اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الفاضل ناجح سلهب...

زاك الله ألف خير على هذا التذكير بأن أمر الساعة قد اقترب كما جاء في كتاب الله عز و جل الكريم... {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }القمر1. و هذا يقين مطلق في وجود الساعة و قيامها...تظل مسألة العلامات أو الإشارات التي تم تفسيرها من جناب فضيلتكم،استنادا إلى الأحاديث الثابتة لخير الأنام صلى الله عليه و سلم...

و للإضافة قال الشيخ الألباني : صحيح سند الحديث : حدثنا حجاج بن أبي يعقوب ثنا عبد الصمد ثنا أبي قال سمعت حسينا المعلم ثنا عبد الله بن بريدة ثنا عامر بن شراحيل الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت :سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي أن الصلاة جامعة فخرجت فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك قال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال هل تدرون لم جمعتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إني ما جمعتكم لرهبة ولا رغبة ولكن جمعتكم أن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي حدثتكم عن الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر وارفئوا إلى جزيرة حين مغرب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر قالوا ويلك ما أنت قالت أنا الجساسة انطلقوا إلى هذا الرجل في هذا الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه فذكر الحديث وسألهم عن نخل بيسان وعن عين زغر وعن النبي الأمي قال إني أنا المسيح وإنه يوشك أن يؤذن لي في الخروج قال النبي صلى الله عليه وسلم وإنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو مرتين وأومأ بيده قبل المشرق قالت حفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق الحديث ...

هنا يمكن القول أن الواقعة التي عاشها تميم الداري الذي كان نصرانيا ثم أسلم و حكاها لرسول الله صلى الله عليه و سلم تتطابق مع ما علمه الرسول عليه الصلاة و السلام بفضل الله عز و جل...هذه الواقعة تقوم على شرط أساسي قد يكون شرط جوهري و موضوعي لخروج الدجال ثم نزول عيسى المسيح عليه السلام و ظهور المهدي المنتظر سلام الله عليه...هذا الشرط الموضوعي هو "الدابة المسماة الجساسة"... فقد سبقت خروج الدجال و دلتهم على مكانه...فأسبقيتها زمنيا و مكانيا لا تكون عبثا...بل هي من الشروط الموضوعية لصحة وقوع الحدث المنتظر...

والحديث عن الدابة ورد في كتاب الله عز و جل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه... {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }النمل82.

على هذا الأساس أتساءل هل العلامات السبعة عشر التي ذكرت بأسانيد لا تقبل الشك في مصداقيتها هي على سبيل الحصر، بمعنى هل لها سند في الحديث النبوي...أم هو تعداد من اجتهاد حضرتكم للظواهر السلبية التي تنبئ بخروج الدجال و نزول عيسى عليه السلام و ظهور المهدي المنتظر عليه السلام، و من تم وضع الأحاديث كشواهد على تلك الظواهر كعلامات لاقتراب ظهور المهدي عليه السلام،كعلامات صغرى و علامات كبرى لقيام الساعة؟

إذا كان الأمر كذلك...فهل خرجت الدابة التي تكلم الناس؟ أم لم تخرج بعد؟

أعتقد أن التلازم الثلاثي لخروج الدجال و نزول المسيح عليه السلام و من تم ظهور المهدي عليه السلام، هو تلازم من قبيل وجود الأول يعقبه كشرط أساسي وجود الثاني و من تم ظهور الثالث...هذا التعاقب رهين بخروج الدابة كعلامة كبرى لا يمكن أن يجادل فيها صاحب إيمان يقيني...

دمتم في رعاية الله جل و علا
الأخ الأستاذ سعيد نويضي - حفظك الله ورعاك -

إن الأحاديث عاليات الذكر هي مصنفة ضمن كتب الحديث عند أئمة الحديث في أبواب الفتن والملاحم وأشراط الساعة وحوادث آخر الزمان.

وقد صنف العلماء " الدابة " على أنها من أشراط الساعة الكبرى.

تقبل تحياتي واحترامي