..
.
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الى سامي الحاج وإخوانه ...... مع الإعتذار

يا ساميَ القلب الرقيق ِ الطاهر ِ = يا صاحبَ السّجن ِ البعيدِ المُقــْفـرِ
يا قاهرَ الأغلالِ في أسـْرِ الدجى= ما كانَ قيدكَ غيرَ كرّةِ خاسرِ
سبعونَ شهراً بالهوانِ قضيتها= كرْهاً ... الا بعداً لقيدٍ جائرِ
قدْ أرهقتكَ سلاسلُ ومقامعٌ = كي تستحيلَ سرابَ جسمٍ خائرِ
لكنَّ صبركَ قدْ ألانَ حديدهم = ولقدْ ظهرتَ غضنفراً للناظرِ
هوّنْ عليكَ وكنْ كنيلكَ شامخاً =لا تنحني أبداً لخبثٍ ماكرِ
فاللهُ خيرُ الماكرينَ وجاعلٌ = في نحرهمْ كيدَ المسيخِ الغادرِ
شُـلّتْ يمينٌ عاملتكَ بقسوةٍ = منْ كلِّ أفـّاكٍ حقودٍ كافرِ
غُـلـّتْ يداهمْ ما تعاقبَ ليلـُهمْ = وليلحق الاعداءَ قطعُ الدّابرِ
يا شبْهَ يوسفَ في التصبـّرِ واثقاً = باللهِ لم تقنطْ برحمةِ قادرِ
طوبى لقلبك إذ تحمـّلَ شاكراً = لله فلتسجدْ لربّـك واشكرِ
كمْ ساورتكَ معَ الظـّنونِ مخاوفٌ = تغفو وتصحو في خريفٍ باسرِ
وخواطرٌ لا تنتهي ونوازغٌ = كهبوبِ ريحٍ في سجالٍ دائرِ
هل كنتَ تسمعُ في الليالي أنـَّـةً =منْ ثغـْرِ طفلٍ خاشعٍ مُستبشرِ
نادى بصوتٍ خافتٍ متبتـّلٍ = أبتاهُ يا زهرَ الحنانِ المثمرِ
يا ضوءَ بدرٍ قدْ تغيـّبَ حقبةً = عدْ للأحبـّةـِ في مساءٍ مـُقـمرِ
اليومَ عُدتَ لمنْ أحبـّك سالماً = ( لمحمّدٍ ) ولوالدٍ متصبّرِ
ولزوجةٍ حرمتْ لبعدكَ نفسها = منْ ضحكةٍ أو منْ سرورٍ عابرِ
سلْ قيدكَ الملعونُ في سفرِ البلا= ءِ عنِ الذين تنافسوا في المـُنكرِ
هلْ دامَ ظلمٌ أو تخلـّد ظالمٌ = أو دامتْ الدنيا لطاغٍ عاهرِ
تاللهِ ما دامتْ ولمْ يتخلـّدوا = بلْ أصبحوا أهلَ الزمانِ الغابرِ
اليومَ جئتكَ مادحاً ومهنـّـئـاً = ومقدماً أسفي لجبني فاغفرِ
أدري بقهركَ إذْ سلوتكَ عامداً = ما كنتُ يوماً بالظـّهيرِ الناصرِ
قدْ خنتُ عهدكَ حينَ لمْ أرفضْ وما = هبـّتْ حروفي ضدّ ظلمٍ ظاهرِ
عذراً فقدْ بلغتَ مخافتنا لهمْ = فوقَ التي كانتْ لربٍّ قاهرِ
كمْ مرةٍ فيها نظرتكَ عابراً = عبرَ الظلامِ بلا حجابٍ ساترِ
منْ غيرِ أنْ اغضبْ لذلكَ غضبةً = حتى اكتفيتُ بهاجسٍ مستنكرِ
قلْ لي بربّـكَ عنْ نجومٍ قد بقوا = في الأسرِ تحتَ سياطِ إبنِ الأغبرِ
كيف السـّبيلُ الى حبيبٍ ساكنٍ = في الحزنِ يقبعُ في اللـّباس الأحمرِ
فهناكَ بينَ الكاشحينَ تدثروا = ثوبَ المذلــّةِ في جحيم ٍ نائرِ
دارُ الشدائدِ والعناءِ تغالظتْ = قدْ أركستهمْ في هوانٍ داخرِ
وتحدّرَ الموتُ الرّهيبِ عيونهم = يدنو كموجٍ في الشـّواطئ هادرِ
في ذلك الأسـْر البغيضِ تصرّمتْ = أحلامهمْ في يومِ نحسٍ مـُدبرِ
لا زائرٌ عبرَ السنينِ بغفلةٍ = إلاّ الشـّقاء ويا لهُ منْ زائرِ
يا تلكمُ الأرقام فوقَ صدورهمْ = عاثتْ فساداً في زمانٍ صاغرِ
تتبعثرُ الأسماءُ عندَ ظهورها = تبدو كوشمٍ غائرٍ متعفـّرِ
يا ربّ قدْ ظـُلموا وأنتَ نصيرهمْ = ندعوكَ في الأسحارِ ربي فانصرِ
فبحقّ أنـّكَ ذو الجلال ِ ومالك ِ ال = ملكوتِ والمشهود للمتبصّر
وبحقّ منْ دونَ الورى أعطيتَـهُ = فضلَ الشّـفاعةِ ثمّ نهرِ الكوثرِ
يا منْ بفضلكَ أنبياؤكَ قدْ نجوْا=موسى وعيسى منْ عدوٍّ فاجرِ
أنتَ المليكُ وما ببابكَ حاجبٌ = يا منصفَ المظلومِ والمستنصرِ
ومفرّجَ الكرباتِ مهما سُعـّرتْ = أمنـُنْ عليهمْ بانفراجٍ غامرِ
هذا الدّعاءُ ومنكَ أنتَ إجابةٌ = يا كاشفَ الغمِّ الغليظ ِ الخاثرِ
.................
رفعت زيتون
12/5/2008
( محمد : هو إبن سامي الحاج )