وسّدّتُ قافيتي من قافِ موقفها = حتى تجلى لها بابٌ لحاديها
فقلتُ رمل الخطى عينٌ مسربلةٌ = أجابَ عين الفتى حِرْزاً لموريها
فخضتُ ساحلها في ورطةٍ، وسرتْ = على الأصابعِ نارٌ في حواشيها
حتى إذا انفتحتْ أرضٌ وديدنها = أنَّ الشذى واحةٌ تمشي لباريها
قَلْقَلْتُ حرفَ صَداقٍ في معرّتها = فاطوّحتْ، وتثنّى الشعرُ يُغريها
وسّدّتُ قافيتي، إرثاً وَمُوْرِقُها = أنَّ الذي من شميم الوردِ يعطيها
قرَّ البيارقَ في ألواحِ فاتنةٍ = وساهدَ الليلَ كي يرتاح ساريها
فاختالتْ الريحُ، هذا العابديُّ لهُ = في كلِّ مورقةٍ غصنٌ يجاريها
هُوَ الخيالُ إذا ما اشرقتْ صورٌ = وسندسُ الفعلِ إن خفّت حواريها
لي فيهِ من شهدِ ناياتِ الندى عبقٌ = وحارسُ الحبِّ نحلٌ في بواديها
ولي إذا ما توارى الشعرُ في عجلٍ = صيدٌ ثمينٌ أتى طقساً ليدنيها
من صاحبِ الحُسنِ، ليس الضوء منزلهُ = لكنّهُ الضوءُ، غطّى كلَّ ما فيها
عاينتُهُ في دم المعنى بلا جُمَلٍ = فانحاز بعد نبيذي، كي يُجلّيها
عُذراً إذا نبتَ الإيقاعُ مستتراً = وخانني الصبرُ، إذ فتّحتُ ناديها
فالحبُّ يشهدُ أنّي جئتُ مرتجلاً = " واتا "، قصيدَ دمي، من أجل بانيها