ابنتــــي نيران والحصــــــار والعيـــــــــــــد
بقلم : سمير بشير النعيمي
القى احمد جسمه المتعب على اقرب كرسي في داره
و مافتك يفكر مشغول البال ..مهموم ..كئيب
متعب نفسيا شعل الشيب راسه وعمره لم يتجاوز
الاربعين بسبب الحصار الظالم ومشاكل الحياة
يبدو اكبر عمرا وكيف لا يكتئب فاليوم هو ليلة العيد ولا يملك هو وزوجته درهم واحد الحصار
اتى على كل مدخراته ... اثاث بيته الثمين الذي كونه بعرق وتعب السنين ...حتى مصوغات زوجته باعها قطعة قطعة بابخس الاثمان ليسد جوع اولاده وبناته عنده ثلاثة اولاد وثلاثة بنات اكبرهم بنته نور في السادس ابتدائي واصغرهم عمر في الروضة اطفاله كلهم صغار ويريدون عيدية العيد ليخرجون
للالعاب مع اقرانهم ويحتاجون لملابس واحذية جديدة ..يا ه..ياه ..يا الله . . ساعدني...اعني ..اخرج كيس التبغ ...ولف ..له سكارة كما كان يفعل جده بغابر الايام ......ايام الاستعمار البريطاني وفقره
وضحك بسره محدثا نفسه كالمجنون اصبحنا ندخن سيكاير لف لعن الله بوش وكل من تسبب بحصار شعب العراق الابي ؟؟ الافكار لا تفارق خياله
من اين ؟؟يلبي احتيجات العيد؟ حتى لوازم (الكليجة)
التي تعودت العوائل العراقية منذ مئات السنين ان
تكون ضمن وجبة فطورالعيد وللضيوف المهنئين
عاد يحدث نفسه مرة اخرى .(.الكليجة) ليست مهمه
شراء الاحذيه اهم ...ولكنهم سته ؟لايستطيع تلبية مطاليبهم كلهم ...اخيرا شعر بثقل افكاره على دماغه
ربما ينفجر هذا الدماغ لمايحمل من افكار وهموم وجزع وحزن ..وسأل نفسه اذا انفجر هذا الدماغ اين يذهب هولاء الاطفال وهم صغار ؟؟؟؟ اشعل سكارته وامتص نفسا بعمق ثم نفخ الدخان بصوت من يرمي اهاته وحصراته مع الدخان ..لم ينتبه لنظرات زوجته ام نور الجالسة بالكرسي المقابل لكرسيه .... نظرات حنونه ..... كانها تدري
مايدور براسه من افكار وهموم وقالت له مبتسمه لتخفف عنه الاحزان ::المهم عدنا الصغار نيران وعمر هولاء صغار ولا يقنعون ..احذية الكبار صبغتها لهم وقلت لهم ساعدونا هذا العيد وان شاء الله بابا يعوضكم في العيد القادم وانتم كبار ..ثم تنهدت بصمت . وقالت لزوجها بصوت بالكاد يسمعه زوجها....لكن احذية الصغار جدا بالية ..الايبيعك صديقك الكردي ازاد بالتقسيط ؟
اخذ الاب نفس من سيكارة اللف واجابها بنظرات ساهمة الى السقف : انه صديقي ..صحيح ويطلبني الكثير ويجب ان اعطيه بعض من دينه السابق حتى اخذ
الجديد ...!
نهضت ام نور حزينة وقالت : اذن ساصبغ احذية الصغار ربما يقتنعون ...ثم نحن اين سنذهب ..كل الناس تبقى في بيوتها لانها لاتملك النقود ثم من يستطيع دفع اجور السيارات والتنقل ..
عاد ابو نور الى ارهاصات افكاره وتذكر كيف تبادل مع جيرانه المهندس فطرة زكاة رمضان حيث اعطاه السكر واخذ بدلا منه الطحين ..حيث افتى العلماء بجوازتبادل فطرة الزكاة ..ياالله اذن الى اى حد وصل الشعب العراقي من الفقر والعوز واصبح كل الشعب يستحق الزكاة..افكار حزينة يجترها
ولكن فجاءة..افاق من هذه الافكار صوت نيران تلبس حذائها بعد ان صبغته لها امها وهي تقول انظر يابابا هذا حذاء العيد يلمع انظر ....حلو؟ مو؟؟
نظر الاب الى حذاء ابنته..وهاله ما راى ...وتفطر
قلبه حزنا والما..وشعر ان قلبه سيخرج من مكانه
لفرط دقاته ...ولم يحتمل المنظر فبكى بصوت
اجش عالي يفطر القلب .. بكاء الرجال صعب
صعب.. عندما مات والده بكى بينه وبين نفسه ولكن
بصمت اما الان جعل افراد العائلة تنظر بحزن الى
والدهم وهو يبكي لاول مرة لم يشاهدوه يبكي ..واحتضنته ام نور مواسيه واخذت تبكي بصمت
حتى لا تفزع اطفالها ...وتربت برؤؤس اصابعها
على ظهره مهدئة اياه !!!!!!!!!!!!!
(الى اللقاء في الحلقه الثانية باذنه تعالى لنعرف سر بكاء ابو نور ليلة العيد)