من غير زعل
بين الإتفاق والاختلاف في الرأي نقاط وأسئلة ..
بقلم : أسماء محمد مصطفى
سلسلة مقالات وأفكار عن هموم الإنسان والحياة
(1)

ـ حين تعطي رأيك في أمر ، هل تتقبل أن يناقش الآخر رأيك ؟
ـ هل تضع في ذهنك أنّ رأيك قد لا يكون بالضرورة صائبا ًمائة بالمائة ؟
ـ وقد تكون مصيباً .
ـ هل يجوز أن تزعل إذ ا أعطاك الآخر رأياً في أمر يخصك ؟
ـ البعض ، يتصور أن ّ من حقه مصادرة الرأي الآخر .. ترى .. من أعطاه هذا الحق ( الوهم ) ؟
ـ ربما ، لم نصل الى مرحلة إنضاج حوار موضوعي بيننا ، لاسيما في الأمور التي قد نختلف عليها .
ـ البعض ، يتصور النقد لؤماً .. فمتى يكون كذلك ؟
ـ نرى أن تبادل الآراء مهم لتطور الإ نسان والحياة ، لكن ضمن أطر الموضوعية واللطف وبعيداً عن الأغراض الشخصية .. فمن المعيب أن ننتقد شخصاً ما أو سلوكه أو عمله لأننا لانحبه مثلا ً ، أو لأن ّ موقفاً ما حصل بيننا وبينه ، ترتب عليه أن نحقد عليه ، فيأتي النقد تنفيساً وانتقاماً وانتقاصاً منه ..
ـ ربما يتفق اثنان على نقد السلوك نفسه ، لكن ليس بالضرورة أن يكون دافعاهما للنقد واحداً ..
ـ جميل أن نتحاور بلغة شفافة ، ونعبرعن رفضنا فكرة ما تتعلق بالشخص الآخر ولكن بأسلوب راق ٍ غيرجارح ..
وجميل أن ندقق في اختيار مفردات حواراتنا ونقاشاتنا ، حتى لانسبب تجريحاً للآخر ..
لكن ، هل نعني بذلك أن نجامل ؟
ـ المجاملة تهديم احياناً ، وهي تختلف عن طرح الرأي بلطف ، واللطافة في إبداء الرأي المختلف تعني أن نعبر عن عدم إتفاقنا مع الآخر على فكرة ما بلغة طيبة بحيث لا نهشمه ( أي الآخر ) تهشيماً وكأنه لا شيء ..
ـ ربما ، مازال الكثيرون منا عاجزاً عن التحرر من التعصب لرأيه .. ولو إنّ الرأي المطلق في صوابه مُلك شخص بعينه ، لما تطورت حياتنا ، ولبقي البشر يدورون في إطار محدود من الأفكار والرؤى ..
ـ الحياة ، العمل ، الأفكار ، متاحة للجميع ، وملك للجميع .. وما أراه صائباً ، قد يراه سواي مخطوءًا ، وقد يكون رأيي هو الأصوب ، وقد يكون رأيه هو الأرجح ، وربما يكون كلانا صائباً في رأيه ، من زاويتين مختلفتين .. وربما يكون كلانا مخطئاً ..
ـ كم واحد منا ، يراجع آراءه ووجهات نظره ؟
ـ كم واحد منا ، مهما بلغت معرفته وخبراته وتجاربه ، يضع لنفسه وآرائه هامشاَ صغيراً لاحتمال أن يكون خاطئاً في رأيه تجاه قضية أو أمر أو شخص ما ؟
ـ والسؤال المهم : متى نصل الى مرحلة الوعي بتقبل الرأي الآخر بروح رياضية ؟
ـ والسؤال الأهم : متى نعطي آراءنا بموضوعية بلا مجاملة وبلا تجريح أو تلميح لئيم ؟ متى ؟