لنبدأ من البداية،
منذ ثلاثة أسابيع ،طاب المقام للسيدة حماتي عندي في البيت،وهي تنوي أن "تؤنسنا"حتى نهاية الصيف!!
إذا لم يطرأ ما يجعلها تبقى حتى آخر الشتاءنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي!!

إلى هنا ربما يبدو الحدث عاديا ،وسيبدأ البعض منكم في التفكير في الضغط على زر الخروج لترك هذا المتصفح!!
لكن رجاء!!انتظروا بعض الوقت

لأن حماتي ليست حماة عادية!!
عمرها سبعون سنة لا تعترف منها إلا بالنصف!!
مستواها التعليمي لم يتجاوز الإبتدائية وتدعي أنها أكثر اطلاعا وثقافة من محمد علي هيكل[تقصد محمد حسنين هيكل]
لم تشارك في أي مظاهرة في حياتها ولم تسمح لأي من أبنائها أن ينضم للمعارضة وتدعي أنها أكثر وطنية من مانديلا!!
وهي لا تترك نقاشا في السياسة أو في الدين أو في الأدب أو في الرياضة إلا وخاضت فيه وبزت محاوريها مهما يكن مستواهم الفكري!!
ولحماتي جواب ما جاهز لكل سؤال ،وتأويل لكل إشكالية وحل لكل معضلة،ومخرج لكل أزمة !!

حتى أنه عندها حل لمشكلة البطالة التي تنهك دول الجنوب:إكراه الشباب على بناء مدن في الصحراء!!
وعندها حل لمشكلة فلسطين:إدخال اليهود إلى الإسلام!!
وعندها حل لمشكلة الصراع بين السنة والشيعة:عودة الأمويين للحكم!!

وتمتهن حماتي كل المهن التي تخطر على بالكم:فهي عرافة،وقد تنبأت بالمناسبة بأن نهاية الكون ستكون يوم وفاتها!!
وهي خاطبة:ومع انه لم تنجح اي زيجة كانت هي واسطة فيها ،فهي تدعي مع ذلك أن الذنب ليس ذنبها
بل ذنب "الهجمة الأميريكية الشرسة على الأمة"!!

وهي طبيبة تقليدية تداوي بالأعشاب:تختارها من حديقة منزلي وتدعي أنها جُلبت لها خصيصا من الهند!!

ومع كل هذا كان يمكن احتمالها!!
ولكنها بدات منذ مدة تتدخل في حياتي وأموري الشخصية بشكل ينذر بالخطر!!
فقد بدات تقنع ابنتها [حرمنا المصون] بأنه من الخير لها أن تطلب الطلاق كي تستورد لها عريسا
أجنبيا "من بتاع البترودولار"سيبدل فقرها غنى وشقاءها نعيما !!
-ماذا يعجبك فيه،قالت لها لا له في العير ولا في النفير،لا جمال ولا مال،الفقر وكثرة العيال!!
موظف غلبان كحيان ،لم تري معه يوما سعيدا يلتهم أيامك وشبابك كالمرض العضال!!

وحين أعادت لي حرمنا المصون ماقالته أمها بالحرف،سالتها بكل ثقة في النفس:طبعا ما قالته أمك ،مجرد تخريف،أنت لا يمكن أن تصدقيه!!

ولكن حرمنا ردت :بعد أن سرحت بعيدا،ربما هي أدرى بمصلحتي!!

فما الحل!!