ألف عام من الإغتراب

أهلك يا مسكين قد رحلوا
غادروا إلى المدينة النائمة
على جفن الضباب
و أنت ما زلت هنا
تملأ جرة الماء
من العين المهجورة القديمة
تسدّ ُ ثقوب الجرة بالطين
قدماك غارقتان في الوحل
و خلف هذا الجبل
ثعالب و ذئابْ
ضع جرتك و ارحل بعيدا
في أيِّ اتجاه سافر
فخلف الجبال مدائن للضباب
و خلف الشمس ظلمة ٌ
و لص تحرسه الكلابْ
و اذهب فارغ اليدين
فارغ العينين
لا تبتئس
فمازال الليل في أوله
ومازال أمامك ألف عام
من الرحيل و الاغترابْ
لا زاد عندك و لا رفيقا
يثقب السّفينة
أو يفتح الأبوابْ
وحدك سوف تسافر
وحدك فهذا الليل
ما عاد يجمع الأحبابْ
هم شبعوا حروبا
شبعوا جيادا و ركوبا
آن لهم أن يرتاحوا قليلا
فانطلق وحدك
يا واحدا في الأرض
يا مُقَََطّعَ الأنسابْ
لا تملا الجرة ماءً أو عسلا
و تذّكر أنّها شِعْبٌ خرابْ
لمن تملأ الجرة يا مسكينْ
و تسّد منافذها بالطينْ
و ليس خلف الجبال
و ليس خلف الشمس
أصحاب أو أحبابْ