بسم الله الرحمن الرحيم


الدكتور الفاضل محمد اسحق الريفي المحترم


إيران تبني نفسها بناء قويا لكي تستعيد دورها الذي طالما حلمت به وأمجاد فارس القديمة.

لسنا ضد التحالفات الإستراتيجية لقوى الممانعة والمقاومة العربية,لكننا نعلم كما تعلم ان هذا الدعم المزعوم الإيراني للمقاومة العربية هو لظرف دولي راهن,ينتهي إذا انتهت المسببات التي كانت حافزا لقيامه.فإيران حليفة قوى الممانعة ضد أعدائهم في بقعة عربية معينة,لكنها حليفة أعدائهم في بقعة أخرى,فلا مبادئ ولا دين ولا ثوابت.

أنا على يقين انكم اطلعتم على صفقة تبادل الاسرى والجثث بين حزب الله وما يسمى بإسرائيل,كان لكل بلد عربي شهيدا فداءا لفلسطين,ولم نجد إيرانيا واحدا ولن نجد يوما على الإطلاق.

إن الإنقلاب الساداتي على ثورة يوليو 52 وشروعه بثقافة الإستسلام والخيانة,هو الذي أفقد الموقف العربي صلابته,والحق الفلسطيني بريقه ودعمه,وفي هذا النهج للأسف الشديد تسير عدة دول عربية,مما أفقد المقاومات العربية مرجعيتها وسندها,فاضطرت الى تحالف خطير متقلب مع إيران,بإستثناء حزب الله الذي تربطه بإيران هوية وعقيدة وولاء لا تحالف.

الحقيقة أن إيران تعمل بذكاء وحنكة لصالح قوميتها,وتستعمل بل تلعب ببراعة على حبال التناقضات والمواقف الحساسة في العالم العربي,بينما دولنا في سبات عميق وموت سريري مفجع ومرعب.

مقارنتكم بين الأنظمة العربية الخاوية وإيران, بقدر ما هي صرخة للإستيقاظ بقدر ما هي موجعة,هم يدخلون النادي الدولي للطاقة النووية,ويستعملون بلادنا ودماءنا درعا لأهدافهم القومية,ونحن لا نستطيع تصنيع عود ثقاب وكل يوم نزيد تفتتا وتخلفا وخنوعا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته