بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة (1): عندما يعكس السلوك الحالي متطلبات مرحلة مضت


عندما يبلغ الطفل سته شهور ويبدأ في الزحف نقول ماشاء الله عليه، إنه شاطر .. إنه ذكي. لكن إذا استمر في الزحف دون أن يمشي فيبدأ الهم يساورنا .. لماذا لا يمشي؟ أن يقوم بحركة تناسب المرحلة، فهي تسرنا، أما إذا قام بتثبيت هذه الحركات بعد أن تجاوزتهاالمرحلة، فهي عملية تؤرق لأنها تعكس تخلفاً في النمو والتطور.

عندما بدأت الجزيرة بثها، كان الإعلام العربي في أغلبه حكومياً، وحتى الإعلام الأهلي كان حكومياً أكثر من الإعلام الحكومي. الكل يقوم بتمجيد الحكومة الرشيدة أو الحكيمة وسياساتها وممارساتها. هَمّ المداخل أن يكسب رضا أصحاب السلطة، حتى لو كان كلاماً تافهاً مقززاً ومنفراً لسماع المشاهدين. فكلهم لهم مواصفات وفد فاسكونيا، رحم الله فايز حلاوة. كما يقال عندنا تنابلة السلطان أو قلاقيم الجامع. فكان أن مشى برنامج الاتجاه المعاكس، كما رأينا في المقابلة التي كان ضيفاها الأستاذ ليث شبيلات والدكتور عبداللاه. وكان الدكتور عبداللاه لا يستحي أن يتكلم كلاماً فارغاً، هو يعرف سلفاً أنه لا يستطيع أحد الاقتناع به. فكان الدكتور عبداللاه بحق فسكوني إلى النخاع. وكان نجم الحلقة بلا منازع الأستاذ شبيلات. وأنا لا أخفي إعجابي الشديد بعقلانية ومنطق واتزان هذا الشاب.

طريقة الاتجاه المعاكس كانت بمثابة إعلان باعتماد سياسات جديدة مناقضة لسياسة وفد فسكونيا، واستخدمت أسلوب الإثارة وتهييج المشاعر المكبوتة. وقد نجحت في هذا. لكن استمرار الإثارة بهذه الطريقة بدأ يحول الجزيرة غلى الصحف الصفرا (التابلويد)، لمجرد الإثارة. اليوم الناس بحاجة إلى العقل والتعقل، وليس إلى الإثارة. لذا أعتقد أن الدكتور فيصل أصبح غير موفق في انتقاءه الأشخاص المداخلين وبل وفي سياسته لإدارة البرنامج.

كان الدكتور فيصل قد اتصل بعضو البرلمان المغربي أبا زيد المقرئ الإدريسي، وهو رجل عقلاني وفاهم. وتناقش معه لحوالي نصف ساعة على الهاتف، لأن يظهر في البرنامج عن الرسوم أمام وفاء الأمريكية من أصل سوري، إلا انه ربما أنه لم ير أن هذا سيخدم سياسته، فلم يتصل به ثانية. واستبدله بمن ظهر على الشاشة. بالطبع لا أحد يسأله لماذا؟

وبالأمس يظهر د. جمال نزال مقابل د. أنور، فيختار شخصاً لا يعرف معنى الحوار، وكل همه أن يرضي اسياده الذين يدفعون له الراتب. ويدور النقاش بنفس الطريقة الممجوجة. الناس تريد مناقشة موضوعية. لماذا لم يحضر واحد من حماس مثل الدكتور أسامة حمدان وواحد من الرجالات حول الرئيس عباس، حتى نرى الحجج الموضوعية لكل طرف. حماس تقول إن الصواريخ ليست السبب، وكل الشعب الفلسطيني لديه القناعة بما تقوله حماس في هذا الصدد، وإلا لماذا قتلت أمس إسرائيل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية بدم بارد؟ والشعب كله ملتف حول حماس في هذا الأمر، وإن منع بالقوة وبمساعدة إسرائيل في الضفة الغربية من إبداء إلتفافه حول حماس المقاومة!

إسرائيل تستهدف الإنسان الفلسطيني أولاً، الم يؤرق كل مولود فلسطيني مضجع جولدامائير؟! وهل أخفت مشاعرها؟

أعتقد أن طريقة إدارة الدكتور فيصل لبرنامج الاتجاه المعاكس، قد ناسبت حقبة وفترة ما في حياتها، ولم تعد تناسب هذه المرحلة، إنه يعكس سلوكاً لمرحلة مضت.

سؤال موجه إلى كل عضو في واتا ليوضح رأيه، عَـلَّ الأستاذ وضاح خنفر يسمع رأياً لشريحة هامة من المشاهدين تستهدفها الجزيرة.

وبالله التوفيق،،،