..
.
يا حاجز العسكر ْ

....

( 1 )
حاولت َ منع َ وصولنا المعبد ْ
حاولت َ قطع َ طريق ِ فرحتنا
حاولت َ ذرّ رمادك َ الأسود ْ
وقذفت َ بالبارود ِ والأحقاد ْ ... وسرقت َ طعم َ الفرح ِ والأعياد ْ
ونجحت في الترويع والإبعاد ْ
لكن فشلت َ بأن تـُميت َ بقلبنا الفرقد ْ
فلقد تحولت القلوبُ الى طيور ٍ فوقنا
كانت تحلقُ في سماء ِ ربوعنا
كالسربِ كانت حولنا
وسمعتها من فوق قائلة لنا
لم يستطيعوا منعنا
ما أفلحوا في ذلـّنا
ما عاد سور القدس ِ مستعبد ْ


*****
( 2 )

يا أيها الجندي انظر حولنا
هذا النخيلُ جذورُه في قلبنا .... يرويه دم ّ عروقنا
والأرضُ لو ضاقتْ بنا هي أرضنا
هي خبزنا ونشيدنا ... هي امـّنا ... هي قبرنا
والصبحُ يبلـُج ُ من خلال ِ رصيفنا
والشمسُ حتى الشمسُ عند الليلِ تغفو عندنا
والقدس ُ تبقى قدسنا
رغم انكسار خيولنا
والقدس ُ هذي القدس ْ ....
هي جنة الفردوس ْ .... وكمثل ِ قلب ِ القوس ْ
والسور يجمع شملنا
وحجارةُ الأسواق ِ من دستورنا
وطريق ُ باب الواد ِ من تاريخنا
رُصفت ْ بسيل ِ دموعنا
يا أيها الجندي ّ ولى ذُلّـنا
ما كنت َ يا جندي ّ إذ كنـّا
ما كنت َ إلا غفلة ً منـّا
يا أيها الجندي مهما غاب من أصواتنا
لن يستقيل ربيعنا
والقدس ُ تبقى عطرنا ورحيقنا


...

( 3 )

وهناك عند الحاجز الملعون ِ والمعبر ْ
طفلي يحاول أن يمرّ وحوله
كل المصاعب فوقَ جبينه الأصفر
حتى البنادق والقيود ..... والقائد الأكبر ْ
لا يحمل ُ الأطفال إلا لعبة ً
ولديه بعضُ شرائح ِ الزيتون ِ والزعتر ْ
ما زال منتظرا ً على الأبواب ْ
ما زال مشتاقا ً الى الفجر ِ
ما زال ملتمسا ً... شيئا ً ليقنعه .. ببطولة القعقاع ِ أو عنتر ْ
ما زال منتظرا ً
والشمس تطرق رأسـَه والفقر ُ والعسكر ْ
ما زال يهذي بالطفولة ِ والملاعب ِ ..... لا .... لا بل ْ رأى أكثر ْ
وهناك فوق التلة ِ الأخرى
جندية ٌحبشيةٌ تسكر ْ
وهناك خلف الباب ْ
فرعونُ كان مفتشا ً
نيرونُ كان مدققا ً ومراقبا ً
وأصابعُ الحجاج ِ تعبـَث ُ في أشيائهم ْ
كل الجناة ِ مدى الحياة ِ تجمعوا .... مع سائر ِ البربر ْ
ليعاقبوا طفلي وليقتلوا أملي
قلبي وكل الزهر ِ يتكسر ْ

وهناك أطفال ٌ بلا عدد ٍ
تمشي وتتعثّـرْ
ر ِجْـلٌ تسير ُ الى الأمام وأرْجل ٌ للخلف تتقهقرْ
وتلوح ُ أكوام ٌ من الحزن ِ .. ورأيت بعضا ً من بقايا الحب ِّمصلوبا على منبر ْ
وهناك أحداق ٌ مشققة ٌ بلا أمل ٍ
وسماؤها تـُمطر ْ
وهناك عائلتي وأنفاسي وأوردتي
وهناك سوفَ تدور دائرتي ... ولسوفَ سوفَ تعود ُ أجنحتي
وهناك سوفَ تثور ُ ثائرتي

على العسكر ْ

..