آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: المقرطس الترجمة الصحيحة للكمبيوتر(الحاسوب)

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    باحث إسلامي في علوم القرآن واللغة الصورة الرمزية أبو مسلم العرابلي
    تاريخ التسجيل
    26/04/2007
    العمر
    67
    المشاركات
    3,024
    معدل تقييم المستوى
    21

    المقرطس الترجمة الصحيحة للكمبيوتر(الحاسوب)

    كتاب تقلب صفحاته باللمس

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لقد سأل الكفار أن ينـزل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا من السماء حتى يؤمنوا، لجهلهم بالسماء، مع أن السماء لا تعطي كتبًا، … وما يريدونه هو كتاب مكتوب على جلد، أو عظم، أو سعف النخل، أو حجر، فهذا كل ما يعرفونه، ولا يتصورون غيره مما لم يعرفه البشر إلا بعد ذلك.
    ولو أراد الله تعالى إنزال كتاب من عنده لأنزل كتابًا يتحيرون منه ويدهشون، على غير ما يعرفون من طرق الكتابة في زمانهم، ولا حتى يتصورونها في مخيلاتهم.
    فما صفة هذا الكتاب ؟ يبين الله تعالى صفة هذا الكتاب في سورة الأنعام؛
    في قوله تعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ(7) الأنعام.
    هذه الآية بينت ثلاث صفات للكتاب؛ أنه في قرطاس، وأن التعامل معه باللمس، وأن من يشاهد ما فيه يوجب عليه القول بأن ما يراه هو من السحر، وليس حقيقة؛ لجهله بقدرة الله تعالى.
    أما صفته أنه في قرطاس؛ فإن القرطاس هو الوعاء من ورق وغيره، يوضع فيه بعض ما يخرج من الشيء ويفصل عنه، عند بيع القليل منه لا كله، ويحبس الباقي في مكانه، والقراطيس معروفة في البقالات، حيث يوضع فيها ما يؤخذ من الكيس بقدر ما بيع منه، وفي المكتبات حيث يحفظ فيه بعض الأوراق المهمة، وعند الباعة المتجولون أصحاب العربات؛ ما يوضع فيه مما يؤخذ من قدر الفول، أو مما يسمى بالبوشار.
    وقد بين تعالى فعل بني إسرائيل في الكتاب الذي أنزل عليهم؛
    فقال تعالى: (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) الأنعام.
    فقد قسموا التوراة إلى أجزاء وأسفار، يظهرون ما يشاءون منها للناس، ويحبسون عندهم أكثرها لإخفائها عنهم.
    وأما الصفة الثانية فهي أن التعامل مع الكتاب، وتقليب صفحاته، وطلب ما فيه من علم، وما هو مكتوب، يكون عن طريق اللمس باليد.
    لعله يتبين لنا من هاتين الصفتين أن هذا الكتاب مختلف عن كل الكتب في ذلك الزمان، لكننا نعرف هذا الكتاب في زمننا الحاضر جيدًا ولا نجهله، إنه الحاسوب أو الكمبيوتر … فالنظام الذي يقوم عليه الحاسوب هو أننا نجزئ المعلومات التي ندخلها فيه، ونبوبها، ونجعل لها عناوين، وأسماء، فإذا أردنا استرجاعها أو الاطلاع على ما فيه، فلا يظهر لنا إلا ما نطلبه، وهو بعض من كثير، ويظل الباقي عنا مخفيًا في بطنه، والتعامل معه لا يكون إلا عن طريق لوحة المفاتيح المنفصلة عنه، أو عن طريق اللمس، فتصله الأوامر مباشرة من خلال خطوط معدنية موصولة به، أو ترسل إليه الأوامر عن طريق الإشارات الكهرومغناطيسية، وهو أرقى ما استطاع الإنسان فعله.
    لو عرض هذا الحاسوب على الناس في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ورأوا ما فيه، وشاهدوا الناس في أماكنهم يتحركون ويتحدثون فماذا هم فاعلون؟!
    أو شاهجوا مع خبر فرعون تسجيلاً مصورًا لحادثة الغرق كما يحصل في الأفلام الوثاقية،
    أو سمعوا منه تلاوة للآيات المكتوبة من القرآن الكريم مرتلة من قارئ مجيد للتلاوة بصوت حسن وهم ينظرون إليه،
    فماذا هم قائلون؟!
    لقالوا بما أخبر به الله تعالى: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ(7) الأنعام.
    ولماذا يحدثنا الله عز وجل عن هذا الكتاب الذي في قرطاس؟! وبهذا الوصف الذي جعله الله في آخر كتبه وخاتمها ولم يعرفه الناس من قبل؟
    يحدثنا الله تعالى ليعرف الناس، ويتيقنوا أن الله الذي لا يغيب عنه شيء في الأرض، ولا في السموات، ولم يجهل ما سيحدثه الناس من أشياء كثيرة، لم تكن هذه إلا بمعرفة من الله تعالى السابقة لوجودها، وتوفيق منه، ليصلوا إلى صناعة الحواسيب وما دونها وما فوقها.
    وهذه الآية التي تحدثت عن هذا الكتاب أو المرجع العجيب قد وضعت في سورة الأنعام، لأنها من أكبر النعم التي سهلت على الناس بلوغ ما لا يحلمون به من قبل، وأصبحت تجد على القرص الواحد الآلاف من الكتب الضخمة، والمراجع، وما تريد البحث عنه فيها تجده في ثوان أو دقائق قليلة0 ولو كان العرب هم أول الصانعين للحاسوب لسموه “المُقَرْطِس” أو “المُقَرْطَس”، لأن هذا هو وصفه الحقيقي، وليس كل عمله المطلوب منه إجراء الحسابات، وإن كان قائمصا على حسابات وقوانين دقيقة جدًا.
    وقد ذكر في وصف اللوح المحفوظ والقلم الذي يكتب فيه؛ بأن القلم من نور، والكتابة من نور … لقد علم سلفنا ذلك 00 لكن لم يعلموا ولم يتصوروا كيف يكون هذا … حتى جاء زماننا هذا فأخذ الناس يكتبون في الحاسوب بالنور،أو الأصح بالمقرطس بالنور، ويعرضون ما يكتب بالنور … وما عند الله أعظم من ذلك، ولكن الله يريد أن نتحقق من صدق ما يخبرنا به في الدنيا، أما في الآخرة فلا يكون هناك من يكذب، وكيف يكذب من يعاين بنفسه، وبأم عينه كل شيء أخبر به في الدنيا عن الآخرة، وحتى لا يقول أحد إن كتاب الله قديم، واستُحدثت في الناس أمور كثيرة، فهذا الكتاب لا يصلح لزمننا الحاضر، فليس عند الله ماض وحاضر ومستقبل، فقد تساوت الأزمنة في علمه، ولا نقيس قدرة الله على قدراتنا، ولا علمه على علمنا فنكون من الهالكين0
    من أبحاث أبي مُسْلم العرابلي في "فقه استعمال الجذور" الذي يكشف عن معجزات في القرآن

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو مسلم العرابلي ; 28/11/2016 الساعة 08:41 PM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •