عن بعض الاستخدامات العربية لموقع اليوتوب
www.youtube.com


تنويه: هذه ليست دراسة، وإنما مجرد تجميع لتعقيبات، هي في عمومها مجرد ملاحظات لا ترقى الآن لتحرير محاولة، ارتأيتُ توثيقها في حيز واحد سعيا لإثارة نقاش في موضوعي توظيف برامج الوسائط المتعددة لإنتاج أعمال فنية ونوعية الملفات التي يرفعها العرب إلى موقع اليوتوب لمعرفة ما يمثله هذا الموقع بالنسبة لهم وما يسعون لتحقيقه عبره

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيثاغور مشاهدة المشاركة
دعوة لتصفح هذا الشريط ولا تعقيب لي

الإخوة الأعزاء،
أثناء البحث عن أحد الأشرطة في موقع اليوتوب، عثرتُ على هذا الشريط الذي أدعوكم لتصفحه دون أي تعليق مني. أتمنى إبداء رأيكم حول ما يفعل بعض مدمني الأنترنت ورواده ومستخدمي برامج الملتيميديا من المغاربة بالرقمية عموما وموقع اليوتوب بالخصوص.

لتصفح الشريط:
اضغط هنـــا

تحياتي
التوابل المستعملة في صناعة هذا المقطع بسيطة لا تجاوز عنصرين أو ثلاثة:
- صورتان فوتوغرافيتان؛
- مقطع صوتي لبكاء طفل تم تسجيله إما ببرنامج مُدمج في الويندوز، خصيصا لهذا الغرض، أو بأحد برامج تسجيل الصوت، وهي عديدة جدا، وتمضي من تسجيل الصوت المنبعث من داخل الجهاز إلى التقاط الأصوات من خارجه.
- وربما مقطع موسيقي؛
ويمكن تسميتها بالمادة الخام، وتم معالجتها عبر مرحلتين:
- في الأولى، تمت معاجلة المادة الصوتية عبر تقطيع بكاء الطفل (بأحد برامج تجزئ المفات الصوتية)، وجزء من المعزوفة الآلاتية، ثم وصل الاثنين (بأحد برامج تحرير الصوت) وتعديل ما نتج عنهما (ببرنامج ثالث متخصص). هذا ما لم يتوفر برنامج يحول أجزاء من صوت الطفل إلى عزف موسيقي، إذ توجد تطبيقات عديدة لتغيير الأصوات(1)؛ تحويل صوت الطفل إلى حديث عجوز، وإعادة نطق كلام الرجل على لسان امرأة، الخ.
وفي مرحلة موالية، وبواسطة أحد برامج تحرير الفيديو (التي يوجد منها هي الأخرى العديد)، تم إدراج الصورتين الشمسيتين وزرع الخلفية الموسيقية (الناتجة عن المرحلة الأولى)، لينتج الملف الذي تأتى لنا تصفحه.
الملف ثمرة عمل إذن، عمل ليس بالبسيط ولا يتأتى لأي كان، إذ يقتضي التوفر على برامج بعينها، وتعلم استخدامها.
هذه نقطة محمودة لهذا الحشد من شباب المغرب الذين تمتلئ بهم اليوم المنتديات المعلوماتية في الشبكة. بيد أن ما يؤخذ ليس على هذا العمل فحسب، بل وكذلك على مجموع ما تم إنجازه لحد اليوم في حقل محاولة الاستفادة منبرامج الملتميديا لإنتاج أعمال فنية، هو ما أسميته في مشاركة سابقة بـ «الرقمية، الفن والمكان الفارغ»:


اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد أسليم مشاهدة المشاركة
الرقمية، الفن والمكان الفارغ

بعد الاستماع إلى أغنيتي فرقة الراو الداو تذكرت للتو مجموعة من الأشرطة التي تولى فيها شبان مغاربة أيضا العبث بأشرطة أو مقاطع منها، عبر الإبقاء على الصور والحركات، ولكن إدراج إما مقاطع من أغاني شعبية مغربية أو حوار بالدارجة المغربية. وهي أشرطة تباع في الأسواق، ويمكن مشاهدتها إما على جهاز الحاسوب أو بواسطة جهاز الفي سي دي. وهكذا، تمكنا من مشاهدة مايكل جاكسون وهو يرقص على عيطة بدوية مغربية، ورأينا مقاطع من فيلم «شريك» لها كخلفية موسيقية أغنية شعبية تسمى الميلودي، ورأينا شريطا صينيا تم إفراغه من حواره الأصلي ليحل محله حوار باللهجة المراكشية.. ولولا ثقل حجم هذه الملفات لأدرجناها هنا للتحميل والتصفح..
أغاني الراو الداو والداي هاسي تندرج في هذا السياق الذي أسميه باستغلال البعض لما يمكن تسميته بـ «المكان الفارغ» لملئه بما اتفق نظرا لغياب المعنيين أصلا بهذا المكان وهم الأدباء والفنانون.
التكنولوجيا الرقمية تتيسر يوما عن يوم وتجعل نفسها في متناول جميع الناس دون حاجة لدراسات معمقة ولا طول مدة تكوين، بحيث صار امتلاك معادل لاستوديو كامل في متناول أي فرد عبر برامج سهلة ومتيسرة. وفي الوقت التي يُنتظر من الفنانين والأدباء استغلال هذه الأدوات الجديدة نراهم متخلفين، الأمر الذي يتولد عنه شيوع ظواهر مثل الراو الداو والميلودي وغيرهما، وهي ظواهر تظل عابرة لأنها تفتقر إلى عمق اجتماعي وثقافي..
المصدر:
http://www.midouza.net/vb/showthread.php?t=1835



ليس المكان الفارغ سوى غياب إنتاج أعمال فنية في المستوى في وقت يسرت فيه الرقمية، عبر حشد من البرامج، كل أدوات هذا الإنتاج: يوجد من برامج الوسائط المتعددة اليوم ما يعادل استوديوها بكامله. والغياب يعود لعدم التحاق الفنانين بحقل الرقمية، مثلهم مثل الفئات الكبرى من المثقفين والمبدعين الذين لا زالوا متقوقعين ف يقلعة الورق، من جهة، ولغياب خلفيات فكرية وإيديولوجية ونظرية، بل وحتى تكوين لغوي مؤهل لتأليف نصوص إبداعية مرافقة للعزف الموسيقي، لدى الشباب الذين يأخذون المبادرة اليوم، لتبقى السمة الغالبة على الأعمال المنجزة لحد الآن هي الانبهار بالأدوات التي توفرها الرقمية والسعي لإبهار متلقي المحاولات القترحة للتداول.
المقطوعة التي بين أيدينا لا تخرج عما سبق. ويمكنالتحقق من ذلك عير الرجوع إلى موقع مؤلفها في الشبكة، ولو أن أحد المواقع الإسلامية الأصولية أو شبهها تبنت العمل وأطلقته للتصفح من داخل موقعها، جنبا إلى جنب أشرطة دعوية وغيرها...
أما إطلاقها من موقع يوتوب فيقتضي النظر إليها ضمن ما يطلقه المغاربة في هذا الموقع، وهو ما قد نقوم به في شطر ثان من هذا التعقيب.
محبتي
--------------
(1) أشهر هذه البرامج: av voice changer ، وهو الآن في إصداره الرابع

اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خبـر مشاهدة المشاركة

أشرطة لجيل دلوز وجوليا كريسيفا وميشال فوكو
خلال تصفحي لموقع اليوتوب، عثرت ق على العديد من الأشرطة المرئية - السميعة لفئة من أعلام الفكر الفرنسيه، فارتأيتُ فائدة في انتقاء مجموعة منها ووضعها رهن الإشارة الأعضاءما تم إنجاه لحد اللحظة هو:

تحياتي
ها هو وجه آخر لاستعمال موقع اليوتوب العالمي الذي قد يصير في يوم من الأيام مجالا لتضامنات عالمية، ونضالات حشودية لنشر العدالة والمساواة وفضح المظالم، الخ. يوم لن يحل غدا بالتأكيد، لكنه سيأتي لا محالة عندما ستنتشر الثقافة المعلوماتية ويتسع استعمال البرمجيات بين سائر طبقات سكان الأرض بحيث يغدو استعمال جهاز حاسوب وإنجاز نوع من التطبيقات البرجية لا يكلف جهدا وخبرة أكبر من نظيرتيهما المستخدمتين اليوم في تشغيل هاتف نقال أو أي جهاز إلكترومنزلي آخر، لكن شريطة أن يقبل مالكا هذا الموقع (= اليوتوب، وهما غوغول وميكروسوفت، حسب ما يروج) تمكين الحشود من هذا التوظيف؛ فامتلاك موقع مثل هذا قد يُمكن من إمساك حقيقي ببوصلة أمزجة الحشود وتحكُّم فعلي في العلاقة بين حفنة أثرياء الكرة الأرضية وسواد فقرائها، هذه العلاقة التي ستعرف توترا مشهودا في ما سيُستقبل من السنين إذا ما تواصل هذا السحب المنهجي للوظائف الحيوية للدول وواجباتها إزاء مواطنيها (شغل، تعليم، صحة، أمن، الخ.) وإذا ما تحققت، موازاة مع ذلك، نبوءة عالم الاقتصاد الأمريكي جيريمي ريفكن المشؤومة التي تتوقع «نهاية العمل المأجور» باعتباره ظاهرة تاريخية عابرة ارتبطت بالثورة الصناعية التي ولى عهدهاالآن لفائدة ثورة جديدة هي العصر أو الزمن الرقمي الذي سيُغرق كافة قطاعات الحياة بآلات عاقلة قادرة على إنجاز العمل المناط بها بسرعة ودقة وإتقان لا يقوى عليه الإنسان متوسط الذكاء.
جدة توظيف موقع اليوتوب، من خلال الأشرطةالتي بين أيدينا، تتمثل في بداية إخراج مجموعة كبيرة من الأشرطة الثقافية من «معتقلات» رفوف المكتبات السمعية البصرية العامة والخاصة ما حلمنا بمشاهدتها قبل هذا المد الطوفاني للرقمية. هذا الإخراج هو بدون شك ثمرة لاتساع استخدام أجهزة الحواسيب والاتصال بالشبكة، لكنه أيضا نتيجة لاتساع تعلم التطبيقات البرمجية التي تتيح إطلاق الأشرطة في النت؛ فوراء كل ملف من الملفات السابقة يقف تحويلٌ للفيلم من كاسيت فيدو إلى ملف رقمي، ثم تجزيءٌ لهذا الملف إلى أقساط صغيرة ليسهل رفعها إلى سرفر اليوتوب باعتباره محتضنها وموزعها في آن. والتحويل والتجزيء يتطلبان برامج ومهارات تنتج عن تعلم لا يتأتى في بضع لحظات. ضرورة التجزيء هذه ستختفي دون شك يوم تزداد سرعة الاتصال بالشبكة وتتضاعف السعة التخزينية للخوادم، فيرفع موقع اليوتوب ونظائره التي ستظهر بدون شك مساحة احتضان الملفات إلى عدة جيغات للملف الواحد، على غرار ما تفعل بعض شركات تقديم خدمة تخزين الملفات مجانا بشكل مؤقت، مثل شركة الـ free التي تتيح للمستخدين اليوم رفع ملف بحجم 3 جيغات وفي ظرف لا يتجاوز 30 دقيقة، إلى أحد خوادمها، شريطة أن لا يتجاوز التخزين مدة أسبوع لتمحوه بعد ذلك. أقول: يوم تختفي هذه الضرورة، سنجد أنفسنا أمام النصوص الكاملة للأشرطة السابقة وغيرها وليس أمام مجرد مقتطفات كما هو الأمر اليوم.
الجميل في المسألة أن رافعي هذه الملفات مثقفون، ولكن المحزن في الأمر نفسه هذا الفقر الرهيب لمواد مماثلة في ثقافتنا العربية، فلا نجد لقطات سمعية بصرية لأعلام مثل العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وعبد الرحمان منيف وواسيني الأعرج، والجابري ومحمود أمين العالم وحسين مروة وغيرهم من مئات أعلام الأدب والفكر العربيين. ربما بسبب هزال الأرشيف الثقافي السمعي البصري العربي، لكن ربما أيضا بسبب تخلف معظم مثقفينا ومبدعينا العرب عن اللحاق بركب الرقمية، الأمر الذي جعل هذا اليوتوب الآن ملاذا لشباب فاقد في معظم الأحيان للبوصلة، اتخذ منه حقلا للانتقام والنيل من الأعراض وتصريف الحقد والكشف (الإيجابي والسلبي معا) عن عورات مجتمعاتنا وحلبة للاقتتال بين الجيران، على نحو ما نجد في مجموعة من الأشرطة التي يعقبها تنابز وتبادل شتائم بين مغاربة وجزائريين وتصريف للكبت الجنسي. في «الجناح» المغربي، مثلا، هناك «رواق» امتلأ عن آخره بأشرطة لتناكح القطط... مما يتح افتراض أن المنطق السائد في التعامل مع هذا الموقع اليوم لدى فئة كبيرة من الشباب العربي هو منطق الانبهار والإبهار و«الفرجة».
وقد يكون مفيدا إنجاز دراسات وبحوث حول ما يفعل الجيل الأول من المستخدمين العرب وإجراء مقارنات بين البلدان العربية من جهة، ثم بينها وبين ما تنشره المجالات الثقافية الأخرى، من جهة ثانية، لاستخلاص الدروس، لكن ايضا لترشيد الاستخدام إن كان هذا الترشيد بالإمكان.