أثر اللغة العربية في صحة المعتقد

إحدى أدوات المفسر والمجتهد علمُه بقواعد اللغة العربية وبلاغتها

يقول الأستاذ عبد الله بن رجب في هذا الموضوع, بعد حمد الله الذي رفع المؤمنين في أعلى عليين، وخفض الكفار والمشركين في أسفل سافلين أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته الذين اعتنوا به، وحفظوه، وتعلموه وبذلوا جهدًا في تعليمه للناس (خيركم من تعلَّم القرآن وعلَّمه).

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" [رواه مسلم] فأهل القرآن هم الذين اتصلوا به من كل طريق فرفعهم الله في الدنيا والآخرة قال الله تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِك ﴾ [الزخرف:44].

وروى الإمام مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال رسول اله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين". ولذلك اعتنى المسلمون بهذا الكتاب خير عناية منذ العهد الأول إلى يومنا هذا وسيستمر إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها وذلك دليل على حفظ الله تعالى لهذا القرآن.

ولهذا أقبل عليه العلماء يدرسون ويبحثون، فمنهم من أقبل عليه مفسِّرًا يبين معاني ألفاظه، ومرامي آياته، ويوضح أحكامه، ومنهم من توفر على بحث جانب واحد من جوانبه الكثيرة، كإعرابه، أو تفسير مشكله، أو تكرار آياته، أو ناسخه ومنسوخه، أو استخلاص أحكامه، أو قراءاته، أو دلائل إعجازه، أو علومه أو أمثاله، ولا يزال هذا دأبَ العلماء يتناولونه باحثين، ويقبلون عليه دارسين في كل العصور.

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد رحمه الله: الغرض من دراسة قواعد النحو فهم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف"؛ لأنه إذا اختلف الضبط الصحيح فسد المعنى.

من هنا كان تعلم اللغة العربية ودراستها أمرًا ضروريًا خاصة هذه الأيام التي أصبحنا بالنسبة لها كالأعاجم حتى عزفنا عنها تحدثًا وكتابة وتعلمًا وتعليمًا. واللغة العربية من أدوات فهم القرآن الكريم والحديث الشريف فالقرآن نزل باللسان العربي المبين على الرسول العربي الأمين صلى الله عليه وسلم .

قال ابن عباس رضي الله عنهما: التفسير على أربعة أوجه، وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه أحد إلا الله. وإحدى أدوات المفسر والمجتهد علمُه بقواعد اللغة العربية وبلاغتها.

فالواجب علينا معشر المسلمين الإقبال على تعلم اللغة العربية خاصة القواعد النحوية ومحاولة فهمها ودراستها والتحدث بها، لأن الغاية من تعلمها إصلاح اللسان عند التحدث وإصلاح القلم عند الكتابة، وتركُ التحدث والكتابة باللهجة العامية السخيفة المضادة للغة العربية الفصيحة.

(منقول بتصرف)