يومها إنزاح النجم عن شرفتي , وأوعدني النهار بوجوه كثيره أقساها وجهي المثلوم كوجه شهريار0
كان لابد لي أن أقطع الطريق على قافلة النجوم التي دعاها حادي الغياب بالرحيل , وأترك على غبار عتمة غيابها أوردتي 0
مانفع الليل إذا لم تُشع عليه النجوم ؟ وإذا لم تكن السماء عليها أوسع من كفن ؟
الله ياهذا الليل الموحش كما البكاء , ولا يرش على شرفاني من نجومه غير الرماد 0
الله ما أقسى الشرفات عندما تصبح محلوبة بالوحشة والصمت , مشبوحة بلحون سوداء وإن دهمها الصبح مستعجلاً الموت الرحيم 0
كنت يومها أسامر صاحبي , وفنجان قهوتي يلفظ تبالته الأخيرة على شفتي , والليل يمضي علينا يقلب أوراقه فوق العيون 0
قال لي صاحبي لماذا تكتب عنك بهذا العناء وكأنك أدمنت رسوم دمع الأمس ولا تنفك عن مطارحتها الغرام لتجعل من ثدييها كأسك المسموم ؟
ولماذا حروفك تتوضأ بدم ونار في ساعة سُكر الأماني ؟
قلت ياصاحب الليل والنجوم تغادر أوكارها , أبحث عني عبر ركام وأحجار القصص الشهريارية العتيقة 0
ستجد من وجع الأرض أحجاراً تقرأ خاتمتي ومقالع النور تهوي تحت لوحي النائي 0
قناديل قلبي ياصاحبي حُبلى بالسهاد وهديرها مسرعا نحو البتالة والندم 0
لم أكن غير ناسكاً تستوحشه أقدامه كلما مضى يبحث نهره عن مجراه , واليوم تحدثني الخطا عن إستحالة الرجوع لنوافذ النور الأولى 0
لإني أتساقط على جنبات الرحيل نجمة تلو النجمة , كتبت عن القلب الذي بات يقطينة تلفظها الذواكر فوق أتون النار 0
000000 صاحبي ترك في قعر فنجانه رشفة اللاتوديع وغاب عن شرفتي 0
00000 تركني والفانوس يضيء بصمت زواية الشرفة , وقناديل القلب عاودت البكاء , فثمة أوراق تحت وسادتي لم يقرأها صاحبي بعد 0
وعندما يعود سأتركها بين يديه , تحكي له عن جنون القحط وهذيان الأملاح 0


بقلمي
/ محمود الغانم /
كاتب أُترع من زخم وحشته 000 ماشاء الله أن يرتوي
مع محبتي 00