كتب : كمال عوض


اقرءوا هذه القصة وسأوافيكم بتفاصيلها كاملة لأنني كنت شاهد عيان عليها برفقة أحد الزملاء وسمعتها من فم الرجل مباشرة تابعوا:

المواطن الفلسطيني عمر عيد عند عودته إلى مقر عمله بالطائف بالمملكة العربية السعودية فوجئ بأنه ممنوع دخوله ورغم انه حصل على تأشيرة خروج وعودة. و حتى هذا المنع لم يعرف به إلا بعد أن أعيد إلى صالة مطار الخرطوم. إنها دراما اقرب إلى الخيال ومأساة غريبة اقرءوها لتحكموا.

من أنا ؟


أنا عمر عيد نمر الحداد..فلسطيني مولود في الطائف بالسعودية أقيم بها منذ ميلادي.
لدي ورشة لصيانة السيارات بالطائف تحت كفالة سعودي ينال نسبة حسب الاتفاق، وزوجتي أيضا فلسطينية مولودة بالطائف.
لم تقع أي مشاكل بيني وكفيلي السعودي. فقط في الفترة الأخيرة كان بيني وابنه خلاف مالي وقدمت شكوى للمحكمة ونلت حقوقي.
مشكلتي بدأت يوم عودتي إلى المملكة بعد انتهاء إجازتي في السودان وقد جئت للسودان لزيارة أخي المقيم بالسودان. و ذلك بعد أن حصلت من السلطات السعودية على تأشيرة خروج وعودة. ولم أواجه أية مشاكل بالسودان وانتهت إجراءات عودتي دون أية عوائق. ولم يستوقفني احد في مطار الخرطوم لا انا ولا ابنائي ولم نعرف ان هناك مشكلة الا بعد وصولنا لمطار جدة حيث طلبوا منا الانتظار. ولم يخطر ببالنا ان هناك مشكلة تمنع دخولنا الى ان جاءنا موظفو سودانير ليبلغونا ان سلطات مطار جدة رفضت دخولنا وانها سلمت جوازاتنا لكابتن الطائرة وان علينا التوجه لنفس الطائرة التي جئنا عليها لتعيدنا الى الخرطوم. وافهمونا ان هناك اشكالاً يتطلب التسوية قبل عودتنا مرة اخرى.
وفي مطار الخرطوم فاجأنا موظفو سودانير وهم يسلموننا الجوازات بان كفيلنا الغي اقامتنا. وقد دهشنا لهذا التفسير لان هذا الامر لو تم فانه بيننا والسلطات السعودية ولا دخل للخطوط السودانية به. وقلنا لهم الى اين نذهب ونحن لا مقر لنا هناك فقالوا انتم ستكونون تحت ضيافة سودانير الى ان تغادروا. وقد سألهم مسؤولو الجوازات نفس السؤال حول علاقة سودانير بقضية بين مقيم في المملكة والسلطات السعودية.
وبدأت رحلة عذاب
والمهم في القضية اننا ظللنا نفترش ارضية مطار الخرطوم لمدة ثلاثة ايام في انتظار حل الاشكال حسب وعد سودانير لنا، الذين قالوا انهم سيعملون علي حل الاشكال
وبعد ثلاثة ايام اخذونا الي فندق سنترال بالسوق العربي وسلمونا خطابا للفندق بالتزامهم باقامتنا وحراستنا الى ان نغادر. وظننا ان الاشكال سيتم حله خلال ثلاثة ايام كما وعدونا ولكننا ظللنا في الفندق . وبعدها جاءنا مندوب سودانير ليبلغنا ان السلطات السعودية رفضت ادخالنا للمملكة وانهم يقدمون لنا خيار التوجه الى الاردن او اليمن او سوريا. وكان هذا شرطا عجيبا لانهم لم يوضحوا لنا اين ولا كيف نقيم في هذه الدول وان كنت اميل للذهاب الي اليمن لسابق خبرة لي هناك ولكن هذا لايحل المشكلة فانا لي ممتلكات كثيرة بالطائف لا اعرف مصيرها حيث لي منزل وثمان سيارات وممتلكات كثيرة لم يقل لي احد ماهو مصيرها.
والمهم في كل هذا انهم اختفوا ولم يظهروا الا بعد شهر ونصف ليقولوا سنأخذكم الى قسم مراقبة الاجانب لحل المشكلة وافراد القسم اخذونا الى الشرطة التي اخذتنا الي ابوسعد بحجة توصيلي الى منزل اخي وقلت لهم. انا لي مشاكل مع اخي ولا ارغب في التوجه اليه فأخذوني الى قسم شرطة ابوسعد الذين احتجزونا لمدة ساعتين.
ولم يعرفوا ماذا يفعلون في هذه المشكلة فطلبوا منا التوجه الي مكتب وزيرالداخلية وطلبوا منا الخروج من حراسات القسم الى الشارع.
وعندما وجدنا انفسنا في الشارع استأجرنا حافلة وذهبنا الى المطار وكنا قد فقدنا حقيبتين خلال رحلة سفرنا الى جدة والعودة فابلغناهم بامر الحقيبتين واردنا مقابلة مسؤول بالمطار فرفضوا السماح لنا ..وجدنا انفسنا وسط بحر من الحيرة يزداد عمقا واتساعا لدرجة يتعذر معها رؤية السواحل.. وكان الحل لديهم اخذنا الى رئاسة الشرطة وهناك قال المسؤول خذوهم الى قسم الخرطوم شمال.. وبالقسم برزت مشكلة المبيت عندما حل الليل فقال مدير القسم..اذهبوا للمبيت في مسجد القسم وفي الصباح نحل الاشكال وقضينا الليل في ذلك المسجد.
وفي الصباح قالوا نأخذكم الى مراقبة الاجانب وبالفعل اخذونا في بوكس انا واطفالي العشرة والحقائب وهناك قالوا لنا.
ضامنكم سودانير ..ثم سألونا اين قضيتم الايام الماضية فقلنا لهم. في فندق سنترال واخذونا الى الفندق وطلبوا من مدير الفندق ان لا يسمح لنا بالخروج ورفض الفندق اقامتنا فجلسنا بباب الفندق لمدة ثلاثة ايام وجاءنا افراد الشرطة السياحية وعرفوا مشكلتنا وقالوا انهم سيتصلون بالسفارة الفلسطينية ولم نجد حلا حتى الآن.
البيت المفروش بالعمارات والذي افمنافيه احضرنا اليه شخص قال انه فلسطيني من السفارة وانا به منذ ثلاثة ايام وصاحب البيت انذرنا بالمغادرة لان الاجر المدفوع لاربعة ايام فقط.
وكما تلاحظ اقيم الآن وفي هذا البرد في غرفة وصالة انا واولادي العشرة بدون اغطية.؟
الحل في نظري ان تتم استرجاع ممتلكاتي بالمملكة وان يسمح لي بالتوجه الى اليمن وقد اضطر للاتصال بالمنظمات الدولية. واتوجه بالنداء للرئيس اليمني ليمنحني اذنا بالاقامة هناك.

