اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ.د. محمد اسحق الريفي مشاهدة المشاركة
بالنسبة للقرآن الكريم:

{لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ }الأنبياء23

بالنسبة للأحاديث:

أشك في صحتها، خاصة ما يُنسب نقلها لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وتلك التي تتناول معاوية رضي الله عنه وآخرين أمثاله.
الشجاعة وحدها هي الكفيلة بارجاع الهيبة إلى تراثنا
لقد انزل الله الاديان رحمة اللناس ، وركز فيها على الاخلاق قبل ان يذكر الصلاة والصوم والحج والزكاة ، فقد كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم معروفا في الجاهلية بأنه الصادق الامين . والقرآن الكريم بين لنا احد اهم اسباب بعثته سلام الله عليه حين قال : وانك على خلق عظيم / وإنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق .
فهل يستقيم ذلك مع سياسة السب والشتم ؟
الاسلام حاله حال الديانات الاخرى لم يكن ليخلوا من المنافقين والكافرين والكاذبين ووووو أين ذهب هؤلاء بعد وفاة الرسول الاكرم ص . لقد كانوا ـ والرسول ص بعد حي يرزق ـ يكذبون عليه ويضعون الاحاديث على لسانه وهو منها براء حتى جمع اصحابة وقام خطيبا بينهم محذرا إياهم فقال : ألا وانه قد كثرت الكذابة علي فمن كذب علي متعمدا اكبه الله على منخريه يوم القيامة .
مثلا احد روايات صحيح البخاري ومسلم وغيرها من ( الصحاح) تقول : عن حذيفة قال : أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) سباطة قوم خلف حائط فبال قائما .صحيح البخاري 1 : 66 كتاب الوضوء
وانا أتسائل ولي الحق في ذلك وكذلك لذوي العقول النيرة كيف يبول النبي ص واقفا وهو ينهى عن ذلك كما في الرواية التالية عن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب : عن عمر قال : رآني النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأنا أبول قائما . فقال : يا عمر لا تبل قائما ، فما بلت قائما بعده سنن الترمذي 1 : 17 كتاب الطهارة باب ( 8 ) باب ما جاء في النهي عن البول قائما ح 12
وكذلك اتساءل كيف نوفق بين هذه الرواية وبين ما جاء به البخاري ايضا في الرواية التالية :
مر النبي ( صلى الله عليه وآله ) على قبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير . ثم قال : بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة ، وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله صحيح البخاري 2 : 124 كتاب الجنائز باب عذاب القبر من الغيبة والبول
ثم كيف يكون عبد الله بن عمر بن الخطاب اوعى من رسول الله بأحكام البول ،كما ورد عنه انه قال : ما بلت قائما مذ أسلمت
والجدير بالذكر أن هذه المسألة قد طرحت بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وفي حياة عائشة ، وقد دار النقاش حوله فبعض نفى نسبتها إلى الرسول ، والآخر أثبته ، وأما عائشة فقد التزمت بالدفاع عن الرسول وقامت تفند وتستنكر هذه الأحاديث وتقول : من حدثكم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يبول قائما فلا تصدقوه ، ما كان يبول إلا قاعدا سنن الترمذي 1 : 17 كتاب الطهارة باب ( 8 ) باب ما جاء في النهي عن البول قائما ح 12
أما آن لنا ان نطهر كتبنا ومصادرنا من امثال هذه الاحاديث التي إنما وضعت للاساءة إلى نبي الرحمة صاحب الخلق العظيم ، لماذا نلوم سلمان رشدي وتسليمة ، ونسرين وغيرهم وهم يعتمدون في طعنهم على امثال مثل هذه الروايات المتضاربة التي يكذب بعضها البعض .
ن الاعتقاد الأعمى بصحة كل حديث أورده البخاري ومسلم في صحيحيهما وكما يروي السيوطي : إن البول قياما صار عادة اعتاد عليها المسلمون من العامة في مدينة هرات وإحياء لهذه السنة المبتدعة ، وعدم مخالفتهم لما جاء في صحيح البخاري ومسلم ، تراهم أنهم يستنون بهذه السنة فكانوا يبولون عن قيام حتى ولو مرة واحدة في كل عام شرح سنن النسائي 1 : 19 - 26 .
وانا رأيت في العراق وإيران في مناطق الشمال هناك من يبول واقفا ويعتبر ذلك من السنة .
وانا معك اخي الكبير الدكتور الريفي فإن هناك من وضع تلك الاحاديث على لسان الصحابة ، إما نفاقا او طلبا للدنيا . وانا اذكر من المحققين الشيعة السيد مرتضى العسكري قد اشار إلى ان هناك من وضع احاديث الذم والشتم والسب والتكفير على لسان ام المؤمنين عائشة (رض)
وكذلك اشار السيد الآلوسي في تفسيره روح المعاني لذلك حيث تحلى بالشجاعة واعلن ان هناك الكثير من الروايات مكذوبة على الصحابة واورد لنا مثلا على ذلك قي قصة عائشة والسحر .
وانظر كيف رفض الرواية وإن وردت على لسان ام المؤمنين عائشة ـ وانا لولا الخوف من الاطالة لذكرتها ـ يقول الالوسي تعقيبا على تلك الخرافة : ( إن اتهام هذه المرأة أولى من اتهام العقل في قبول هذه الحكاية التي لم يصح منها شئ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) راجع تفسير روح المعاني ج1 ص 343
وكذلك فضيلة الشيخ الغزالي الذي اطلق نداءه التاريخي حينما اعلن وبشجاعة قائلا : على العلماء حملة الاسلام تصحيح اولاضاع وإزلة ا لاوهام . على الساسة أن يصلحوا ما افسد اسلافهم ؟ وان يسخروا قواهم في التجمع بعدما سخرت قديما في الفتق والشتات .
لقد ذهب المنتفعون من ذوي السلطة . وبقي المخدوعون من أهل العلم . لقد احسست وخزا في فؤادي وأنا اقرأ كلمة الاسلام الشيعي . والاسلام السني ) راجع مجلة الوحدة الإسلامية العدد 150 السنة السادسة .
إن تنقية كتبنا ومصادرنا مما علق بها إنما هو امتثال لأمر الله تعالى في نصرة نبينا الكريم وتوقيره لا كما يتصور البعض نحن إنما نمتثل لقوله تعالى : (( وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )) . سورة الفتح الفتح، آية : 9 . واتا قادرة على تحقيق ذلك من خلال وسائلها واتصالاتها مع كبار علمائنا الافذاذ ممن وفرت لهم الوسائل المعرفية الحديثة ادوات جديدة في البحث العلمي
تحية اسلامية