كل ليلة، وقبل أن ألستلقي على سريري ...
أتخوف من النوم أن يغلبني. فأصارع جفوني لكي لا تغلق، وتسيطر الأحلام على كياني وجسدي المرهق.
أتخيل قبل غلبت النعاس حلما جميل وتمتلء عيناي دمعةٌ أكاد أخفيها لكي لا تحسُ التي تمتدُ بجانبي وتبدأ تشكو جراحاتها فتلك جراحاتي. لا أعرف تفسير تلك الدمعة الخفية أو التي أكاد أخفيها...
أهي دمعُ فرحٍ أم حزن. وأنا في صراعٍ بين الخيال وثقل الجفون يأتيني كابوساً من زمنٍ كنت تحت رحمة أشقياء سياطٌ تنهال على أكتافي دون أن يحتسبوا مدى الألم.

لو كانت تلك السياط على حجرةٍ لجبلٍ لخدشتها على الأقل، لكن كتفاي تعودا فالألم تحول لنداءٍ في داخلي أستلهمُ منه العبر. لكي أتعايش معها وانقذ جسداً يحمل رأساً فيه خلايا مشحونةٌ بمئات المعاني وحقائق وشبها... منها ما يجب أن تنقل وأخرى لابدَ أن تصححْ ...
ومنها يجب أن تغتسل وتطهر. كنت أقنع ذاتي المعذب بأن أستمر في الحياة لأنقل خبرة لطفال ينتظرون بعض ما قاسينا وعانينا فكلها مفيدة وإن كانت قاسية. فذلك كان كافيا لكي أرقد للنوم لأرى تكرار الأحلام المؤلمة ...
لتبقى تدق ناقوسا صخباً في ضميري المعذب.