بعدها بدأت تحركاتنا برفقة زميلي الطيب فراج وبعد ان تم نشر مأساة الرجل علي صفحات صحيفة ألوان واتصلنا بالسفارة الفلسطينية ومنظمات العون المدني وسودانير الي ان تمت الموافقة علي ترحيله الي اليمن .. ومن هنا بدأت المأساة الحقيقية ..
ظللنا نتسقط اخبار الرجل واطفاله من علي البعد وفي كل يوم نسمع عن ترحيله الي احدي المطارات العربية..
وبعد اعادته من المملكة العربية السعودية الي السودان تم نقله من مطار الخرطوم الي مطار صنعاء ومن مطار صنعاء الي عمان ومن مطار عمان الي مطار صنعاء مرة اخري ومن مطار صنعاء اعادوه الي مطار الخرطوم ومن مطار الخرطوم الي مطار صنعاء حيث هو الان هناك..
احد عشر شخصا بالاضافة الي امهم يتجولون في المطارات يبحثون عن مأوي بعد ان رفضت السلطات السعودية منحه اذن الدخول .. تركوه بلا مال لتصرخ الافواه الجائعة علي مدار اليوم ..
اين النخوة ؟؟.. اين العروبة ..


آخر التطورات أن اليمن قد قبلت أمس ( 28 فبراير 2007 ) في وقت متأخر من الليل دخوله إليها وسيستضيف برنامج ما وراء الخبر بقناة الجزيرة اليوم الأستاذ حسن المجمر المدير التنفيذي لمنظمة العون المدني العالمي ومقرها الخرطوم للحديث حول الموضوع ..

تابعوا معي



منقول ( باختصار ) عن موقع سودانيز أون لاين
رابط الموضوع : http://www.sudaneseonline.com/cgi-bi...msg=1172699389