فريق أوسلو ومهزلة الدولة..!!

علينا ألا ننظر إلى فريق أوسلو على أنه يمثل الشعب الفلسطيني، فقد اندمج هذا الفريق كلية مع النظام الصهيوني، وأزال كل الحدود الفاصلة بينه وبين هذا النظام، خاصة بعد مؤتمري أنابوليس وباريس، وأصبحنا نعيش الآن مهزلة جديدة بعنوان إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة وفق رؤية بوش.

وتتمثل هذه المهزلة في إطلاق مفاوضات عبثية باسم "مفاوضات الحل النهائي" بين فريق محمود عباس وحكومة الاحتلال الصهيوني، بينما يشترك الطرفان في حرب مفتوحة على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، ويتبادلان الأدوار بينهما في هذه الحرب المفتوحة بذريعة السعي لإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة وفق خريطة الطريق التي وضعها بوش..!!

وبذلك تكون هذه المفاوضات مجرد مسرحية للضحك على الجماهير الفلسطينية والعربية وذر للرماد في العيون وخداع للرأي العام العالمي، ووسيلة يستخدمها فريق أوسلو لتبرير عدوان الاحتلال الصهيوني والتغطية على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. ويتخذ فريق أوسلو الدولة الفلسطينية الموعودة أمريكياً ذريعة لما يمارسه هذا الفريق من قمع لحركة حماس في الضفة المحتلة ومحاصرة غزة وتجويع أهلها ومعاقبتهم جماعياً، ولاندماجه مع النظام الصهيوني العالمي من حيث المواقف والممارسات والأجندة والأهداف.

ولذلك فقد أصبحت مفاوضات الحل النهائي هدفاً بحد ذاته للطرفين المتفاوضين، بل أصبحت – من وجهة نظر فريق أسلو والنظام الصهيوني – حلاً نهائيا للقضية الفلسطينية، ومناسبة للتنسيق الأمني بين الفريقين وتنفيذ مهام المرحلة الأولى لخريطة الطريق، التي تهدف إلى القضاء على حركة حماس والمقاومة.

وحتى تكتمل المهزلة، فسيعلن فريق أسلو في كل مرة يجتمع فيها مع الفريق الصهيوني للتفاوض معه أن المفاوضات بينهما قد وصلت إلى طريق مسدود، وأن الطرف الصهيوني متعنت إزاء بعض القضايا، وأن العملية السلمية بات مهددة أو أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة. وسيغطي فريق أوسلو على خيانته بالإلحاح المزعوم على الطرف الصهيوني بعدم توسيع المستوطنات، بينما يستمر الاحتلال في ضم الأراضي الفلسطينية وتستمر الحرب المفتوحة على المقاومة الفلسطينية.

فقد انطلقت قبل نحو أسبوع "مفاوضات الحل النهائي" بين الوفدين الفلسطيني والصهيوني، حيث طالب الاحتلال فريق أوسلو بالعمل الفوري ضد المقاومة في الضفة، ونال موضوع سيطرة حركة حماس على غزة الجزء الأكبر من المفاوضات. أما فريق أوسلو فقد أثار مشكلة النشاط الاستيطاني وما يسمى "النمو الطبيعي" للمستوطنات في القدس المحتلة، وانتهت المفاوضات بالفشل كما ذكرت صحيفة هآرتس العبرية.

ومع الأسف الشديد، فإن هذه المسرحية ستكرر وستستمر إلى سنوات عديدة طالما بقي محمود عباس وفريقه على رأس حركة فتح وسلطة أوسلو ومنظمة التحرير الفلسطينية، تماماً كما حدث في المفاوضات بين الفريقين في حقبة أوسلو الأولى. ومع استمرار هذه المهزلة، ستستمر الجرائم الصهيونية، وسيضاعف الاحتلال عدد مستوطناته، وسيزيد مساحتها وعدد سكانها.

وفي سياق تبادل الأدوار بين فريق أسول والاحتلال الصهيوني وتبرير ما يرتكبه هذا الاحتلال من جرائم دموية ضد غزة، أدلى فريق أسول على لسان أحمد عبد الرحمن بتصريحات ألقى فيها باللوم على حركة حماس في التصعيد الصهيوني الخطير ضد المقاومين والمجاهدين في غزة، ملتمساً بذلك العذر للاحتلال في عدوانه على شعبنا.

والأكثر من ذلك، أن محمود عباس أوفد نبيل شعت إلى مصر ليحث الحكومة المصرية على منع تهريب الأسلحة إلى غزة بذريعة أن حركة حماس تستخدم هذه الأسلحة ضد حركة فتح والاحتلال على حد زعمه، وهي أعذار تافهة وتهدف إلى إحكام الحصار على غزة وتشديد الخناق عليه ومنع الحجاج من العودة إلى غزة عبر معبر رفح.

وعلى أي حال، لم يعد الأمر ينطلي على أحد، فرئيس سلطة أوسلو "محمود عباس" ورئيس حكومته غير الشرعية "سلام فياض" وكل فريق أوسلو، لا يمثلون الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، وإنما هم مجرد وكلاء للاحتلال الصهيوني وشركاء له في الحرب على المقاومة الفلسطينية، بل هم سماسرة يتلقون مليارات الدولارات لبيع فلسطين وشعبها على رؤوس الأشهاد ضمن صفة تم عقدها بين هؤلاء السماسرة الجدد وبين الاحتلال ورعاته في مؤتمر باريس.

ولذلك لا بد للشعب الفلسطيني – كي يحمي مقاومته ويصون حقوقه من البيع في المزاد العلني – أن يعلن براءته من فريق أوسلو، وعليه أن يرفض الأموال المسيسة التي تأتي عبر هذا الفريق من السماسرة، وعليه التعامل بجد مع الخطر المحدق الذي يشكله فريق أوسلو على شعبنا وقضيته، وعليه أن يضع نهاية لهذه المهزلة الخطيرة.


20/12/2007م