.. إليها :
إنْ تغيبي فلا تُطيلي الغيابا = ربَّ صبٍّ بكى عليكِ اغترابا
هدَّهُ البينُ بينَ ليلِ التناجي = وصباحٍ يضجُّ فيهِ سرابا
ليسَ يقوى على النوى وشجونٍ = أوجدتْ فيهِ للهوى أوصابا
ليس يقوى على تمطِّيْ الأماني = كيف بالله سوفَ يعلو الرِّكابا
مدنفُ الرُّوحِ مُذْ ترحَّلْتِ عنهُ = مرهفُ الحِسِّ والأسى قدْ صابا
عبَّ منْ كأسكِ الغرامَ فأضحى = في مآقي الهيامِ سُكرًا مُذابا
كمْ تغنَّى بوجنتيكِ وأرخى = بينَ أوتارِ خافقيكِ طِرابا
كمْ تثنَّى على مناكِ فتيًّا = أَوْدَعَ العشقَ في الجوى عِنَّابا
جُنَّ بالسِّحرِ إذْ نفثتِ هواكِ = صبوةً تذهلنَّه ما تصابى
يا رُضابَ الهوى وثغرَ التَّصابي = لذّةُ الحبِّ أنْ نذوقَ العَذابا
فخذي الرُّوحَ في شغافِكِ دِفْئًا = واغمريها على الحنايا انسكابا
غابتِ اللحظةُ التي خالطتنا = بانتشاءٍ حتى انتهينا عُبابا
فارحمي مُولعًا تداعى غرامًا = بينَ سِفْرِ الغيابِ يشكو الغيابا
.. إنْ تغيبي فلا تضنِّي بعينٍ = ملؤها الدمعُ في هواهُ انتحابا
لنْ يحولَ الفراقُ أن نتلاقى = بين أكنافِ حلمنا أحبابا


" .. غياب ! "