لقد أعُجبت بمادة شيقة لأحد الزملاء بوكالة السودان للأنباء (سونا) عن حذاء المنتظري ، أرجو أن تنال إعجابكم

أحذية دخلت التاريخ
بقلم: سعيد الطيب
شهيرة هي الأحذية التي دخلت التاريخ مع أصحابها ولكل حذاء قصة ودلالة وعبرة .
ولم يكن حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدى الذي قذفه في وجه الرئيس الامريكى بوش الابن أمس الأحد في بغداد تعبيرا عن مخزون نفسي وسياسي إلا واحدا من أحذية اشتهرت قبله ولنبدأ من أبونا الشيخ فرح ود تكتوك الذي قدم درسا للناس ووجههم بأن يهتموا بالمخبر لا بالمظهر حينما قال ( كل يا كمي قبل فمي ) وكان المركوب الفاشرى احد مظاهر الزى الذي ارتداؤه بعد أن تجاهله القوم لما دخل عليهم رث الثياب.
الحذاء الثاني الذي اشتهر يتعلق بالزعيم الهندي غاندي الذي كان يجري للحاق بقطار وقد بدأ بالسير وعند صعوده القطار سقطت إحدى فردتي حذائه. فما كان منه إلا أن أسرع بخلع الفردة الثانية ورماها بجوار الفردة الأولى على سكة القطار !!! فتعجب أصدقاؤه وسألوه :' لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟ ' فقال غاندي بكل حكمة : ' أحببت للذي يجد الحذاء أن يجد فردتين فيستطيع الانتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده '.
الحذاء الشهير الثالث في قصة (الأميرة النائمة سندريلا ) وفردة حذائها التي سقطت من قدمها، حينما كانت الخيول تركض بالعربة، عائدة بالجميلة إلى بيت الشريرة (أم البنات)، التي استكثرت عليها الزواج من الأمير الوسيم. والقصة أو الأسطورة تقول أن حذاء سندريلا حولها من خادمة يتيمة إلى زوجة الأمير..وحولها من حياة الفقر إلى حياة الترف..وحولها من الضعف إلى القوة. وهناك أحذية أربعة أخرى الحذاء العسكري الضخم ( البوت) الذي وضع على رأس جارلس تيلور الذي قاد انقلابا في ليبريا وتميز عهده بالقسوة والقهر وكان خير ما كوفئ به غداة الانقلاب عليه أن وضع ذلك الحذاء على رأسه. في القرن الثامن عشر الميلادي أثارت ماري أنطوانيت الكثير من الجدل والأقاويل عندما تبنت البنطلون الرجالي والمعطف الطويل عندما كانت تمتطي فرسها. كما كانت أول من قصر الفستان الطويل الذي كان يخفي الحذاء تماما، بتبنيها موضة الفستان الذي يظهر من تحته الحذاء والكاحل، الأمر الذي كان بمثابة ثورة حينها. وفى فرنسا أيضا وفي عهد الإمبراطورية الفرنسية كانت " جوزفين" زوجة "نابليون" تقدّر الأحذية جيداً, وترى بأن حذاء زوجها الحربي.. برغم ما يغطيه من غبار المعارك, هو رمز لكرامة وطنها!. أما في زمن النازية الأولى فكانت "إيفا براون", تعلم بقدوم عشيقها "هتلر" من وقع أقدامه وهو يدوس بحذائه العسكري على سلالم الدرج وسلالم الشعوب, وهذه مجموعة أخرى من الأحذية المشهورة "ايميلداماركوس" زوج ديكتاتور الفلبين السابق "ماركوس", كانت تقتني في خزانتها ما يقارب الثلاثة الاف زوج من الأحذية فقط!. في الوقت الذي يسير فيه الآلاف من بؤساء شعبها.. حفاة القدمين!. وبرغم ما يمتلكه زوجها من ملايين الدولارات التي حاول غسلها في أمريكا, فإنه قضى نحبه في الغربة بعد أن أدارت له أمريكا ظهرها, ليدفن في مقبرة مغمورة بحذائه الضيق الأسود. ومن الاحذية الشهيرة حذاء"خورتشوف" الزعيم السوفيتي الذي عبر أبان الحرب الباردة في ستينات القرن الماضي عن سخطه الشديد من الدول الإمبريالية, حينما خلع حذاءه في مجلس الأمن وضرب به على منضدة القاعة التي أمامه.. مندداً ومهدداً الدول المتسلطة, فكان الحذاء.. سلاحاً سياسياً ذي وجهين!. وربما استخدم الحذاء أحياناً للتعبير عن مكانة المرء ورفعة شأنه. وهناك حذاء "الطنبوري" الذي كلما حاول صاحبه التخلص منه ومن متاعبه, أعيد إليه تماماً كتهمة "الإرهاب" التي ألصقت على ظهر أمتنا, كلما حاولنا التخلص منها, أعادتها إلينا الدول الكبرى.. ولعل أثمن الأحذية على سيرة "كأس العالم" هو "الحذاء الذهبي" الذي يمنح للاعب الدولي المتميز في لعبة كرة القدم.هناك حذاء شهير هو حذاء "أرمسترونغ" الذي كان أول من وطأ أرض القمر, ليصبح حذاءً تاريخياً!.. على الأقل فهو غير مصنوع من جلد الحيوانات, التي أثارت حفيظة نجمة الإغراء "بريجيت باردو" والتي احتجت على صنع "الأحذية" من جلود الحيوانات, يمكن أن يصبح الحذاء أداة للعقوبة أو الإذلال, كما حدث لصورة "بوش" الأب التي ألصقت على أرضية إحدى الفنادق الكبرى في عهد "صدام" لتدوسه الأحذية العابرة, اخيرا قامت شركة صينية منتجة للأحذية الرياضية بإنتاج.اكبر حذاء في العالم ويساوى ستين حجم ضعف الحذاء العادي و دخلت به موسوعة غينيس والهدف كان الدعاية المبتكرة لهذه الشركة.

الشيخ فرح ود التكتوك رجل سوداني عُرف بالذكاء والحكمة .
• الفاشري نسبة لمدينة الفاشر بغرب السودان اشتهرت بصناعة الأحذية الجلدية