أبدا لن يصبح الثعلب ... سيدا


ما أن أخذت الشمس بجمع خيوطها الذهبية عن تلك الغابة الكبيرة النائية حتى أخذت الحيوانات باللجوء إلى مخادعها لتستريح من عناء وتعب النهار.
وهناك وتحت إحدى الأشجار الكبيرة كان اجتماع سري يعقد بين مجموعات من الثعالب يشم من خلاله رائحة غدر وخيانة .
هل سيبقى الحال على ما هو عليه ؟ وهل سيبقى الأسد يصول ويجول رافعا رأسه ليطال عنان السماء ؟ أسئلة سئلت في هذا الاجتماع ودار النقاش حامي الوطيس وبالنهاية اتفق المجتمعون وتوصلوا إلى قرار لن نرضى ولن نقبل بان يبقى الأسد سيد الغابة أبدا .
وهنا صادف المجتمعين سؤال كبير وصعب وهو ما العمل وكيف سنقاتل سيد الغاب وهو القوي الذي لا يغلب أبدا .
فقام أحد الثعالب وكان شديد المكر وقال: لن نستطيع مواجهته وجها لوجه لكننا نستطيع استغفاله وغدره فوافق الجميع على هذه الفكرة واتفقوا على تنفيذ الخطة في اليوم الثاني ...
وفي الصباح وعندما اخذ سيد الغابة بالتجول في غابته كعادته وتفقد رعيته اجتمع هؤلاء المكره من وراءه وداهموه على حين غره وبدؤوا بطعنه ونهشه في الظهر اجتمعوا عليه جميعهم فقاوم وقاوم وزمجر وقتل عددا منهم لكنهم كانوا كثر فكانت الغلبة لهم ومات سيد الغابة بعد أن زأر زأرة جابت أرجاء الغابة جميعها ورددت صداها الجبال القريبة .. عندها لم يبق أسد في الغابة قد سمع النداء إلا وأتى مسرعا وزأروا جميعهم زأرة كانت كفيلة بان تدخل الهلع والخوف في قلوب هؤلاء الجبناء فركضوا فرارا لا يلوون على شيء .
نعم لقد مات سيد الغاب لكنه ترك وراءه أخوة و أولادا وأحفادا يحجبون ضوء الشمس يجوبون أرجاء الغابة ليل نهار وأبدا ما كان الثعلب سيدا ولن يكون ومهما سولت له نفسه أن يفعل .