كان اسمها راشيل.. وهي ليست يهودية ولا إسرائيلية بل هي مسيحية أميركية.. وهي طالبة في إحدى الجامعات من مدينة أولمبيا وفي السنة النهائية للدراسة.
نشأت نشأة سوية في أسرة عادية بين أب وأم وأخت وأخ تحبهم جميعا.. وكانت تتمنى أن تعود اليهم سالمة بعد أن تذهب إلى فلسطين تضامنا مع شعبها المناضل الذي يرفع راية المقاومة منذ سنين... ذلك لأنها انضمت إلى ( فريق التضامن الدولي) العامل في فلسطين.‏
وعندما اشتعلت الانتفاضة الثانية كانت في مرحلة حماستها الشبابية ومشاعرها الإنسانية بل في تحديد موقف خاص بها وهو التضامن الفعلي لا الكلامي.‏
وقررت أن تقطع ألوف الأميال لتلتحق بمن سبقوها من زملائها المتضامنين الأحرار مع الشعب الفلسطيني وكانوا ثلاثة كأنهم فريق واحد..(جيني) و (توم ديل) والاثنان قد سبقاها .. لكنهما لم يلتقياها .. فأصدقاء آخرون أخذوها من غزة إلى جنين ورام الله... وعاشت ذلك الإيقاع الفاجع الحزين .. كما عاشت تلك التفجرات في المظاهرات والجنازات.. والموت والدمار والدم.. طيور شؤم لا تفارق أرضا يجب أن يسود فيها السلام لأنها أرض المسيح والسلام.‏
إنها لا تملك سوى صوتها وجسدها.. فقد صرخت ولم يسمعها أحد.. وعندما تصدت بجسدها الفتي للجرافة الإسرائيلية كدرع بشري لأطفال أبرياء مثل قطرات طهر من مطر السماء هزئت بها الجرافة الإسرائيلية.. وتقدمت منها.. وتقدمت وهي تلوح بيديها وتشير.. لكن الأمر كان أكثر من خطير.. إنها الجريمة .. بوحشية وهمجية... بل بما هو أسوأ من النازية.. لأنه كما قالت هي (إرهاب دولة) إن صح أن تسمى إسرائيل دولة.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
،
،

لنا أن نقارن أيها الإخوة موقف هذه الفتاة غير المسلمة بالمواقف المخزية من كثير من العرب وعلى رأسهم الزعماء، الذين تخلو عن واجبهم في نصرة إخوانهم في فلسطين وغزة رمز العزة، بل ذهب بعضهم إلى التآمر مع الصهاينة، فلا نامت أعين الجبناء.
،
،