الشاعر الكوني شاعر ملتزم تجاه وطنه من جهة وتجاه العالم من جهة اخرى.وسيلته للمقاومة هي اللغة.
يكتب الشاعر لانه يحس بالالم .يقاوم بضراوة في عالم لم يعد يعترف بالقيم الابداعية والجمالية .يحاول ان يصنع له عالما حرا كونيا لا يدافع فيه عن اشخاص ا و منظومات وانما يطرح اشكالات وقضايا كونية تتعلق بمواضيع كونية كالحب والمراة والوطن والحياة...
ان البنيات الذهنية تمر حتما من خلال اللغة ,ولتغييرها وتشكيلها يجب اعادة بناء اللغة قصد تغيير العلاقات بين الكلمات لان بواسطة العلاقة بين الذهن واللغة يكمن التغيير وتبدأ المعركة.ان الشعر الجيد تبعا لذلك,هو الذي يستطيع ابراز مقومات الذات بواسطة لغة متينة وجيدة.
لكن الوصول الى شعر الشاعر يقتضي منا فك رموز اللغة,فهل تكفي الترجمة لحل هذا المشكل؟؟؟ان ترجمة النصوص الشعرية ونقلها الى لغات اخرى يغيب شعر الشاعر ويقضي ولو في جزء بسيط على مقومات القصيدة.فاذا ترجمنا مثلا (بوشكين)الى العربية او الفرنسية اوغيرها من اللغات,فان المتعة تقل بالتاكيد. لكن الشعور الشعري يخترق جسدنا رغم ذلك وان لم نكن متمكنين من اللغة.
لقد اهتم عدد من الشعراء الشباب بادماج الشعر الكوني ضمن منظومة الشعر العربي وحملوه خصوصية الانفتاح على العالم لان الابداع في نظرهم هو السبيل الى الحرية باعتبارها مفهوما كونيا..