تتبعت اكثر من مرة الافلام التي كان فيها عادل امام بطلا ،واعجبنا كثيرا بما يصدر منه من انتقاد للواقع العربي ،وما تتضمنه مسرحياته من نقد لاذع لاصحاب السلطة والقرار خاصة في مصر،واعتقدنا ان هذا الفنان يعتبر لبنة في بناء صرح مناهض للعمالة والتخاذل والتلاعب بالقضية الفلسطينية ،والتي يجعله كل نظام عربي سندا لاقرا رشرعيته وتنوير وجهه امام شعبه ،وكنا نظن ان عادل امام سيكون رقما صعبا لايمكن القفز عليه من قبل اي كان ،غير ان فنانا ابى الاان يزيل اللثام على وجهه الصبوح ،ويكشف عن وجهه الحقيقي ،ويعلنها صراحة بانه ضد القضية الفلسطينية ،ومع الكيان الغاصب في تدمير غزة وتجويع اهلها ،وحرمانهم من ابسط شروط الحياة ،مدعيا ان حماس اخطات لما قررت مواجهة اسرائيل في الحرب المدمرة التي شنتها هذه الاخيرة على غزة،وان حماس لم تدرك قوة عدوها واختارت المواجهة على ماذا ياعادل ؟يقول لسان حال عادل اختارت حماس المواجهة على الانبطاح والاستسلام والخضوع والركون الى الارض،هذا ما يريده عادل حتى يتحدث عن حماس بان حسنة السلوك.....
ولم يكتف عادل بهذه التصريحات بل اتهم حماس بانها قتلت احد الجنود المصريين ،ذنبه في ذلك انه اراد حماية حدود بلده...ممن ياعدل ؟من الاسرائيليين ..لا اراد حماية بلده من الفلسكطينيين،وكان الفلسطينيين صاروا اكثر خطورة من الاسرائليين ،عجبا لك ايها الزعيم ،انت اصدرت حكما قبل المحكمة ،وقلت بان حماس هي التي وراء مقتل الجندي المصري ،ولتاجيج الغضب الشعبي ضد حماس عمل سيادته على تنظيم وقفة احتجاجية في ميدان الزعيم دعا اليها كل الفنانين المصريين ،ليس ضد حصار غزة وليس ضد مقتل الجنود المصريين من قبل اليهود لكن احتجاجا على مقتل الجندي المصري من قبل حماس كما يزعم سيادته،غير انه لم يحضر من مشاهير الفنانين لهذه المظاهرة الا النزر اليسير ،غير ان عادل وهو يتحدث يقول بانه يتحدث باسم الفنانين جميعا ،فجاءت هذه الوقفة لتوضح بانه يتحدث عن نفسه فقط ،اذ ان الفنانيين المصريين وفي اغلبهم مع القضية الفلسطينية ،وضد الحصار الذي يشجعه عادل امام بغرض جر حماس للتوقيع على ما تريد مصر منها ان توقع عليه.
لقد عمل عادل امام على استغلال جميع الفرص التي يراها مناسبة ،لتوسيع دائرة المناصريين لافكاره ،لذلك نجد قافلة شريان الحياة لم تسلم بدورها من لسانه واتهم زعيمها جورج كلاوي بانه مشبوه ،غير ان السيد عادل لم يكمل كلامه ولم يذكر بماذا هو مشبوه ،نسي عادل بان يقول مشبوه من قبل انظمة ابت الا تمرغ انف حماس ،مشبوه من قبل اليهود الذين اجهدوا انفسهم في استرداد سلطة القرار بغزة الى من كانت بيدهم هذه السلطة قبل الحسم العسكري الذي التجات اليه حماس كعملية جراحية راتها امرا ضروريا لاعادة الامور الى نصابها.
لقد صدق الشيخ كشك عندما قال في عادل كنا نتطلع الى الامام العادل فجاءنا عادل امام ،وشتان ما بين امام والعدل ،اذ باقواله هذه يكون قد ظلم الشعب الفلسطيني بغزة لما ايد بناء الجدار الفولاذي بغرض محاصرة الفلسطينيين ،وحرمانهم من الدواء والغذاء ،فاين العدل من تصرفات مصر العروبة بحق اخوانه في غزة ياعادل؟؟
لقد اكثر السيد امام في التزلف لنظام بلده ،والشيئ ان زاد عن حده انقلب الى ضده،فلسنا ضد حماية الامن االمصري غير انه لاينبغي ان يتم ذلك على حساب الفلسطينيين ،فكلما تم التضييق على الفلسطيينين في غزة الا يعتبر ذلك خدمة للجانب الصهيوني بدون مقابل
لقد تكلم عادل كثيرا عن الفلسطينيين ولم يعر اهتماما للتطاحن الجاري بين الاقباط والمسلمين في مصر ،مع التنويه الى ضرورة البحث عن اسباب هذا التطاحن الذي وقع بين الطرفين .