام الأكبر للشــيعة من ســنة 1920 ولغاية 1946, حيث كتب عدة كتب دينية, أدان فيها هذا النوع من الزواج وفضح مخاطر الزواج الســري, و اطلق عليه اســم " الدعارة الشــرعية" أو المقنّعة ..
فهو مخالف للاسلام في ثلاثة وأهم شروط الزواج : (( وليّ الأمر ، الشهود ، الاعلان )) وهي أمور غير مطلوبة في الزواج المؤقت أو زواج المتعة .
ان من اهم الشــروط الأســاســية لإتمام زواج المتعة يكون وفق الشــروط الآتية:
1- على المرأة ان تقول للرجل, " انني موافقة على هبة نفســي لمتعتك" أو متّعْتُكَ بنفسي, عندها تصـبح زوجة لذلك الرجل من دون الحاجة الى أي شـهادة من مرجع ديني او محكمة شرعية(لاحظ امتهان المرأة ،ولافرق بين هذا والزنى ).
2- فترة هذا الزواج سـوف تثبت وفق الإتفاق بين الرجل والمرأة, وقد يكون لفترة سـاعة او يوم او شـــهر اوحتى ســــنة ، المهم هو متعة وارضاء لنزوة وليس زواجاً. !
3- وجوب تقديم الرجل بعض المال المتفق عليه عند ابرام الأتفاق بينهما.
4- الرجل غير مســؤول عن تقديم التغذية للمرأة خلال فترة زواجهما المؤقت ، وغير مسؤول عن المداواة وغير ذلك من نفقات .
5- لا تكتســب المرأة أي حقٍّ في الإرث في حالة وفاة الرجل المتعاقد معها للمتعة.
6 - للرجل الحق بالتمتع بأي عدد من النسـاء بطريقة المتعة, في نفـس الوقت وتحت نفـس الســقف!! 7- يمكن انهاء هذا الزواج بكلمة واحدة من الرجل, عندما يقول لزوجته المؤقتة" انني الغي هذا الزواج"أو يلغيه فعلاً , ومن دون الحاجة الى ابرام اي وثيقة شرعية او اتفاق بينهما.
8- المرأة المتمتع بها خلال فترة الزواج المؤقت, لا يحق لها الزواج مرة أخرى, الا بعد مرور 45 يوما على موعد الإنفصـال من زواج المتعة. كما ان لهذا النوع اسماء اخرى مثل العرفي والمسيار,والمسفار وأساسها واحد,ولا يُشترط فيها وليٌّ ولا تأبيد ولا إشهاد ، مما يهدد سلفا بضياع حق الزوجة ، فضلاً عن أن وليّ الأمر ضابط لعدم انخداع المرأة المعروفة بعاطفتها وقابليته للإنخداع بتلميعات الزوج !!!
مع وجود فوارق ظاهرية لا تتطابق مع الزواج المبني على منهج الشــريعة الأســلامية.وأهم مبادئ الاسلام فيه الديمومة والاستقرار وحفظ نَسَـب الاولاد حيث يُنسبون الى آبائهم ولا يضيعون ويرثون منهم وفق قواعد معروفة ، اضافة الى كرامة المرأة ،واحترامها هي والزوج والمجتمع للعِـدَّة بعد الوفاة أو الطلاق ، وفق ضوابطها المعروفة والمقررة شرعا ..
هذا والله الموفق وبه الاستعانة وعليه التكلان ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين والحمد لله رب العالمين ...
================